صالح: مشاورات الرياض تلملم الصف اليمني والهدنة تحتاج إلى رقابة
قال قائد المقاومة الوطنية اليمنية إن الهدنة الأممية بحاجة لرقابة حتى لا تستغلها مليشيات الحوثي، فيما تتجه مشاورات الرياض لوحدة الصف.
جاء ذلك خلال ترؤس العميد الركن طارق صالح اجتماعا عبر تقنية "الفيديو كونفرانس" مع كبار قادة قواته العسكرية، لمناقشة تطورات المشهد السياسي والعسكري من مشاورات الرياض وإعلان الهدنة الأممية، وفق بيان للقوات حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه.
وأطلع قائد المقاومة الوطنية رئيس مكتبها السياسي، طارق صالح، القيادات الميدانية على سير المشاورات اليمنية بالرياض تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، الذي وجه الدعوة لمليشيات الحوثي للمشاركة فيها لكنها رفضت التزاما بارتباطها بمصالح إيران.
واعتبر صالح الذي يشارك على رأس وفد رفيع في مشاورات الرياض، عدم استجابة مليشيات الحوثي لدعوة مجلس التعاون الخليجي "استخفافا بأوضاع اليمن دولة وشعبا الذين يحتاجون للعمل السياسي وتوقف محاولات فرض الإرادات بقوة السلاح"، وفقا للبيان.
وأكد القائد اليمني الرفيع أهمية المشاورات ومشاركة المكتب السياسي للمقاومة الوطنية فيها لتحقيق السلام الكامل والشامل والعادل والمستدام، مشيرا إلى أن رؤيته المقدمة كانت "واضحة وتتوافق مع جميع المكونات، وتحظى بإجماع حتى مع من كنا على خلاف معهم من قبل".
وأعرب صالح عن تطلعه لأن تحقق مشاورات الرياض إصلاح مسار الشرعية ولملمة الصف الوطني الذي شكلت خلافاته عوامل ضعف غير مبررة في مواجهة مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.
وتعد مشاورات الرياض والهدنة الأممية محاولة لإنقاذ المواطنين الواقعين تحت سطوة الحوثي من سياسات العقاب الجماعي والإفقار والخوف بعد تصاعد المعاناة جراء انقطاع الرواتب ومصادرة المالية العامة للدولة ونقل صلاحيات مؤسسات الدولة إلى قادة المليشيات.
وفيما رحب صالح بالهدنة الإنسانية، عبر عن أمنياته أن تحقق الهدنة الأممية جزءا من السلام لتخفيف معاناة الناس إثر حرب مليشيات الحوثي الإرهابية وأن تؤسس لمرحلة سلام شامل.
وحذر قائد قوات المقاومة الوطنية من التجارب السلبية لمليشيات الحوثي مع الهدن والاتفاقات، مشددا على أهمية وجود رقابة لتثبيت الهدنة.
وأضاف قائلا: "تحدثنا إلى الجميع بأنه يجب أن تكون هناك رقابة ولا يمكن أن تستغلها مليشيات الحوثي.. يجب أن تفضي الهدنة إلى مرحلة سلام حقيقية".
ووجه صالح قادة ألوية قواته العسكرية بالالتزام بالهدنة الإنسانية "وأن تبقى اليد على الزناد في أعلى مستويات الجاهزية لأية خيارات في حال تعنت مليشيات الحوثي".
خروقات في الضالع
على صعيد خروقات مليشيات الحوثي للهدنة الأممية التي تدخل يومها الثالث، سجلت القوات الجنوبية أكثر من 10 خروقات للانقلابيين في محور جبهات محافظة الضالع، جنوبي البلاد.
وفي بيان صادر عن محور الضالع العسكري تلقته العين "الإخبارية"، قالت القوات الجنوبية إن "مليشيات الحوثي المدعومة من إيران لم تلتزم بالهدنة وقد سجلت نحو عشرة خروقات تمثلت بهجمات بالأسلحة المتوسطة وهجوم بالطيران المسير على أحد المحاور القتالية".
وأشار البيان إلى أن خروقات مليشيات الحوثي تعد تصعيد علني لإفشال هذه الهدنة، مؤكدا التزام القوات الجنوبية بالهدنة وأنها ستتخذ حق الرد في حال استمرت خروقات المليشيات الإرهابية.
ودخلت الهدنة الإنسانية الأممية بين مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا والحكومة اليمنية حيز التنفيذ في الساعة (16 بتوقيت غرينتش) السابعة مساء بتوقيت اليمن، مساء السبت أول أيام شهر رمضان المبارك.
في الساعات الأولى للهدنة الإنسانية الأممية في اليمن، سجلت القوات المشتركة 40 انتهاكا لمليشيات الحوثي على جبهتين فقط في جبهات الساحل الغربي للبلاد.
ولاقت الهدنة التي تستمر لمدة شهرين ترحيبا يمنيا ودوليا وأمميا وإقليميا واسع النطاق على أن تؤدي إلى بناء الزخم لمزيد من الخطوات نحو السلام، لكن خروقات مليشيات الحوثي المتصاعدة تهدد بنسفها.
وتأتي الهدنة الإنسانية في اليمن بعد تصعيد كبير في الأسابيع الأخيرة شهد قيام مليشيات الحوثي المدعومة من إيران بشن سلسلة من الهجمات الإرهابية استهدفت منشآت حيوية واقتصادية في السعودية.