الحزام الناري.. ما هي أعراضه وسبل العلاج وكيفية الوقاية؟
سلط معهد روبرت كوخ الألماني الضوء على الهربس النطاقي أو الحزام الناري وهو مرض فيروسي يرتبط بتنشيط فيروس جدري الماء النطاقي في الجسم، فما هي أبرز أعراضه؟
الحزام الناري ليس مرضًا مهددًا للحياة، ولكنه يمكن أن يكون مؤلمًا ومزعجًا، حيث يتخذ شكل شريط أو حزام عريض على الجانب الأيمن أو الأيسر من الجسم أو الوجه. لذا من الضروري استشارة الطبيب عند ظهور الأعراض لإدارة الحالة بشكل فعال وتجنب المضاعفات. ومن المهم ملاحظة أن الحزام الناري ليس معديًا بحد ذاته، ولكن الشخص الذي لم يصب بجدري الماء من قبل قد يصاب به إذا تعرض للفيروس من شخص مصاب بالحزام الناري. وبعد التعرض، يصاب الشخص بجدري الماء وليس بالحزام الناري مباشرة.
ما هو الحزام الناري؟
الحزام الناري أو الهربس النطاقي (Shingles)، هو عدوى فيروسية يسببها فيروس الحماق النطاقي (Varicella-Zoster Virus)، وهو نفس الفيروس الذي يسبب جدري الماء. وبعد أن يصاب الشخص بجدري الماء ويتعافى، ويظل الفيروس كامنًا في الأعصاب. ويمكن أن يُعاد تنشيطه بعد سنوات، مما يسبب الحزام الناري.
أعراض الحزام الناري
وفقًا لموقع Cleveland Clinic من الأعراض الشائع للحزام الناري ما يلي:
- الشعور بألم شديد وحارق في المنطقة المصابة.
- يظهر الطفح الجلدي بعد بضعة أيام من بدء الألم، ويكون عبارة عن بقع حمراء تتحول إلى بثور مملوءة بالسوائل.
- يكون الطفح على جانب واحد من الجسم، على شكل شريط أو حزام حول الخصر، الصدر، أو الوجه.
- قد يصاحب الطفح حكة شديدة.
- يمكن أن تكون هناك حمى خفيفة مع بدء الأعراض.
- بعض الأشخاص يعانون من صداع.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- يمكن أن يصبح الجلد في المنطقة المصابة حساسًا جدًا للمس.
- إذا أصاب الطفح الجلدي منطقة العين، يمكن أن يسبب مشاكل بصرية خطيرة.
أسباب الحزام الناري
يحدث الحزام الناري نتيجة لتنشيط فيروس الحماق النطاقي (Varicella-Zoster Virus - VZV)، وهو نفس الفيروس الذي يسبب جدري الماء (الحماق). وبعد الإصابة بجدري الماء، يبقى الفيروس كامنًا في الجهاز العصبي مدى الحياة. ويمكن أن يعاد تنشيطه في وقت لاحق، من أسباب إعادة تنشيط الفيروس ما يلي:
- يزداد خطر الإصابة بالحزام الناري مع التقدم في العمر، وخاصة عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا
- ضعف الجهاز المناعي بسبب الأمراض (مثل فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز).
- تناول الأدوية المثبطة للمناعة (مثل العلاج الكيميائي، أو الأدوية المستخدمة بعد زراعة الأعضاء).
- الإجهاد والتوتر يمكن أن يضعف الجهاز المناعي، مما يسهل إعادة تنشيط الفيروس.
- بعض الأمراض المزمنة مثل السكري، وأمراض القلب، وأمراض الكلى قد تزيد من خطر إعادة تنشيط الفيروس.
- الإصابات الجسدية، خاصة في منطقة الجذع، قد تسهم في إعادة تنشيط الفيروس.
- بعض الأمراض الجهازية التي تؤثر على الصحة العامة والجهاز المناعي يمكن أن تزيد من خطر الحزام الناري.
طرق علاج الحزام الناري
يهدف علاج الحزام الناري إلى تقليل الألم، تسريع عملية الشفاء، ومنع المضاعفات، ويشمل العلاج وفقًا لموقع WebMD على ما يلي:
- الأدوية المضادة للفيروسات مثل أسيكلوفير (Acyclovir)، فالاسيكلوفير (Valacyclovir)، وفامسيكلوفير (Famciclovir).
- مسكنات ألم الحزام الناري مثل الباراسيتامول (Paracetamol) أو الإيبوبروفين (Ibuprofen).
- مسكنات الألم القوية: مثل الكوديين، يتم استخدامها في الحالات الشديدة.
- كريمات أو لوشن موضعي: تحتوي على كابسيسين أو ليدوكائين يمكن أن تساعد في تخفيف الألم الناتج عن طفح الحزام الناري وعلاجه.
- وضع الكمادات الباردة على الطفح الجلدي يمكن أن يساعد في تخفيف حكة الحزام الناري والألم.
- غسل المنطقة المصابة بلطف بالماء والصابون يساعد في منع العدوى الثانوية.
- ارتداء ملابس فضفاضة لتجنب الاحتكاك بالطفح الجلدي.
- بعض مضادات الاكتئاب مثل أميتريبتيلين (Amitriptyline) يمكن أن تكون فعالة في تخفيف الألم العصبي التالي للحزام الناري.
- في الحالات الشديدة، خاصة عند المرضى الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، قد يُستخدم الغلوبولين المناعي عن طريق الوريد.
مضاعفات الحزام الناري
يمكن أن يتسبب الحزام الناري في عدة مضاعفات خطيرة، خاصة إذا لم يتم علاجه بشكل مناسب، منها:
- الألم العصبي التالي للحزام الناري (Postherpetic Neuralgia): ألم حاد، حارق أو نابض في المنطقة التي كان فيها الطفح الجلدي، يمكن أن يستمر لأشهر أو حتى سنوات.
- العدوى البكتيرية الثانوية: احمرار، تورم، إفرازات قيحية، وزيادة الألم في المنطقة المصابة.
- التهاب الدماغ (Encephalitis): صداع شديد، حمى، ارتباك، نوبات صرع، وصعوبة في الوعي.
- الشلل الوجهي (Facial Paralysis): عدم القدرة على تحريك عضلات الوجه في جانب واحد، تدلي الفم، وصعوبة في إغلاق العين.
- مشاكل في الرؤية (Vision Problems): التهاب القرنية أو القزحية، تقرحات في العين، وفقدان الرؤية الجزئي أو الكلي.
- مشاكل في السمع أو التوازن: طنين الأذن، فقدان السمع، والدوار.
- التهاب الرئة (Pneumonitis): سعال، ضيق في التنفس، وألم في الصدر.
- التهاب الكبد (Hepatitis): ألم في البطن، اليرقان (اصفرار الجلد والعينين)، والتعب الشديد.
- الآثار النفسية: مشاعر الحزن، فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، والتوتر الشديد.
اقرأ أيضًا: مرض الجدري.. أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية
الوقاية من الحزام الناري
يمكن الوقاية من الحزام الناري من خلال التدابير التالية:
1. التطعيم
- لقاح الحزام الناري (Shingrix): يُوصى به للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا وللأشخاص الذين لديهم نظام مناعي ضعيف. يُعتبر Shingrix أكثر فعالية من اللقاحات السابقة ويوفر حماية طويلة الأمد.
- لقاح الهربس النطاقي (Zostavax): لقاح آخر يُستخدم للوقاية من الحزام الناري، على الرغم من أنه أقل فعالية من Shingrix.
2. تعزيز جهاز المناعة
- تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، مثل الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتعزيز جهاز المناعة.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم، حيث يساعد النوم الجيد على تقوية جهاز المناعة.
3. إدارة التوتر
- تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا، والتأمل، والتنفس العميق.
- ممارسة الهوايات والأنشطة التي تستمتع بها.
4. تجنب الاتصال المباشر مع المصابين
تجنب ملامسة الطفح الجلدي لشخص مصاب بالحزام الناري حتى تتكون القشور على البثور وتصبح غير معدية.
5. الحفاظ على النظافة الشخصية
- غسل اليدين بانتظام، لتقليل خطر العدوى.
- عدم مشاركة الأغراض الشخصية مثل المناشف أو الملابس مع الأشخاص المصابين.
وأخيرًا، إذا كنت تشك في إصابتك بالحزام الناري، فمن المهم استشارة الطبيب على الفور للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين، حيث يمكن للعلاج المبكر بالأدوية المضادة للفيروسات أن يساعد في تقليل مدة وشدة الأعراض ومنع المضاعفات.