أغرب طقوس العالم.. قرابين للجماجم وعظام في مزهرية
الكاتبة الأمريكية كيتلين دوتي تقطع جزءا كبيرا من العالم لاكتشاف معتقدات الثقافات المختلفة حول الموتى، وتكشف عن أغرب الطقوس الجنائزية
تختلف العادات والتقاليد في كل بلد باختلاف ثقافته والبيئة المحيطة بها، حيث تعد العوامل البيئية والمناخية من العوامل الأساسية لتكوين ثقافة الشعوب وبالتالي أنماط الحياة التي يتبعونها في حياتهم وممارسة طقوسهم.
وكثيرا ما تفاجئنا بعض الدول حول العالم، بعادات غريبة يتبعونها، أو بطقوس شعبية يقومون بها، ومن أكثر تلك الطقوس غرابةً المشاعر الجنائزية التي كشفتها الكاتبة الأمريكية ومتعهدة دفن الموتي، كيتلين دوتي، في كتابها "من هنا إلى الخلود"، حيث قطعت جزءا كبيرا من العالم لاكتشاف معتقدات الثقافات المختلفة حول الموتى، ورأت خلال رحلتها عن كثب الكثير من الطقوس الجنائزية الغريبة، حيث كان ولعها بفكرة الخوف من الجثث هو الدافع الذي حركها لاكتشاف هذا العالم.
وكان أحد هذه الطقوس في مقاطعة سولاوسي الجنوبية بإندونيسيا حيث يقضي الناس أوقاتا كثيرة إلى جانب موتاهم، ويقوم أحد الأشخاص بحرص شديد بتنظيف وإلباس جسد جده المحنط، الذي يظل في بيت العائلة على مدار سنتين.
أما في بوليفيا، فهناك من يقدمون القرابين والعطايا لجماجم بشرية ترتدي قبعات من الصوف، كل منها بشخصيتها الخاصة على أمل أن تحقق رغباتهم، في يوم يسمى "يوم الجماجم".
وفي طوكيو، يقيم البعض احتفالا يدعى "Kotsuage"، حيث تستخدم العائلات العصي لاستخراج عظام أحبائهم من بقايا الحرق، داخل هيكل عظمى مجزأ ولكنه كامل، ثم يضعونها في زهرية.
كانت تلك بعض الأمثلة للطقوس التي سردتها الحقوقية ورائدة الصناعة الجنائزية في الولايات المتحدة، كيتلين دوتي، في كتابها "من هنا إلى الخلود"، والتي تناولها بوضوح فنان الكاريكاتير لانديس بلير.
وشاهدت الكاتبة الأمريكية العديد من الطقوس الجنائزية المختلفة عن كثب، ومنها عرض الزهور والهياكل العظمية والشياطين الذي يقام سنويا بمناسبة الاحتفال بيوم الموتى في المكسيك، والذي وصفته دوتي بالرائع في كتابها.
وتشير دوتي إلى أن مرجع ودليل السفر الأكبر حول العالم "لونلي بلانيت"، يتضمن في دليله حول جزيرة بالي، ضريح قرية ترونيان، حيث يصنع سكانها أقفاصا من خشب البامبو يتركون الجثث بداخلها حتى تتحلل بدلًا من دفنها أو حرقها.
وبعد أن تتحلل الجثث تتم إزالة الجمجمة وتوضع على منصة حجر تحت شجرة "تارو مينيان" الضخمة التي تعتبرها قبائل المنطقة شجرة مقدسة.
ومع ذلك، فإن الجثث لا تترك رائحة كريهة بسبب رائحة شجرة "تارو مينيان" التي تنبت بكثرة قرب مواقع الدفن وتنبعث منها رائحة لطيفة تغطي على رائحة الجثث المتحللة.
وكشفت دوتي، في حوار لها مع وكالة الأنباء الإسبانية، النقاب عن التقاليد التي لا يعرف عنها الكثيرون شيئا في القارة الأمريكية، وتعتبر صادمة للبعض، حيث قالت: "كنت محظوظة بحضور مراسم حرق الجثث في الهواء الطلق الوحيدة في العالم الغربي بأمريكا الشمالية، وكانت في كريستون، وهي مدينة صغيرة في كولورادو، حيث إن الموت من ضمن مسؤوليات المجتمع، والتي تتضمن حتى مراسم الحرق حيث تقام طقوس عامة".
وتعتبر متعهدة دفن الموتى أن "رؤية الدخان يخرج من جسد شارك الجميع في وداعه، أمر مذهل للغاية".
وتتابع: "أما في أمريكا الجنوبية، فإن أحد أكثر التقاليد غير الاعتيادية ولا يمكن نسيانها، تلك التي تسمى "ñatitas" في بوليفيا، حيث توضح أنها عبارة عن جماجم بشرية حقيقية يقدم لها السكان الأصليون العطايا مثل الأزهار والنقود والمثلجات وزجاجات المشروبات الباردة، ويطلبون منها المساعدة في مشكلاتهم العاطفية أو المادية أو مشكلات الحياة بشكل عام.