ذكرى اتفاق الرياض.. 3 أعوام على نقلة اليمن "النوعية"
يصادف السبت الذكرى الثالثة لتوقيع اتفاق الرياض، الذي جرى 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، لينهي أحداثا دموية شهدتها عاصمة اليمن المؤقتة عدن.
ومثل اتفاق الرياض منذ توقيعه بين الحكومة اليمنية، والمجلس الانتقالي نقلة نوعية في توحيد الصف اليمني، إذ توج طيلة 3 أعوام بترتيبات مهمة كان أبرزها مشاورات الرياض التي ولد منها تشكيل المجلس الرئاسي ليمثل قوى يمنية مختلفة في أبريل/نيسان الماضي.
وتنشر "العين الإخبارية"، أبرز الخطوات التي تحققت خلال العام الجاري بموجب اتفاق الرياض.
وعمل المجلس الرئاسي على إعادة إحياء اتفاق الرياض، وتسريع تنفيذ بنوده وكان أحدثها تشكيل الوفد التفاوضي الخارجي بمشاركة المجلس الانتقالي والمقاومة الوطنية أبرز القوى الفاعلة، فضلا عن تشكيل لجنة مالية للإشراف على الإيرادات برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي.
وسبقه في أغسطس/آب الماضي إعادة انتشار القوات العسكرية والأمنية في محافظة أبين التي كانت قبل ذلك مسرحاً للتجاذبات والمواجهات بين قوات الإخوان والقوات الجنوبية لتستغل ذلك القاعدة ومليشيات الحوثي وتسعى للتغلغل في المجتمع المحلي.
وشكلت الترتيبات في أبين أبرز خطوة جوهرية بموجب اتفاق الرياض خلال العام الجاري، إذ مثل تحول على مستوى المعركة ضد الإرهاب ووجه ضربات قاصمة للقاعدة والتنظيمات الإرهابية وتطهير المحافظة التي ظلت لعقود معقل رئيسي للقاعدة وأنصار الشريعة.
وسبق أبين إعادة انتشار قوة دفاع شبوة في مختلف مديريات المحافظة النفطية المطلة على بحر العرب وذلك مطلع العام الجاري جنب إلى جنب مع نشر العمالقة لقواتها في المحافظة وطرد الحوثيين من بيحان.
ويعد اتفاق الرياض أول اتفاق سلام يحقق ثماره باليمن، ورغم وقوع بعض العراقيل من الإخوان لا سيما بالشق العسكري لكنه يمضي بخطى كبيرة نحو استكمال ما تبقى من بنوده منها الترتيبات العسكرية والأمنية.
حاجة ملحة
وأصبح أمام حكومة الكفاءات التي تعمل من عدن وتشكلت أيضا بموجب اتفاق الرياض حزمة من الخطوات لاستكمال تنفيذ الاتفاق منها تعيين محافظي ومديري أمن في بقية محافظات الجنوب وإعادة هيكلة الوزارات بأكملها والترتيبات العسكرية والأمنية.
وهذا ما أكده متحدث المجلس الانتقالي الجنوبي، "علي الكثيري" مع حلول الذكرى الثالثة لتوقيع اتفاق الرياض في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، مشيرا إلى "الحاجة البالغة والملحة لاستكمال تنفيذ بنود الاتفاق".
وأكد الكثيري في بيان تلقته "العين الإخبارية"، ضرورة "إنهاء عملية المماطلة التي أدت إلى تعطيل تنفيذ جملة من بنود اتفاق الرياض ومنها نقل القوات العسكرية من وادي حضرموت ومحافظة المهرة إلى الجبهات".
وأشار إلى أنه تبقى من بنود الاتفاق "استكمال تعيين محافظي ومديري أمن المحافظات وإعادة تشكيل وتفعيل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد، والمجلس الاقتصادي الأعلى، فضلًا عن تنفيذ كافة إجراءات مشاورات الرياض وفي مقدمة ذلك هيكلة منظومة مؤسسات الدولة وإجراء التغييرات اللازمة في السلك الدبلوماسي".
وجدد المجلس الانتقالي الجنوبي التمسك بضرورة استكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض وما تمخضت عنه مشاورات الرياض، أكد أن "الاستمرار في تعطيل ذلك سيفاقم من التوترات والأزمات التي لا يمكن لشعبنا أن يتحمل تبعاتها على نحو يضعنا أمام مسؤولية وطنية وخيارات تحفظ لشعبنا حقوقه في العيش الكريم والانتصار لإرادته".
يشار إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو الحامل السياسية لمحافظات جنوب وشرق اليمن وكان طرف رئيسيا بموجب اتفاق الرياض مع الحكومة اليمنية ليطوي توقيع الاتفاق في مثل هذا اليوم صفحة قاتمة السواد ويوحد صف جميع المكونات تحت لواء الشرعية.