199 حالة في 4 أشهر.. الانتحار يؤرق المجتمع العراقي
نسبة الوعي بالمشكلة ترتفع بعد أن انتشرت لقطات لشباب ينتحرون شنقاً أو بالرصاص، مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
شهِد العراق 199 حالة انتحار خلال الأشهر الـ4 الأولى من 2019، بعضها نُقِل مباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ ما أثار قلق المؤسسات الحكومية والدينية والإعلامية في البلاد.
وارتفعت نسبة الوعي بالمشكلة بعد أن انتشرت لقطات لشباب يقدمون على الانتحار شنقاً أو بالرصاص، وأحياناً بإلقاء أنفسهم من جسر، مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد مصدر أمني وقوع 3 حالات انتحار في بغداد خلال 24 ساعة فقط، كان ضحيتها رجلان وامرأة في منتصف شهر يوليو/تموز.
ولا تقتصر أسباب الانتحار على مشكلات الحب والزواج، فهناك أمراض نفسية وصعوبات اقتصادية خلّفتها حروب متلاحقة على مدى العقود الـ4 الماضية، إضافة إلى البطالة التي يعاني منها نحو 20% من العراقيين، أغلبهم شباب، فضلاً عن ظروف النساء وأعباء التقاليد.
وحسب بيان صادر عن لجنة حقوق الإنسان البرلمانية في العراق، ارتفع عدد حالات الانتحار من 383 خلال 2016 إلى 519 في 2018، وشهدت الأشهر الـ4 الأولى من 2019، نحو 199 حالة انتحار.
وهذه الأعداد تمثّل الحالات المسجلة فقط، إذ توجد عمليات انتحار كثيرة تقع في عموم العراق من دون أن تبلِّغ العائلات عنها، باعتباره وصمة عار ويخالف تعاليم الدين الإسلامي.
وقالت أمل كَباشي منسقة "شبكة النساء العراقيات"، منظمة إنسانية تعنى بشؤون المرأة: "إن البعض لجأ إلى شبكة التواصل الاجتماعي حتى يلفت الانتباه ويجعل الناس يتفاعلون معه".
وأثارت مشاهد الانتحار المباشرة والمتكررة صدمة دفعت شخصيات رسمية ودينية إلى التحرك، وهو ما تراه كبّاشي "إيجابيا"، كما شددت على ضرورة إطلاق حملات توعية لمواجهة هذه المشكلة.
ودعت كبّاشي إلى تخصيص رقم خط أخضر لمجابهة ظاهرة الانتحار، وبثّ برامج تلفزيونية تطرح حلولاً فاعلة، مع دعم الناس في العراق الذي لا يوجد فيه إلا 3 أطباء نفسيين لكل مليون نسمة.
وأكدت أن "الانتحار يكثر بين المراهقين والشباب لأنهم الفئة الأكثر بؤساً، من ناحية فرص العمل والتعليم والاهتمام".
من جهته، ذكر الباحث الاجتماعي عبدالمنعم الشويلي: "العامل الأبرز وراء الانتحار هو الاقتصاد، إلى جانب ضعف الروابط الاجتماعية وغياب الحب، ما يسبّب حالة يأس من المستقبل".