ريكي مارتن.. نجم «التسعينيات» اللاتيني المحبوب والمثير للجدل
اتسمت حياة المغني البورتوريكي ريكي مارتن بإثارة الجدل، بداية من كونه النجم الذي قدم الأغنية اللاتينية للعالم، إلى حياته الخاصة وميوله الجنسية واتهامه بالعنف والاعتداء الجنسي.
مع نجاحاته المتوالية، التي بدأت فترة التسعينات واستمرت لعقدين من الزمان، نُسب إلى ريكي مارتن الفضل في دفع الأغنية اللاتينية نحو العالم، ومنحها الاعتراف اللازم، كما مهد الطريق لنجوم موسيقى البوب اللاتينية من بعده، ولكن مع مرور السنوات على نجاحه، صار الحديث عن ريكي مارتن في الأخبار ووسائل الإعلام مقرونًا بأحداث مثيرة للجدل، كان آخرها انفصاله عن "زوجه المثلي".
المغني البورتوريكي ريكي مارتن
ولد ريكي مارتن باسم إنريكي مارتن موراليس في 24 ديسمبر/ كانون الأول عام 1971، في مدينة سان خوان في بورتوريكو، كانت والدته محاسبة ووالده طبيب نفسي، انفصلا عندما أتم العامين، ونشأ بينهما دون مشكلات وصار لديه إخوة غير أشقاء، وعاش طفولة سعيدة اكتملت بحبه للغناء.
بعمر السادسة اعتاد ريكي مارتن استخدام ملاعق الطبخ كميكروفونات وهمية ويغني متخيلا جمهور كبير يحييه، ومع إتمامه التاسعة من عمره صار نجم للإعلانات التجارية بعد ظهوره في 11 إعلانا، مما أهله للالتحاق بفرقة مينودو، التي كانت تستبدل أعضاءها مع إتمامهم لعمر 16 عاما، وانضم لها "مارتن" وهو في الـ 12 من عمره عام 1984.
قدم "مارتن" مع الفرقة 11 ألبوما، وحقق نجاحات موسيقية شديدة الأهمية، فتم تصنيف أغنيته "Hold Me" ضمن أعظم 100 أغنية لفرق الفتيان وفقا لبيلبورد، واكتسب شعبية كبيرة في الولايات المتحدة، وقم بعشرات الجولات وهو ما زال بعمر 17 عاما، وبعد انفصاله عن الفرقة قرر الاتجاه للتعليم.
ريكي مارتن من الغناء للتمثيل
في محاولته لاستكمال تعليمه، والالتحاق بكلية تيش للفنون الجميلة بنيويورك، تسبب حضوره لعرض مسرحي في تغيير مسار حياته، عندما عُرض عليه التمثيل في العرض المسرحي الذي كان يحضره مكان أحد الممثلين المغادرين، فترك الجامعة وانتقل لمكسيكو سيتي، وفي أثناء مشاركته في العرض، رآه أحد المنتجين وعرض عليه دورا في الموسم الثاني من المسلسل المكسيكي Alcanzar una estrella، ثم تحول المسلسل إلى فيلم قام "مارتن" ببطولته ونال جائزة عن دوره.
وشارك في أعمال فنية أخرى، منها مسلسل كوميدي باسم " Getting By" عام 1994، ومسلسل " General Hospital" واكتسب شعبية كبيرة في الولايات المتحدة.
أغاني ريكي مارتن
ومع انشغاله بالتمثيل، لم ينس ريكي مارتن رغبته في إنتاج ألبوم منفرد، وبالفعل قدم ألبوم يحمل اسمه عام 1991، وحقق الألبوم نجاحات لا يمكن منافستها، فكان في المرتبة الخامسة على قائمة ألبومات البوب اللاتينية الأمريكية ، على حسب بيلبورد.
وتم بيع أكثر من 500000 نسخة من الألبوم في جميع أنحاء العالم، شرع مارتن في جولة ناجحة في أمريكا اللاتينية، محطمًا أرقام شباك التذاكر، وتوالت نجاحات ألبومات "مارتن"، ومنها: "مي أماراس: عام 1993، و" A Medio Vivir" عام 1995، "Vuelve" عام 1997، " Sound Loaded" عام 2000، حتى ألبوم Greatest Hits: Souvenir Edition عام 2014.
وحققت أغنية "ماريا" نجاح أذهل "مارتن" نفسه فتم بيع أكثر من خمسة ملايين منها في جميع أنحاء العالم، ودخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية باعتبارها أكثر أغنية لاتينية ناجحة، وكانت الأغنية بطاقة تعريف ريكي مارتن للعالم، وحققت شهرة غير مسبوقة في الوطن العربي، خاصة بعد أن تم استخدام اللحن في الترويج لكرة القدم واحتفالية كأس العام عام 1998 بالاعتماد على كلمات محفزة تناسب أجواء اللعب، فكانت أغنية " جو جو جو أليه أليه أليه".
حظيت أغنية La Copa de la Vida في ألبومه الرابع شهرة واسعة كذلك، التي نال عنها ريكي مارتن أول جائزة جرامي لأفضل أداء لموسيقى البوب اللاتينية، كما تم ضمه قائمة بيلبورد أفضل 200 أغنية، ثم جاءت أغنية " Livin' la Vida Loca" التي كللت نجاحات "مارتن" خلال التسعينات.
ورغم تعدد ألبوماته، وحصوله على جوائز جرامي، ظلت أغنيات فترة التسعينات الأكثر طلبا في حفلات ريكي مارتن حول العالم، كما حققت أغنياته المنفردة شعبية واسعة إلى الآن، وآخرها أغنية " A Veces Bien y a Veces Mal"، وما زالت أغنياته تكتسح الأسواق فور عرضها.
يتمتع ريكي مارتن بصوت قوي، كان دوما لديه مساحات واسعة تجعله ينطلق في أغنياته، واستطاع من خلاله أن يجعل بورتوريكو بلده أكثر شهرة، ويدفع بنجوم لاتينيين نحو ساحة الغناء العالمية، وكانت حفلاته و"فيديوكليبات" الأغاتي الخاصة به، مليئة بأجواء مبهجة تجمع بين الرقص والغناء.
حياة ريكي مارتن الخاصة
على خلفية هذه النجاحات، كانت الحياة الشخصية لريكي مارتن مثير للجدل، ففي عام 2007 أعلن مثليته وتزوج من الفنان السوري السويدي خوان يوسف، واستخدما حل الأم البديلة، للحصول على طفليهما التوأم "ماتيو وفالنتينو"، ثم انفصل عنه عام 2023.
وكن لمارتن تأثير كبير على الأجيال المتوالية، غير أن له اهتمامات إنسانية، فأسس عام 2004 مؤسسة ريكي مارتن غير الربحية التي تكافح أشكال الاتجار بالبشر، في حين واجه اتهامات بالعنف الجنسي والاعتداء من ابن أخته، الذي تقدم بدعوى قضائية ضده، مما اضطر "مارتن" إلى المثول أمام المحكمة وإنكار إقامة علاقة جنسية معه.
وقبل هذه الدعوى، واجه "مارتن" دعوى قضائية أخرى رفعتها ضده مساعدته السابقة عام 2010، واتهمته بالاعتداء الجنسي عليها ثلاث مرات، وأنه متورط في تهريب النساء.
ومع هذه الحياة المليئة بالأحداث غير المعتادة، أصدر ريكي مارتن مذكراته في كتاب "Me" عام 2010، الذي حقق مبيعات كبيرة على مستوى العالم، وكان في قائمة أفضل الكتب مبيعا.
جوائز ريكي مارتن
يبلغ ريكي مارتن من العمر 52 عاما، قضاها كلها تقريبا في الغناء والتمثيل وتقديم الحفلات، ونال خلال مشواره الفني أكثر من 200 جائزة، ليكون أكثر فنان لاتيني يحصد هذا العدد من الجوائز، التي تشمل: جائزتي جرامي، وخمس جوائز جرامي لاتينية، وخمس جوائز إم تي في، وثلاث جوائز بيلبورد الموسيقية، وجائزة بيلبورد فيديو موسيقي، وتسع جوائز بيلبورد الموسيقية اللاتينية، وثماني جوائز موسيقى عالمية، ورقم قياسي عالمي في موسوعة غينيس.
أما على مستوى التمثيل، فنال "مارتن" ترشيح لجائزة إيمي، وفي عام 2007، تم تكريم مارتن بنجمة في ممشى المشاهير في هوليوود، وأطلقت دولة بورتوريكو على يوم 31 أغسطس/ آب اسم "يوم ريكي مارتن الدولي" في عام 2008، وسُمي يوم 7 يونيو/ حزيران بـ "يوم ريكي مارتن" في مدينة نيويورك، وبحقق ريكي مارتن مبيعات لأكثر من 70 مليون تسجيل، مما جعله من أفضل فناني الموسيقى اللاتينية مبيعًا على الإطلاق.
aXA6IDE4LjIyMC43Ni40MCA= جزيرة ام اند امز