أسعار الكهرباء في أمريكا تهدد استثمارات الطاقة النظيفة

حذّر أحد كبار المستثمرين في مجال الطاقة النظيفة من أن الارتفاع الحاد في أسعار الكهرباء بأمريكا، قد يُعرّض الاستثمار في هذا القطاع للخطر.
وحثّ الكونغرس الأمريكي على السعي لإقرار إصلاحات تسمح بالوصول إلى الطاقة الكهربائية بتكاليف اقتصادية، لتجنب أزمة القدرة على تحمل التكاليف.
وصرّح ديفيد كرين، مدير شركة "جينيريت كابيتال"، وهي شركة استثمارية تُدير أصولاً بقيمة 9 مليارات دولار، لصحيفة "فايننشيال تايمز" بأن طفرة الذكاء الاصطناعي تُؤدي إلى أزمة كهرباء أدت إلى ارتفاع فواتير الخدمات العامة وتُهدد مشاريع الاستثمار في الطاقة النظيفة.
وقال، "القدرة على تحمل التكاليف تُمثّل مشكلةً كبيرة، أينما استثمرت، إذا كانت سلسلة القيمة مبنية على حصول العملاء على الكهرباء بسعر لا يستطيعون تحمّله، فسوف تنهار".
وتابع كرين، قائلا إنه "إذا بِيعَت الكهرباء بأسعار لا يستطيع الناس تحمّلها، فقد تتفشى حالات التخلف عن السداد وردود الفعل التنظيمية السلبية في النظام".
وأضاف، "يخبرنا التاريخ أن أحد أمرين يحدثان - إما أن يتوقف العميل عن الدفع، أو أن يضغط على الحكومة والهيئة التنظيمية، كلاهما يُؤثّر سلباً على مُنتج الكهرباء".
ويرتفع الطلب على الكهرباء لأول مرة منذ عقود، مع سعي مشغلي مراكز البيانات للحصول على كميات هائلة من الطاقة على مدار الساعة، وتحول الأسر إلى السيارات الكهربائية وأنظمة التدفئة، ونقل عمليات التصنيع إلى الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن ينمو الطلب على الكهرباء في الولايات المتحدة بنسبة 25% بحلول عام 2030، مقارنةً بمستويات عام 2023، بينما قد ترتفع أسعار الكهرباء للعملاء السكنيين بنسبة تتراوح بين 15% و40% بحلول عام 2030، وفقًا لشركة ICF الاستشارية.
وأكد كرين أن شركته سعت إلى الاستفادة من النمو السريع لمراكز البيانات وتمييزها عن منافسيها من خلال دعم مشاريع توسع إمدادات الطاقة بأسعار معقولة.
وقد استثمرت شركة Generate Capital في مشاريع الطاقة الشمسية المجتمعية، ومطوري بطاريات تخزين الطاقة، والهيدروجين الأخضر.
وقال، "شركات الذكاء الاصطناعي التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات ليست هي التي ستعاني من ارتفاع أسعار الكهرباء كما يعاني المواطن العادي".
وأضاف، "قلقي منصب على عملاء التجزئة أكثر من قلقي على الشركات الضخمة"، في إشارة إلى مشغلي مراكز البيانات الضخمة.
وحذّر من أن هذه المشاريع لا يمكن أن تُثمر إلا بإصلاحات الترخيص.
وأصدرت مجموعة حل المشكلات في مجلس النواب الأمريكي يوم الإثنين إطار عمل من شأنه أن يُسهّل بناء خطوط النقل وخطوط الأنابيب ومشاريع توليد الطاقة.
وتعتزم المجموعة أن يكون هذا الإطار أساسًا لقانون يُقرّ بحلول نهاية العام.
ويواجه مستثمرو الطاقة النظيفة مستقبلًا غامضًا في الولايات المتحدة.
فمنذ تولي دونالد ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني، قام بتقليص الاعتمادات الضريبية والقروض والمنح المُقدّمة للطاقة النظيفة في عهد جو بايدن.
كما حاولت إدارته وقف الموافقة على مشاريع الطاقة النظيفة، بما في ذلك مشروع "ريفولوشن ويند" التابع لشركة أورستد ومشروع "إمباير ويند" التابع لشركة إكوينور.
ووفقًا لبلومبرغ إن إي إف، انخفض الاستثمار في الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة بنسبة 36% في النصف الأول من عام 2025، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2024.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTkg
جزيرة ام اند امز