حق الأجيال القادمة في بيئة نظيفة.. انتصار تاريخي عليك معرفة تفاصيله

شهد أكتوبر/تشرين الأول الحالي قرار تاريخي بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي أقر بأن التمتع ببيئة صحية ومستدامة حق عالمي.
وتحديدا في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2021، دوى تصفيق حار استثنائي في قاعة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، بسبب معركة خاضها نشطاء بيئيون أتت ثمارها أخيرا.
للمرة الأولى على الإطلاق، أصدرت الهيئة الأممية التي تتمثل مهمتها في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها في جميع أنحاء العالم، قرارا يعترف بأن التمتع ببيئة صحية ومستدامة حق عالمي.
إجماع عام
وبحسب الأمم المتحدة، تم احتساب تأييد 43 صوتا للقرار وامتناع أربعة عن التصويت، كنصر بالإجماع لتمرير النص الذي يستشهد بجهود 1100 على الأقل من منظمات المجتمع المدني والمنظمات التي تُعنى بالأطفال والشباب والشعوب الأصلية.
لكن، لماذا يُعدّ هذا الاعتراف مهما، وما الذي يعنيه بالنسبة للمجتمعات المتأثرة بتغير المناخ؟ أولا، استغرق الأمر عقودا لوضع القرار.
ففي عام 1972، اختتم مؤتمر الأمم المتحدة حول البيئة في ستوكهولم أعماله بإعلان تاريخي، كان الأول الذي وضع قضايا البيئة على واجهة الشواغل الدولية، وأسس لبداية حوار بين الدول الصناعية والدول النامية بشأن الرابط بين النمو الاقتصادي، وتلوث الهواء والماء والمحيطات، وبين رفاهية الشعوب حول العالم.
وقد أعلنت الدول الأعضاء في ذلك الحين أن الأشخاص يتمتعون بالحق الأساسي "في بيئة ذات جودة تسمح بالتنعم بالحياة بكرامة ورفاهية"، ودعت إلى العمل الملموس. كما دعت الدول الأعضاء مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة للتحرك.
حقوق الإنسان والمناخ
ومنذ عام 2008، وضعت جزر المالديف، وهي دولة جزرية صغيرة تقع في الخطوط الأمامية لتأثيرات تغير المناخ، على الطاولة طائفة من القرارات حول حقوق الإنسان وتغير المناخ، وفي العقد الأخير، حول حقوق الإنسان والبيئة.
وفي الأعوام الأخيرة الماضية، ساهم عمل ملديف وشركائها من الدول الأخرى، بالإضافة إلى المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان والبيئة والمنظمات غير الربحية المختلفة، في دفع المجتمع الدولي نحو الإعلان للحق العالمي الجديد.
وقد تنامى الدعم للاعتراف الأممي بهذا الحق خلال جائحة كوفيد-19. وتبنى الفكرة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والمفوضة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، إضافة إلى أكثر من 1,100 من منظمات المجتمع المدني في العالم.
وقد أضافت حوالي 70 دولة في مجلس حقوق الإنسان أصواتها للدعوة التي أطلقتها مجموعة المجلس الأساسية المعنية بحقوق الإنسان والبيئة لاتخاذ مثل هذا الإجراء، كما أصدرت 15 وكالة أممية إعلانا مشتركا نادرا يناصر ذلك.
الخطوة التالية
وستكون الخطوة التالية هي كيفية ترجمة القرار، فيما يتعلق بالحق في الهواء النظيف، والاعتراف بإرشادات جودة الهواء العالمية لمنظمة الصحة العالمية ومستويات التعرض لبعض الملوثات على مستوى الدولة.
ويتسبب تلوث الهواء، الناتج في المقام الأول عن حرق الوقود الأحفوري، والذي يتسبب أيضا في تغير المناخ، في 13 حالة وفاة في الدقيقة في جميع أنحاء العالم، وفق الأمم المتحدة.
بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن تحقيق أهداف اتفاق باريس من شأنه إنقاذ ملايين الأرواح كل عام بسبب التحسينات في جودة الهواء والنظام الغذائي والنشاط البدني، من بين فوائد أخرى.
من المأمول أن يؤثر الحق المعلن حديثا في بيئة صحية ونظيفة بشكل إيجابي على المفاوضات خلال مؤتمر الأمم المتحدة المقبل للمناخ COP26 في غلاسكو، التي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة بأنها الفرصة الأخيرة لـ "تحويل مسار التيار" وإنهاء الحرب على كوكبنا.
aXA6IDMuMTUuMzguMjQzIA== جزيرة ام اند امز