طاقة أمريكا المتجددة في عهد ترامب.. مستقبل بلا يقين

اتخذ البيت الأبيض قراراً مفاجئاً كسر زخم مشروع متقدم يؤشر لمستقبل الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة.
وقد أوقفت إدارة الرئيس دونالد ترامب العمل على مشروع Revolution Wind للطاقة البحرية قبالة سواحل ولاية رود آيلاند، وسط تحذيرات من تزايد الفجوة بين واشنطن وبكين في مجال الصناعات الحيوية للطاقة النظيفة.
وأصدرت إدارة ترامب، عبر مكتب إدارة المحيطات والطاقة (BOEM)، قراراً بوقف العمل بمشروع Revolution Wind الذي يقترب من اكتساب كامل مراحله، حيث تم تركيب 45 من أصل 65 توربينة، وبلغت نسبة الإنجاز نحو 80%.
وبرّرت الإدارة القرار بضرورة استكمال تقييم "اهتمامات تتعلق بالأمن القومي" دون الكشف عن تفاصيل محددة. والمشروع، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 704 ميغاواط، كان من المقرر أن يمد أكثر من 350 ألف منزل بالطاقة في ولايتي رود آيلاند وكونيتيكت، ضمن جهود لاحترام أهداف المناخ الطموحة.
هزة اقتصادية وسياسية
وأدى أمر التوقف إلى هبوط حاد في سهم الشركة الدانماركية Ørsted التي طورّت المشروع، بلغت نسبته 16%، مسجلًا أدنى مستوياته التاريخية. كما أُثار قلق العاملين والمجتمعات المحلية حول أعداد فرص العمل المهددة -ما لا يقل عن ألف وظيفة في القطاع العمالي في مهب الريح.
ونقلت مجلة «فورين بوليسي» عن جوناثان بوكس، من شركة ClearView Energy، قوله إن تحوّل سياسات الطاقة في الإدارة الأمريكية يمثل انقلاباً كاملاً على نهج إدارة جو بايدن، التي جعلت المناخ محور سياستها الطاقوية.
ويثير القرار موجة من الانتقادات الواسعة؛ إذ اعتبره خبراء وشركاء في المجال "غير منطقي وعبثي"، ويُقوّض ثقة المستثمرين في السوق الأمريكية للطاقة المتجددة.
ولفتت إيزها بوردوك، المدير التنفيذي لمجموعة Oceantic Network، إلى أن مثل هذه الإجراءات "تهدد استثمارات ضخمة في البنية التحتية المحلية مثل الموانئ والفولاذ ومواكبة الطلب المتعلق بالأمن الطاقوي".
وأشادت حكومات رود آيلاند وكونيتيكت بالمشروع كرافد أساسي لتحقيق أهداف تقليص انبعاثات الكربون، وتزويد الإقليم بالطاقة النظيفة. وأعلن حاكم رود آيلاند دان مكّي عزمه مع حاكم كونيتيكت على "كافة السبل الممكنة لتعطيل القرار"
كما عبر الهيئة المسؤولة عن الشبكة الكهربائية في نيو إنجلاند (ISO New England) عن مخاوفها من أن يؤدي التوقف إلى تهديد موثوقية الشبكة الكهربائية التي تخدم نحو 15 مليون شخص.
استراتيجيّة متضاربة أمام الصين
ويتناقض قرار ترامب هذا بحدة مع الاستراتيجية الصينية التي استثمرت 7 عقود في بناء قوة صناعية قوية في مجال الطاقة النظيفة. وبينما يتراجع الدعم الفيدرالي في واشنطن، تتجه الصين إلى توسيع حصتها العالمية في الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة.
وهذا التباين في السياسات يعمق الفجوة التكنولوجية ويعرّض الاقتصاد الأمريكي لخطر التخلف في سباق الطاقة الغني باتجاه الحياد الكربوني.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز