دراسة: ارتفاع درجات الحرارة يرتبط بزيادة سوء معاملة الأطفال
مع ارتفاع درجات الحرارة، ترتفع أيضا معدلات سوء معاملة الأطفال، وفقا لدراسة جديدة أجراها باحث بجامعة تكساس في أوستن.
وتقدم الدراسة، التي صدرت كورقة عمل للمكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، رؤى جديدة حول كيفية تأثير تغير المناخ على رفاهية الأطفال.
وبالاعتماد على البيانات التي جمعتها وكالات حماية الطفل الحكومية على مدى عقد من الزمن، قام الباحثون بتحليل آثار درجات الحرارة القصوى على رفاهية الأطفال، وبالتركيز على المجموعة الأكثر ضعفا، الأطفال حتى سن 4 سنوات، أشارت الدراسة إلى زيادة في سوء المعاملة، وخاصة الإهمال، خلال الفترات الحارة.
وفي الواقع، عندما تصل درجة الحرارة إلى 95 درجة، فإن معدل سوء المعاملة يزيد بنحو 5%، مقارنة بما تكون عليه درجات الحرارة في الستينيات، والجدير بالذكر أن الباحثين وجدوا أن تكييف الهواء لا يلغي الارتباط بين درجة الحرارة وسوء المعاملة.
ومن خلال الجمع بين التنبؤات من 25 نموذجا مناخيا عالميا، نظر الباحثون أيضا إلى المستقبل، وتوقعوا أنه خلال الفترة 2061-2080، سيؤدي تغير المناخ إلى زيادة طفيفة في سوء المعاملة بنسبة 13٪ عن المتوسط الحالي.
وتقول ماري إيفانز، المؤلفة الأولى للدراسة، وأستاذة الشؤون العامة: "يسلط بحثنا الضوء على تأثير سلبي آخر لتغير المناخ، وهو تأثير سيؤثر على الأطفال الصغار وأسرهم والأنظمة المصممة لدعمهم مثل وكالات رعاية الأطفال".
وفي الولايات المتحدة، يعد سوء معاملة الأطفال أمرا شائعا ومكلفا، حيث أفاد ما يقرب من 40٪ من الأطفال في استطلاع عام 2011 أنهم تعرضوا لسوء المعاملة عند البلوغ، علاوة على ذلك، فإن 40% من ضحايا سوء معاملة الأطفال يبلغون من العمر 4 سنوات أو أقل.
ويمكن أن يعاني ضحايا سوء معاملة الأطفال من انخفاض مستويات التحصيل العلمي، وانخفاض معدلات التوظيف، وانخفاض الدخل، وزيادة خطر تعاطي المخدرات، ويكونون أكثر عرضة للانخراط في الجريمة والسجن في وقت لاحق من الحياة، وتشير تقديرات الأبحاث إلى أن متوسط تكلفة الحياة لكل ضحية من ضحايا سوء معاملة الأطفال غير المميتة يزيد عن 200 ألف دولار.
ويشير الباحثون إلى ثلاث طرق محتملة تربط درجة الحرارة برفاهية الطفل، أولاً، يمكن أن تؤثر درجات الحرارة القصوى على الصحة العقلية والسلوك لدى البالغين والأطفال، حيث يؤثر الإجهاد الناتج عن درجات الحرارة القصوى على الحكم وصنع القرار والقدرة المعرفية، وثانيًا، يمكن أن تؤثر درجة الحرارة على استخدام وقت الطفل والأبوين، فعلى سبيل المثال، تزداد حالات الغياب عن المدرسة مع ارتفاع درجات الحرارة، مما قد يؤدي بدوره إلى تغيير جداول عمل الوالدين. وأخيرا، يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المتزايدة إلى شغف في نشاط ضباط الشرطة والجيران والمعلمين ومقدمي الخدمات الطبية ومقدمي رعاية الأطفال، العديد من هؤلاء الموظفين هم مهمون في حماية الأطفال من سوء المعاملة.
aXA6IDEzLjU4LjI4LjE5NiA= جزيرة ام اند امز