مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021.. فرصة أخيرة للتحكم مجددا
يلتقي قادة العالم في جلاسكو اعتبارا من 31 أكتوبر/تشرين الأول لإجراء محادثات هامة بشأن المناخ بمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021.
وأكد أكثر من 120 قائدًا عالميًا حضورهم إلى جلاسكو حيث ستقام في المدينة الاسكتلندية في الأول والثاني من نوفمبر/تشرين الثاني قمّة افتتاحية للكوب 26.
وتعد الأحداث المناخية القاسية التي شهدناها خلال عام 2021 تمثل تذكيراً واضحاً على أنّ التغيّر المناخي ليس مشكلة "محتملة" بعد 30 أو 40 عاماً، وإنما هو خطر واضح جليّ وقائم يهدد نمط حياتنا حالياً، بحسب ما ذكرته فرانس برس.
ووفقا لما يقوله منظمو مؤتمر الأطراف السادس والعشرين (كوب26) الذي تنظمه الأمم المتحدة، فإن هذا المؤتمر يشكل "الفرصة الكبيرة الأخيرة للتحكم مجددا" بمجريات المناخ،
مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021
وتهدد أزمة المناخ بتوجيه ضربة قوية لمعظم دول العالم في حال التأخر بالتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة في الوقت الذي ترتفع فيه درجات الحرارة إلى مستويات متطرفة غير مواتية للحياة، كما يقول خبراء.
ووجه رئيس مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021 ألوك شارما، رسائل قوية لقادة العالم بشأن المناخ، ودعا قادة العالم لتفادي فشل المؤتمر المناخي في جلاسكو لافتًا إلى التحسينات الذي يجب القيام بها بشأن "النقاط الأساسية".
وقال "يجب احترام الوعود التي قُطعت في باريس قبل 6 سنوات (عند التوقيع على اتفاق باريس) وفي النهاية يقع هذا على عاتق قادة العالم".
وتابع رئيس مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021، "نجاح أو فشل كوب 26 بين أيديهم مثل مصير اتفاق باريس" الهادف إلى حصر الاحتباس الحراري ب +1.5 درجة مئوية مقارنة مع العصر ما قبل الصناعي".
وشدّد على أن "إذا لم نتحرّك بسرعة، لن تلتزم الـ1.5 درجات بهذا الحاجز الحراري (وستتخطّاه).. باريس وعدت وعلى جلاسكو أن تفي بالوعد".
وقال إنّ، من أصل "الأربع نقاط الرئيسية" وهي الحد من الانبعاثات والتكيف مع آثار تغير المناخ وتمويل أفقر البلدان والتعاون الدولي، "أحرزنا تقدمًا ولكن ما زال أمامنا طريق طويل ومن المهمّ أن يمرّ به القادة".
وستشكّل قمة مجموعة العشرين الافتراضية في روما في 30 و31 أكتوبر/تشرين الأول عشية مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021 "كوب 26 "مناسبة للتقدم" وستكون الرسائل الصادرة عنها "أساسية للغاية" بحسب شارما، في حين أن بعض البلدان الكبيرة المصدرة للانبعاثات مثل الصين والهند لم تقدّم مساهمات منقحة بشأن تخفيضات الانبعاثات المستقبلية مثل ما نصّ عليه اتفاق باريس.
وقال "أتمنى أن نرى في التسعة عشر يوما المقبلة (حتى موعد كوب 26) مساهمات من بلدان جديدة بشأن تخفيضات الانبعاثات المستقبلية بما فيها بلدان مجموعة العشرين التي لم تقدّم بعد مساهمات أكثر طموحًا".
وشدد على أن "مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021، ليس لالتقاط الصورة ولا منتدى للمناقشات بل يجب أن يكون المكان المناسب لإعادة العالم إلى المسار الصحيح في ما يتعلق بالمناخ وهذا أمر متروك للقادة"، وأضاف "أعتقد أنهم يتفهمون المسؤولية التي يواجهونها".
مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021 والشرق الأوسط
وتعد منطقة الشرق الأوسط من المناطق التي تهددها أزمة المناخ، يقول العلماء إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تعاني في الأساس من ندرة كبيرة في المياه، تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة يمثل ضعفي المعدل العالمي، إذ تسجل ارتفاعًا بنحو 0,45 درجة مئوية كل عقد، منذ ثمانينات القرن الماضي.
وصنفت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة المنطقة التي يعيش فيها نحو نصف مليار شخص وتكاد لا تغيب عنها الشمس على أنها معرضة للخطر بشكل خاص.
وقال جيفري ساكس، رئيس شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ والشرق الأوسط نحن أمام "مشكلات رهيبة".
ونقلت فرانس برس عن ساكس وهو أستاذ من جامعة كولومبيا بنيويورك قوله "من الواضح انها منطقة جافة وتزداد جفافا، لذلك إذا نظرنا هناك انعدام للأمن المائي ونقص في المياه ونزوح سكاني".
تزايد الانبعاثات الكربونية المباشرة
وتتسبب الشركات في ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية، وفقاً لأحدث تقارير "متتبع حيادية انبعاثات الكربون" لشركة "إم إس سي آي".
يكشف متتبع حيادية انبعاثات الكربون" الفصلي لشركة "إم إس سي آي" أن الشركات المدرجة في البورصات العالمية ستستنفد ميزانية انبعاثاتها البالغة 1.5 درجة مئوية خلال 5 أعوام من تاريخ انعقاد الدورة السادسة والعشرون لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021.
ويؤدي الارتفاع الهائل لانبعاثات غازات الدفيئة من الشركات العامة بالتزامن مع انتعاش الأنشطة الاقتصادية العالمية إلى تقليص الإطار الزمني لحدود درجات الحرارة بسرعة أكبر.
ووجد "متتبع حيادية انبعاثات الكربون"، وهو مقياس فصلي للتقدم الذي يحرزه التغير المناخي في عالم يضم 9,300 شركة عامة استناداً إلى مؤشّر أسواق الاستثمار العالمي لجميع البلدان "إم إس سي آي إيه سي دبليو آي"، أنّه يُتوقّع ارتفاع انبعاثات هذه الشركات بنسبة 6.7% هذا العام.
لا قطاع أو منطقة آمنة
وتتفاقم المشكلة بشكل كبير في الأسواق الناشئة في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، حيث بلغ الارتفاع الضمني لدرجات الحرارة التي تسببها الشركات المدرجة في البورصة 4.8 درجة مئوية، تليها الأسواق الناشئة في الأمريكيتين وآسيا، حيث سترتفع بمقدار 3.8 درجة مئوية و3.4 درجة مئوية على التوالي.
لمعالجة هذه المشكلة، تحتاج الشركات إلى خفض انبعاثاتها الكربونية المطلقة بمتوسّط 10% سنوياً. غير أنه، وفي الفترة ما بين عامي 2016 و2020، تمكنت أقل من 25% الشركات المدرجة في البورصة العالمية من تحقيق هذا الإنجاز.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuMTUzIA== جزيرة ام اند امز