لجنة حقوقية ليبية تحذر من تصاعد تيارات التطرف
اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تدين الدعوات التكفيرية والتحريض والعنف اللفظي والإرهاب الفكري بحق شرائح المثقفين والأدباء والصحفيين
أدانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا الاعتداء على الأماكن التي تشكّل مكانة روحية خاصة لبعض المواطنين الليبيين، ومظاهر التفرقة بين الطوائف الدينية والعقائدية المختلفة في البلاد.
- الجيش الليبي يرصد اجتماعا لضباط أتراك وقادة المليشيات الإرهابية
- "حراس الدين".. أردوغان يدفع بأخطر فصائل القاعدة إلى ليبيا
وأعربت اللجنة في بيان وصل "العين الإخبارية" نسخة منه، عن قلقها البالغ إزاء تصاعد خطر التيار السلفي الجهادي المتطرف في عموم البلاد.
وأكدت رفضها وإدانتها لكافة الدعوات التكفيرية والتحريض والعنف اللفظي والإرهاب الفكري والديني المتطرف الذي يمارس بحق فئات ومكونات المجتمع الليبي، من خلال تكفير مكونات اجتماعية وشرائح المثقفين والأدباء والصحفيين في المجتمع، أو من غيرها.
ونوهت باستغلال حالة انهيار وغياب مؤسسات الدولة وحالة الانقسام السياسي في البلاد، من بعض التيارات لنشر وتعميم هذا التوجه الخطير بما يحمل من تداعيات خطيرة على الأمن والسلم الاجتماعي بشكل خاص وعلى الأمن الوطني بشكل عام، وأدخل المجتمع الليبي في صراعات مذهبية، و"تضرب إسفينا في مبدأ التعايش المشترك ومفاهيم المواطنة في ليبيا".
وأكدت اللجنة أن التصرفات والممارسات السابقة طالت العديد من المساجد والزوايا القرآنية والمدارس ووسائل الإعلام، والمؤسسات الخدميّة والاجتماعيّة في العديد من المناطق والمدن الليبية، في محاولة لتغليب فكر مستورد، ويخدم مصلحة قوى خارجية، تسعى لتعميم نموذجها على بلدان المنطقة، وهو ما يهدّد التوافق والسلم الاجتماعي والوطني، ويساهم في تعقيد الأزمة التي تعيشها البلاد.
وطالبت اللجنة، جميع مؤسسات الدولة الليبية والمكونات الاجتماعية والقوي الوطنية بأهمية التحرك لوقف هذه التصعيد الخطير الذي يمس السلم الاجتماعي والوطني والتعايش المشترك والسلمي بين الليبيين، وتعرض أمن وسلامة وحياة مواطنين للخطر نتيجة لهذه الفتاوى التكفيرية وتحريضية على فئات واسع من المجتمع.
وتنتشر في ليبيا العديد من التيارات التكفيرية المتطرفة المنتمية لتنظيم الإخوان الإرهابي والجماعة الليبية المقاتلة فرع تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى عناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابي التي تستغل الفراغ الأمني والمساحات الحدودية الصحراوية الشاسعة في بعض المناطق خاصة في المنطقتين الجنوبية والغربية.
يشار إلى أن المليشيات التي تتمركز في المنطقة الغربية الليبية ارتكبت في الفترة الأخيرة العديد من جرائم الخطف والاعتقال التعسفي، خاصة مليشيا "الردع" التي يقودها الإرهابي عبدالرؤوف كاره، ضد عدد من الناشطين لمواقفهم الداعمة للجيش الليبي.
كما تستمر حملات التحريض وخطاب الكراهية، على الفضائيات الليبية من رموز الفكر التكفيري والمتطرفين، وأبرزهم عضو الجماعة الليبية المقاتلة –فرع تنظيم القاعدة- نعمان بن عثمان، ومفتي الجماعات الإرهابية الصادق الغرياني، ووصل الأمر إلى اتهامات دينية بالانتماء إلى طائفة "القرامطة"، أو تكفير من يدعمون الجيش الليبي من خطباء المنابر والدعوة للاعتداء عليهم.
وارتفعت نسبة الجريمة في العاصمة طرابلس، خاصة مع انتشار المرتزقة السوريين حيث سجل في الأسبوع الماضي أكثر من 25 حالة قتل، و14 حالة خطف في الأماكن التي يسيطرون عليها في حي أبوسليم وصلاح الدين بوسط العاصمة.
واعترف بذلك، فتحي باشاغا وزيـر الداخلية بحكومة فايز السراج خلال اجتماع أمني عقده في العاصمة طرابلس ورود شـكاوى من مواطنين بشأن بـعض الـخروقات الأمنية التي يمارسها عدد مـن الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الـداخلية.