الانتحار بسجون أردوغان.. صرخات تخترق التعتيم
حالات انتحار يومية في سجون أردوغان التي تعج بمعارضين ومعتقلين يختارون الموت هربا من التعذيب والقمع.
رغم التعتيم الذي تفرضه حكومة حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، حول تنامي ظاهرة الانتحار بالسجون، هربا من التعذيب أو جراء الإضراب عن الطعام، إلا أن التقارير المسربة من حين لآخر تفضح المستور.
انتهاكات تستهدف، بشكل ممنهج، المعتقلين من المعارضين لسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ممن تتقلص أمامهم حظوظ النجاة من قبضة نظام جائر، فيضربون عن الطعام ويصل البعض منهم إلى حافة الموت، فيما يلقى البعض الآخر حتفه.
صحيفة "زمان" التركية المعارضة، ذكرت أن ناشطة كردية تدعى ميديا تشينار، وضعت حدا لحياتها، الإثنين، بسجن تركي، احتجاجا على شروط اعتقال عبدالله أوجلان، الزعيم التاريخي للأكراد.
ولا يعد انتحار تشينار حادثة منفصلة، وإنما تعتبر واحدة من بين حالات مماثلة، زادت منذ أن بدأت النائبة الكردية ليلى جوفين، إضرابا عن الطعام في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
آخر تلك الحلات كانت المعتقلة الكردية زهراء صاغلام (23 عاما)، والتي أنهت حياتها مطلع هذا الأسبوع في سجنها بولاية أرضروم (شمال)، بعد إضرابها عن الطعام منذ فترة؛ لرفع العزلة عن أوجلان.
ويوم السبت الماضي، انتحرت المعتقلة آيتين باتشَت (28 عاما)، شنقا داخل سجن "جبزه" النسوي بولاية كوجالي (شمال)، الذي كانت تقبع فيه منذ 6 سنوات، وجاء انتحارها هي الأخرى، وهي مضربة عن الطعام من أجل أوجلان.
ويوم 17 مارس/آذار الجاري، انتحر المعتقل الكردي زولقوف جزان داخل معتقله بولاية تكيرداغ (شمال غرب)؛ رفضا لقمع السلطات التركية، حيث كان قد حكم عليه بالسجن لمدة 100 عام، على خلفية اتهامه بـ"الانتماء لتنظيم إرهابي".
وبحسب وسائل إعلام تركية مختلفة، فإن المنتحرين اعتقلوا بعد اتهامهم بالانضمام لكيانات إرهابية دون سند، وتعرضوا للتعذيب والإهانات داخل سجون السلطة، ما دفعهم للإضراب عن الطعام؛ كي تصل أصواتهم للحكومة التي سدت آذانها عن صرخاتهم.
ونقلا عن مصادر من حزب الشعوب الديمقراطي، الموالي للأكراد، انضم أكثر من 170 شخصا إلى جوفين في إضرابها عن الطعام، للمطالبة بتخفيف شروط اعتقال أوجلان.
وبحسب تقرير صدر مؤخرا عن جمعية حقوق الإنسان في تركيا، زج أردوغان، منذ 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، بأكثر من 228 ألفا و993 شخصا موزعين في سجونه الـ320 تقريبا بمختلف أنحاء البلاد.
واستنادا إلى أقوال مسجونين بالسجن المركزي، ذكر التقرير أن نحو 20 ألفا من هؤلاء المسجونين يضطرون للاستلقاء على الأرض، بسبب الفجوة الواسعة بين عدد السجناء وطاقة الاستيعاب.
ومنذ الأول من مارس/آذار، قال التقرير: إن أعداد المساجين الذين أضربوا عن الطعام داخل السجون التركية، يتراوح بين 3 إلى 5 آلاف، بينهم الآلاف من الشباب، فيما يوشك الكثير منهم على الهلاك.
وأوائل 1999، اعتقل الأمن التركي أوجلان في كينيا، وتم نقله جوا إلى تركيا، حيث أصدرت المحكمة بحقه حكماً بالسجن مدى الحياة، ويقضي عقوبته في سجن جزيرة إيمرالي القريبة من مدينة إسطنبول.
"غولن".. "كارت أبيض" يشرعن الاعتقالات
المحامي التركي حمدالله دمير، وهو مرشح حزب العدالة والتنمية في بلدية "إيدل" التابعة لمدينة شرناق جنوب شرق البلاد، اعتقلته الشرطة، الثلاثاء، بتهمة الانتماء لمنظمة "غولن" المحظورة محليا، ضمن عملية أمنية موسعة شملت 37 مدينة في أنحاء تركيا.
ووفق إعلام محلي معارض، اعتقلت الشرطة خلال العملية نفسها 108 محامين آخرين بالتهمة ذاتها، قبل نقلهم إلى إسطنبول للتحقيق معهم.
ودأب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على اتهام غولن بتدبير المحاولة الانقلابية المزعومة التي جرت عام 2016، وهو ما ينفيه الأخير بشدة، فيما تؤكد المعارضة التركية على أن أحداث ليلة 15 يوليو/تموز كانت "انقلابا مدبرا" لتصفية المعارضين من الجنود وأفراد منظمات المجتمع المدني.
وفي تصريح حديث له الشهر الماضي، قال رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن: إن أردوغان كان بحاجة لكبش فداء كي يتمكن من وضع كل قوى الدولة في قبضته، فاختار حركة الخدمة (تتبع غولن) لتحقيق هذا الهدف.
وتشن السلطات التركية بشكل منتظم شبه يومي حملات اعتقال طالت الآلاف منذ المحاولة الانقلابية، تحت ذريعة الاتصال بجماعة غولن.
ويوم 10 مارس/آذار الجاري، كشف سليمان صويلو وزير الداخلية التركي، عن توقيف 511 ألف شخص، اعتقل منهم 30 ألفا و821، في إطار العمليات التي استهدفت جماعة رجل الدين فتح الله غولن، وحزب العمال الكردستاني، منذ المحاولة الانقلابية المزعومة.
وفي 3 يناير/كانون الثاني الماضي، كان الوزير ذاته قد أعلن أن عدد المعتقلين في عام 2018 بلغ 750 ألفا و239 شخصاً، بينهم أكثر من 52 ألفاً فقط بشبهة الانتماء إلى غولن.
aXA6IDE4LjIyMi4xMTMuMTM1IA== جزيرة ام اند امز