تحميص "المارشميلو" في الفضاء.. كوكب فائق الحرارة يمطر معادن
تحت سماء الكون العظيمة، التي تخفي بين طياتها أسرارا لا تُحصى، قد يكون علماء الفلك قد أضافوا غموضا جديدا للغز تكوين الكواكب "المحمصة".
تحت سماء الكون العظيمة، التي تخفي بين طياتها أسرارا لا تُحصى، قد يكون علماء الفلك قد أضافوا غموضا جديدا للغز تكوين الكواكب "المحمصة" الغريبة، فمن خلال استخدام تلسكوب "جميني ساوث" في تشيلي، اكتشف باحثون أن كوكب المشترى الفائق الحرارة والمنتفخ "WASP-121b" ربما قد تشكل أقرب إلى نجمه مما كان يعتقد سابقا، ما يثير تساؤلات حول فهمنا لآلية تكوين الكواكب.
ومنذ اكتشاف أول كوكب خارج المجموعة الشمسية في منتصف التسعينيات، تزايد عدد الكواكب الخارجية المكتشفة إلى أكثر من 5000 كوكب، والعديد من هذه الكواكب يختلف تماما عن تلك الموجودة في نظامنا الشمسي، ومن أبرز الأمثلة على ذلك كواكب المشترى الساخنة للغاية، فهذه الكواكب الغازية الضخمة، التي تتجاوز حجم وكتلة المشترى بعدة أضعاف، تدور حول نجومها بسرعة فائقة، بحيث يمكنها إكمال دورة كاملة في غضون ساعات قليلة.
وتشكل كواكب المشترى الساخنة ما يقارب ثلث الكواكب الخارجية المكتشفة حتى الآن، وهذه العوالم الحارة والمنتفخة تتعرض لدرجات حرارة شديدة، ومن هنا جاءت تسميتها "الكواكب المحمصة" كإشارة إلى قطع المارشميلو المحمصة.
وكان يُعتقد أن هذه الكواكب تتشكل بعيدا عن نجومها ثم تهاجر نحو الداخل، ومع ذلك، فإن الدراسة الجديدة حول الكوكب "WASP-121b" والمنشورة بدورية " أسترونوميكال جورنال" قد تهدد هذه الفكرة.
استند فريق البحث في اكتشافهم على دراسة كيمياء الأقراص الكوكبية الأولية، وهي سحب مسطحة من الغاز والغبار المحيطة بالنجوم الشابة والتي تتشكل منها الكواكب.
وباستخدام جهاز "IGRINS" المثبت على تلسكوب "جميني ساوث"، تمكن الفريق من قياس نسبة الصخور إلى الجليد في كوكب عابر باستخدام أداة واحدة للمرة الأولى، وهذا الأسلوب الجديد أتاح لهم إجراء تحليل كيميائي دقيق للكواكب الخارجية.
وقال بيتر سميث، الباحث الرئيسي في البرنامج العلمي " تحميص المارشيملو" في بيان: "البيانات الأرضية من تلسكوب جميني ساوث باستخدام جهاز ( IGRINS )حققت قياسات أكثر دقة للعناصر الكيميائية الفردية مما يمكن أن تحققه التلسكوبات الفضائية".
ويقع الكوكب "WASP-121b" على بُعد نحو 858 سنة ضوئية من الأرض، وهو أكبر بحوالي 1.2 مرة من كوكب المشترى ولكنه أكثر انتفاخا، إذ يبلغ عرضه 1.9 مرة عرض المشترى، وهذا الكوكب قريب للغاية من نجمه لدرجة أنه يكمل دورته حوله في غضون 1.3 يوم أرضي فقط.
والجانب النهاري لهذا الكوكب حار جدا، حيث تصل حرارته إلى 2500 درجة مئوية، ما يؤدي إلى تبخر المعادن في غلافه الجوي، التي تحملها الرياح بسرعة فائقة إلى الجانب الليلي للكوكب، حيث تبرد وتسقط كأمطار معدنية.
والدراسة الجديدة تشير إلى أن "WASP-121b" قد تشكل في منطقة من القرص الكوكبي كانت أكثر حرارة من المتوقع، وهو ما يثير تساؤلات حول النماذج الحالية لتكوين الكواكب.
ويخطط الفريق لمواصلة أبحاثهم على كواكب المشترى الفائقة الحرارة في أنظمة كوكبية أخرى، باستخدام أدوات محسنة، لتوسيع عيناتهم وفهم أعمق لهذه العوالم الغامضة.