"ناقلات مجهولة".. أشباح فاشلة لتهريب النفط الإيراني
إيران تواصل التحايل على العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها عبر اللجوء إلى أساليب ملتوية أو تجنيد أطراف خارجية تدير أنشطتها غير المشروعة
يواصل النظام الإيراني التحايل على العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه، عبر اللجوء إلى أساليب ملتوية أو تجنيد وكلاء وأطراف خارجية تدير أنشطته غير المشروعة، آخرها ناقلات النفط "مجهولة" الهوية.
وفي تقرير نشرته شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، قالت إن 4 ناقلات نفط تجردت من أعلامها بعد تحقيق كشف أنها تنقل سرا النفط الإيراني في تحد للعقوبات الأمريكية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب.
وأشارت إلى السفن الأربع قامت جميعًا بزيارات سرية إلى المياه الإيرانية هذا العام حيث استلمت بشكل جماعي ملايين براميل النفط، وفقًا لبيانات من شركة "تانكر تراكرز" (Tanker Trackers)، وهي شركة أبحاث بحرية.
وكانت الرحلات جزءًا مما تصفه الشركة بأنه "باليه" (مناورات) معقد تؤديه سفن إيرانية وأجنبية، حيث تتلاعب السفن ببيانات التتبع الخاصة بها، لإخفاء تورطها في انتهاك العقوبات الأمريكية.
وفي 31 يوليو/تموز الماضي، كشف تحقيق أجرته شبكة "إن بي سي نيوز" أن 15 سفينة، تشمل 4 سفن، هي "جيسيل" (وGiessel)، وإيكاترينا" (Ekaterina)، و"ليراكس" (Lerax)، و"أمفيتريتي" (Amfitriti)، كانت تبحر تحت علم جزيرة سانت كيتس ونيفيس الكاريبية.
وبعد 5 أيام من نشر التحقيق الذي يستند إلى صور أقمار اصطناعية، قرر سجل السفن في سانت كيتس ونيفيس أنه لن يسمح للناقلات بعد الآن بالإبحار تحت علم البلاد.
وبموجب القانون البحري، يجب أن ترفع السفن المبحرة علم دولة قومية. والسفن التي نزعت أعلامها لا يمكنها أداء الوظائف الأساسية مثل الإبحار في الميناء أو التسجيل في التأمين البحري.
وقال السجل في بيان بالبريد الإلكتروني: "يأخذ سجل سانت كيتس ونيفيس الدولي للسفن على محمل الجد أي انتهاكات للعقوبات المفروضة، وسيعمل بسرعة وفعالية للتعامل مع الانتهاكات التي تشمل أي سفن ترفع علمه".
وأشار البيان إلى أن هذا ما حدث مع الناقلة "جيسيل" التي جُردت من علمها في 4 أغسطس/آب بعد تقارير صحفية تفيد بأنها زارت ميناء إيرانيًا. وأكد متحدث باسم السجل أن السفن الثلاث الأخرى جُردت من أعلامها.
وتظهر السجلات العامة من المنظمة البحرية الدولية أن السفن الأربع لم تعد تبحر تحت علم سانت كيتس ونيفيس، وجنسياتها مدرجة الآن على أنها "مجهولة".
ورغم أن تلك السفن قد تتمكن في نهاية المطاف من التسجيل مرة أخرى في دولة جديدة، من المرجح أن يؤدي فقدان أعلامها إلى عرقلة تحركاتها على المدى القصير.
وتكشف سجلات المنظمة البحرية عن شبكة معقدة من الشركات المسؤولة عن ملكية كل سفينة، لكن 3 سفن منها تحت رعاية شركة هندية اسمها فلوريتا لإدارة السفن (Floretta Ship Management)، والسفينة الرابعة مرتبطة بشركة هندية أخرى اسمها "رافيل" (Ravel Ship Management).
وفي سبتمبر/ أيلول 2018، بدأت ناقلات النفط الإيرانية تتوارى عن أنظمة التتبع عبر الأقمار الصناعية العالمية، قبل أسابيع من سريان العقوبات الأمريكية على صادرات البلاد
وفي تقرير نشرته وكالة "بلومبرج" الأمريكية، قالت إن المحطات الساحلية أو الأقمار الصناعية لم تستقبل أي إشارات من 10 ناقلات من بين ناقلات النفط الخام العملاقة المملوكة لطهران لمدة أسبوع على الأقل، وفقا لبيانات تتبع الناقلات التي جمعتها. والتفسير الأكثر ترجيحاً هو أن أجهزة إرسال السفن قد أغلقت، ما يزيد من صعوبة تتبع تحركاتها.
وتسعى الولايات المتحدة لحث مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على إعادة فرض العقوبات على إيران، لأن طهران تنتهك شروط الاتفاقي النووي لعام 2015 التي أبرمتها مع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وخمس قوى عالمية أخرى.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، رفض مجلس الأمن الدولي مشروع قرار تقدّمت به الولايات المتحدة لتمديد حظر السلاح المفروض على إيران، الذي تنتهي صلاحيته في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
ورفضت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا خطوة أمريكية لتفعيل آلية (سناباك) التي تتيح فرض عقوبات على إيران حال انتهاكها الاتفاق النووي.
كانت الولايات المتحدة قد انسحبت من الاتفاق النووي الايراني الذي وقعت عليه أيضا فرنسا والصين وبريطانيا وألمانيا وروسيا عام 2015.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS45MCA=
جزيرة ام اند امز