الجزائر.. حزب رئيس الوزراء يطالب بوتفليقة بالترشح لولاية خامسة
الحزب الحاكم الثاني في الجزائر يعلن دعمه رسميا ترشح بوتفليقة لولاية خامسة ويفند الأخبار التي تحدثت عن احتمال منافسته بوتفليقة.
ناشد حزب التجمع الوطني الديمقراطي (ثاني أكبر حزب في البرلمان الجزائري) الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، الترشح لولاية خامسة.
- 14 شخصية جزائرية بارزة تطالب بوتفليقة بعدم الترشح لولاية خامسة
- الجزائر.. الحزب الحاكم يدعو بوتفليقة للترشح لولاية خامسة
يأتي ذلك بعد أن أعلن حزب جبهة التحرير الوطني (صاحب الأغلبية البرلمانية)، عن خطوة مماثلة.
واستغل الأمين العام للحزب ورئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى انعقاد الدورة الخامسة للمجلس الوطني للحزب، ليضع حداً للشائعات التي راجت مؤخراً عن وجود "تحفظ" لحزبه بشأن ترشح الرئيس الجزائري، واستبعد "إلى حين" بحسب المراقبين منافسته بوتفليقة في رئاسيات ربيع 2019.
وفي كلمة له، قال أويحيى "إن المكتب الوطني للحزب يناشد الرئيس بوتفليقة لمواصلة المسيرة، ويعلن دعمه له في حال ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة"، واعتبر قرار حزبه "بالمهم الذي يصب في مصلحة أمن واستقرار الجزائر".
وكان الحزب الحاكم بالجزائر (جبهة التحرير الوطني) قد دعا شهر أبريل/نيسان الماضي الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة "لمواصلة مهمة قيادة البلاد".
وقال جمال ولد عباس، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني "بصفتي أمين الحزب وأتحمل مسؤوليتي فيما أقول، وكناطق لكل المناضلين، أدعو الرئيس بوتفليقة لمواصلة مهامه التي بدأها في 1999 رئيساً للبلاد، وأن يترشح للانتخابات الرئاسية، وأن يواصل مهمته مع الحزب العتيد، العمود الفقري للجزائر".
دعم وغموض
وفي الوقت الذي "تتسابق" فيه أحزاب الموالاة الجزائرية لدعم ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، أبقى الرئيس الجزائري والمحيطون به حالة الغموض بخصوص خوض بوتفليقة غمار الرئاسيات المقبلة، ورغم الدعم الواضح لحزب رئيس الوزراء الجزائري للولاية الخامسة إلا أنه أعاد "قراءة كلمات مشفرة" بحسب المراقبين سبق له وأن قالها مع بداية العام الحالي، عندما ذكر أويحيى أن حزبه يدعم ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة "إن ترشح".
ما يعني بحسب المتابعين للشأن السياسي في البلاد أن "طبخة" العهدة الخامسة لم "تنضج" بعد في دهاليز السلطة الجزائرية.
كما أن موقف حزب رئيس الوزراء الجزائري جاء بعد شهور من تردد أخبار تحدثت "عن وجود خلاف بينه وبين الرئاسة الجزائرية"، وتجلى الخلاف بشكل واضح بحسب المتابعين في "إبعاد رئيس الوزراء عن زيارات العمل والتفقد لمختلف المحافظات الجزائرية، وقام بها على غير العادة وبشكل مفاجئ وزير الداخلية نور الدين بدوي"، وفسر المتابعون خطوة الرئاسة الجزائرية "لعدم استغلالها من قبل أويحيى كوقود لحملة انتخابية مفترضة".
وفي ظل عدم وضوح الرؤية بخصوص ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، خرجت 14 شخصية جزائرية شهر مايو/أيار الماضي ببيان مشترك، دعت فيه بوتفليقة "إلى عدم الترشح وفسح المجال أمام شخصيات أخرى، واصفة احتمال ترشحه "بالخطأ الجسيم".
- الجزائر.. الحزب الحاكم ينتقد تشكيك المعارضة فى إنجازات"بوتفليقة"
- بوتفليقة يرفض "الصلح المشروط" للمعارضة
واعتبر الموقعون على الرسالة أن نتائج سياسات بوتفليقة خلال العشرين سنة الماضية ليست مرضية وبعيدة عن تلبية الطموحات المشروعة للجزائريين، وأن مدة حكم بوتفليقة الطويلة للبلاد "انتهت إلى خلق نظام سياسي لا يمكن أن يفي بالمعايير الحديثة لسيادة القانون"، وأن التقدم في السن وحالة الرئيس الصحية "تمنعه من التكفل بمهام تسيير الدولة".
وتحولت مسألة العهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة إلى واحدة من أكثر القضايا الجدلية في الساحة السياسة للبلاد، خاصة مع تدهور الوضع الصحي للرئيس الجزائري الذي بات ظهوره "نادراً أكثر من أي وقت"، في حين ما زالت غالبية أحزاب المعارضة تلتزم "الصمت الغريب" كما وصفه متابعون.
حيث إن غالبية الأحزاب المعارضة التي شكلت منذ 2014 تنسيقية الانتقال الديمقراطي وقطب التغيير وصعدت حينها من لهجتها تجاه السلطة الجزائرية وأعلنت "عدم اعترافها بشرعيتها"، تعد اليوم "الغائب الأكبر" عن سجال الولاية الخامسة، غير أن بعض المراقبين أكدوا في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "الجميع بما فيها الرئاسة الجزائرية وأحزاب المعارضة، باتت تنتهج سياسة الترقب وقراءة الأحداث وعدم التسرع في اتخاذ المواقف للخروج بأقل الخسائر في المستقبل".
وتولى الرئيس الجزائري رئاسة البلاد في أبريل/نيسان عام 1999 بعد ثاني انتخابات رئاسيات تعددية تشهدها البلاد، خلف بعدها الرئيس السابق اليامين زروال، ثم فاز بثلاث ولايات أخرى سنوات 2004 و2008 و2014.
وفي 2013، تعرض الرئيس الجزائري لجلطة دماغية حدت من نشاطه وظهوره، ويقتصر ظهوره على استقبال قادة الدول وبعض المسؤولين العرب والأجانب.