الجدي لـ«العين الرياضية»: 4 مشاكل تواجهها الكرة التونسية.. وهؤلاء المرشحون لـ«أمم أفريقيا»

يعتبر رضا الجدي واحداً من أبرز المدربين الذين عرفتهم كرة القدم التونسية في العقدين الأخيرين.
وتواجد المدرب صاحب الـ61 عاماً ضمن الجهاز الفني لمنتخب تونس المتوج عام 2004 بلقب كأس أمم أفريقيا.
وخاض الجدي عدة مغامرات في تونس أبرزها تلك التي قادته لشغل منصب المدرب المساعد في النجم الساحلي لفترة طويلة.
كما سبق لرضا الجدي تدريب كلاً من شبيبة القيروان والترجي الجرجيسي واتحاد بن قردان، بجانب إشرافه على مدرسة شبان النادي البنزرتي.
ويملك الجدي خبرات كبيرة في العالم العربي، إذ سبق له أن درب العدالة والباطن والوشم والخلود والأخدود في المملكة العربية السعودية، فضلاً عن الشمال القطري.
وفي مقابلة خاصة مع "العين الرياضية"، عاد الجدي بالزمن للحديث عن تتويجه مع منتخب تونس بلقب كأس أمم أفريقيا 2004، كما كشف عن أبرز العوامل التي أدت لتراجع كرة القدم التونسية، وقدم جملة من الحلول العملية التي قد تساعدها على استعادة توهجها.
وتحدث الجدي أيضاً عن حظوظ منتخب تونس في بطولة أمم أفريقيا، فضلاً عن المنتخبات التي يرشحها للتتويج بالمسابقة القارية.
الذكرى الأفضل
اعتبر رضا الجدي أن فوز منتخب تونس بلقب كأس أمم أفريقيا 2004 تبقى الذكرى الأبرز في مسيرته التدريبية المتواصلة لفترة تفوق العقدين من الزمن.
وقال في هذا الصدد: "أنا فخور بكوني كنت متواجداً في الجهاز الفني الذي أهدى منتخب تونس لقبه الوحيد في المسابقة الأبرز لقارة أفريقيا على صعيد المنتخبات".
وتابع: "أعتقد أنني ساهمت من جهتي في هذا الإنجاز التاريخي من خلال دوري كمدرب مساعد للفرنسي روجيه لومير ".
وختم قائلا: "أملك أيضاً ذكريات سعيدة مع النجم الساحلي، الفريق الذي توجت معه بكأس الكونفدرالية الأفريقية كما شاركت معه في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا".
أزمة كرة القدم التونسية متعددة الأوجه
اعتبر المدرب رضا الجدي أن أزمة كرة القدم التونسية الحالية متعددة الأوجه، وقال في هذا الصدد: "يجدر الاعتراف أن الأزمة التي تعرفها اللعبة الشعبية الأولى في تونس ترتبط بعدة عوامل مجتمعة من بينها ضعف البنية التحتية التي لا تسمح بتطوير المستوى الفني للاعبين والفرق".
وتابع: "هذا بجانب الضعف الفادح في عملية تكوين اللاعبين على مستوى مدارس الشباب وبصفة خاصة الأكاديميات الخاصة التي ألحقت ضرراً كبيراً بسبب ضعف المكونين وعدم اعتمادهم برامج عمل موحدة".
وأردف: "هناك أيضاً ضعفاً إدارياً كبيراً يتجسم من خلال القرارات العشوائية سواء على مستوى اختيار اللاعبين والمدربين، فمن غير المعقول أن يحصل كل هذا التداخل بين الأدوار الفنية والإدارية".
وأكمل: "عدم تطبيق القوانين وردع المخالفين أدى أيضاً لحصول فوضى كبيرة انعكست بشكل سلبي على مستوى الدوري المحلي بشكل لافت".
الاستثمار في البنية التحتية وفي التكوين
وبخصوص الحلول التي يقترحها من أجل استعادة كرة القدم التونسية لتوهجها، قال رضا الجدي: "الحلول سهلة وتتمثل في الاستثمار في البنية التحتية وفي تكوين الشبان".
وأوضح: "الجميع يعلم أن تطور كرة القدم التونسية يمر بشكل رئيسي عبر بناء تحسين البنية التحتية التي أصبحت عائقاً كبيراً أمام تطور مستوى الفرق واللاعبين، هناك ضرورة قصوى للاعتناء بهذا الجانب، باعتباره حجر الأساس في مشروع إعادة الروح للمسابقة الأبرز في تونس".
وأتم هذه الجزئية: "يجب أيضاً التركيز على تطوير مستوى اللاعب المحلي، وهذا الأمر يمر عبر الاشتغال على برامج عمل علمية بهدف النهوض بعملية تكوين صناعة المواهب".
تونس قادرة على الذهاب بعيداً في كأس أمم أفريقيا
وفي معرض إجابته عن سؤال وجه له بخصوص حظوظ منتخب تونس في بطولة أمم أفريقيا 2025، قال رضا الجدي: "لا شك أن تونس تمتلك أساساً متيناً لتلعب دوراً رئيسياً في كأس الأمم الأفريقية المقبلة".
وأردف: "هذه الأسس عبارة عن عمق تكتيكي، ولاعبون أصحاب خبرة، واستقرار الفني، أعتقد أن منتخب نسور قرطاج قادر على لعب الأدوار الأولى في المسابقة القارية".
واستطرد بالقول: "لكن هناك عدة عوامل يجب العمل على تحسينها من بينها تحسين الانتقال الهجومي، بجانب القيام بخيارات فنية متناسقة وأيضاً تجنب فخاخ الفرق الأقل شهرة التي سببت لها مشاكل خلال التصفيات".
وأضاف: "منتخب تونس لديه المقومات التي تسمح له بالحلم بلقب قاري ثانٍ في تاريخه، إذا تمكن من تثبيت طريقة لعب وتغلب على بعض مشاكله الفنية والذهنية".
المغرب المرشح الأبرز
وفي ذات السياق، كشف عن مرشحيه للفوز بكأس أمم أفريقيا التي ستحتضنها المغرب خلال الفترة الممتدة ما بين 21 ديسمبر/كانون الأول 2025 و18 يناير/كانون الثاني 2026.
وقال في هذا الصدد: "المغرب يتصدر المشهد كمرشح بارز للتويج بكأس أمم أفريقيا، مستفيداً من مكانته كمستضيف للبطولة بجانب امتلاكه لفريق متكامل يضم نخبة من أبرز نجوم كرة القدم العربية والأفريقية".
وأضف قائلا: "خلفه، تبرز الجزائر، مصر، السنغال ونيجيريا كمرشحين أقوياء. أما كوت ديفوار، بصفتها حاملة اللقب، فلديها أيضاً حظوظ وافرة للغاية. وبالنسبة لمنتخب تونس، فأعتقد أنه قادر على لعب دور الحصان الأسود شريطة تحسين بعض نقاط الضعف التي مازال يعاني منها".
صلاح ومحرز ومحرز الأفضل
وفي خاتمة حواره، أجاب المدرب التونسي عن سؤال وجه له بخصوص أفضل لاعب عربي لكل الأوقات بالقول: "يبرز محمد صلاح كأعظم لاعب عربي حديث، بفضل موهبته، سجله الأوروبي وتأثيره الملهم. وخلفه، يكمل رياض محرز منصة أبرز نجوم العرب".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTMxIA==
جزيرة ام اند امز