الطريق إلى قرطاج.. 26 مرشحا على خط السباق
"العين الإخبارية" تستعرض أبرز المرشحين في الانتخابات الرئاسية التونسية المرتقبة الأحد المقبل.
26 مرشحا يقفون على خط السباق استعدادا لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة بتونس، الأحد المقبل.
قائمة طويلة تتضمن مرشحين من تيارات سياسية وفكرية مختلفة، بينهم مسؤولون حاليون وسابقون، وسط مخاوف من صعود مرشح الإخوان عبدالفتاح مورو، أو رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد.
فالأول تقدمه حركة النهضة الإخوانية أملا في إحكام سيطرتها -حال فوزه- على مفاصل الحكم، ومن ثم الالتفاف على مدنية الدولة، وإرساء مشروعها الإخواني المرسوم ضمن أدبياتها منذ تأسيسها.
- ثاني مناظرة رئاسية بتونس.. ألسنة إخوانية تنطق بالتطرف
- فرنسا تأمل في "أفضل" شكل لانتقال ديمقراطي بتونس
أما الشاهد، فلا يستبعد محللون أنه في حال فوزه، فسيعمل فورا على التحالف مع الإخوان ضمانا لحكمه، تماما كما فعل في فترة ما من توليه رئاسة الوزراء حين انقلب على يُعتبر والده السياسي، الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، وحصل على دعم الإخوان ما مكَنه من الاستمرار بمنصبه.
فيما يلي، تستعرض "العين الإخبارية" أبرز المرشحين للاقتراع:
عبير موسي
وهي محامية تبلغ من العمر 44 عاما، من أشد المناهضين للإخوان ولاحتجاجات 2011، عُرفت بمواقفها الجريئة وثباتها على مبادئها حتى في أكثر المراحل تقلبا بالبلاد.
تقلدت منصب أمينة عامة مساعدة مكلفة بالمرأة بحزب الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي "التجمع الدستوري الديمقراطي".
واليوم، تدخل السباق الرئاسي، بحظوظ وافرة، مرشحة عن "الدستوري الحرّ"، وهو الحزب الذي أسسه رئيس الحكومة الأسبق حامد القروي عقب احتجاجات 2011.
يوسف الشاهد
أستاذ جامعي في الزراعة يبلغ من العمر 44 عاما، يشغل حاليًا رئاسة الحكومة. وقبل دخوله حزب "نداء تونس" (ليبرالي)، وتكليف السبسي له بحل نزاعات نشبت داخل الحزب في 2015، لم يكن الشاهد معروفًا بين السياسيين في تونس.
في أغسطس/آب 2016، كلفه السبسي برئاسة الحكومة باعتباره من قيادات الحزب الفائز بانتخابات 2014.
إلا أن خلافًا نشب بينه وبين نجل السبسي، المدير التنفيذي للحزب، حافظ قايد السبسي، عام 2018، دفعه إلى مغادرة الحزب، وتأسيس حزب "تحيا تونس"، الربيع الماضي.
وبحسب مراقبين، لم يكن بإمكان الشاهد البقاء في رئاسة الحكومة لولا دعم حركة "النهضة" له، بعد أن طالب الرئيس السبسي بإقالته، العام الماضي.
عبدالكريم الزبيدي
في الـ69 من عمره، وهو طبيب، شغل منصب وزير الصحة في عهد بن علي، ثم تقلد مهام وزير الدفاع بحكومة محمد الغنوشي (يناير/ كانون الثاني 2011)، وحكومة السبسي (مارس/آذار 2011 - ديسمبر/كانون الأول 2011)، وحكومة الجبالي حتى 1 مارس/آذار 2013.
وفي سبتمبر/أيلول 2017، عيّنه الشاهد وزيرا للدفاع مرة أخرى.
والزبيدي يحظى بدعم من "نداء تونس"، بقيادة حافظ السبسي، وحزب "آفاق تونس" وأطراف أخرى نافذة، بينها لوبيات سياسية ومالية.
نبيل القروي
رجل أعمال في الـ56 من عمره، وهو صاحب قناة "نسمة"، وكان من أعضاء حزب "نداء تونس" لمدة 3 سنوات، قبل أن يغادره.
أسس جمعية خيرية قبل أن يتخلى عن رئاستها تقيدا بمقتضيات القانون الانتخابي المعدل، وترشح للانتخابات الرئاسية ممثلًا لحزب "قلب تونس"، الذي تأسس في يونيو/حزيران الماضي.
أثار اعتقاله مؤخرا ضجة كبيرة في تونس، حيث رأى البعض في الخطوة محاولة مفضوحة من الشاهد لاستبعاد القروي عن السباق الرئاسي، خصوصا عقب تصدر الأخير جميع استطلاعات الرأي حول نوايا التصويت.
محسن مرزوق
باحث اجتماعي في الـ54 من عمره، نشط في ثمانينيات القرن الماضي في صفوف أقصى اليسار الماركسي بالجامعة.
في 2014، قاد حملة السبسي الانتخابية، ثم شغل منصب مدير الديوان الرئاسي، كما تولى منصب أمين عام "نداء تونس"، قبل أن يغادر الحزب، ليؤسس حركة "مشروع تونس"، في مارس/آذار 2016، ثم يترشح عنها لانتخابات الرئاسة.
حمة الهمامي
من اليسار الماركسي، وهو المتحدث باسم "الجبهة الشعبية" (ائتلاف يساري)، غير أنه ترشح مستقلا للانتخابات، لتكون هذه المرة الثانية التي يدخل فيها السباق الرئاسي، وهو الذي حل في المرتبة الثالثة باقتراع 2014.
عرف بالمعارضة، وسجن سياسيا في نظامي الحبيب بورقيبة (1957: 1987) وبن علي؛ بسبب نشاطه السياسي في صفوف تنظيمي "العامل التونسي" و"حزب العمال الشيوعي التونسي".
محمد المنصف المرزوقي
طبيب في الـ74 من عمره، تولى الرئاسة بين ديسمبر/كانون الأول 2011 حتى الشهر نفسه من 2014، في مسار لاقى كثيرا من الانتقادات بفعل أدائه الضعيف وإساءته في أكثر من مناسبة لصورة بلاده، وفق تقارير إعلامية.
يقدم نفسه على أنه يساري عروبي يختلف مع اليسار السائد، مع أنه في الواقع مقرّب جدا من الإخوان، حتى إن البعض يعده "ذراعهم" المزروعة في هذا التيار.
ترشح للانتخابات باسم حزب "حراك تونس الإرادة"، الذي أسسه في ديسمبر/كانون الأول 2015.
عبدالفتاح مورو
مرشح حركة "النهضة" الإخوانية الذي ناهز الـ77 عاما، رغم الخلافات المتفجرة بينه وبين الحركة والتي بلغت في فترة ما إلى مغادرته لها.
محامٍ، وشغل منصب قاضٍ في السبعينيات، ثم استقال منه، وهو حاليًا رئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان) بالنيابة.
لا يتوقع له مراقبون حظوظا كبيرة في الاقتراع المقبل، ويرون أنه مجرد ورقة تلعب بها الحركة الإخوانية لتسجل حضورها وجس نبض الناخبين، فيما تعول بشكل كبير على الانتخابات البرلمانية التي تأمل في أن تمنحها الحكم الفعلي والتحكم في مفاصل الدولة.