"أبو رغيف".. قائد أمني أغضب المليشيات ببغداد فبات "هدفا للصواريخ"
قالت السلطات الأمنية العراقية إن الهجوم الصاروخي الذي شهدته العاصمة بغداد، فجر اليوم الأربعاء، كان قد استهدف منزل وكيل الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية أحمد أبو رغيف.
وذكرت وكالة الاستخبارات في وزارة الداخلية، في بيان، حصلت "العين الإخبارية"، على نسخة منه، أن "منزل وكيل الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية الفريق الأول أحمد أبو رغيف، تعرض إلى هجوم صاروخي فجر اليوم الأربعاء وسط العاصمة بغداد".
وأوضح البيان أنه و"بعد الانتصارات المتلاحقة التي حققتها وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية على جرائم الكفر والإرهاب وعصابات الجريمة المنظمة، حاول بعض الخارجين عن القانون وفي فجر هذا اليوم استهداف منزل وكيل الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية بصاروخ كاتيوشا وكانت محاولة فاشلة وحصول فقط أضرار في سياج المنزل".
وأضاف أنه "وبعد التحري والتفتيش تم تحديد مكان الانطلاق والعثور على منصة الإطلاق وجار البحث عن الجناة حاليا".
وأكدت الوكالة أن "القوات الأمنية فتحت تحقيقا بهذا الموضوع وسيتم إنزال أقصى العقوبات بحق مرتكبي هذا الجرم المراد بة تعكير صفو الأمن والأمان الذي ينعم به البلد إبان الاحتفالات بعيد الفطر المبارك".
وكان مصدر أمني أفاد لـ"العين الإخبارية"، في وقت سابق من اليوم بسقوط صاروخ كاتيوشا عند سياج مجمع سكني في منطقة أبو نواس المطلة على المنطقة الرئاسية وسط بغداد.
وكشف المصدر أن "المعلومات الأولية تشير إلى انطلاق الصاروخ من مدينة الصدر شرقي العاصمة"، مؤكداً وقوع أضرار مادية دون تسجيل إصابات بشرية.
تزامن ذلك مع نشر صور عبر مواقع إعلامية مقربة من المليشيات المسلحة تظهر منصة انطلاق الصاروخ وتكشف أن الهجوم يستهدف الفريق أول "أبو رغيف".
وبرز اسم الفريق أبو رغيف في حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في مواجهة الفصائل المسلحة والاضطلاع برئاسة لجنة عالية المستوى لتتبع عمليات الفساد الكبرى في البلاد.
وبدأت خصومة القوى المسلحة مع القائد الأمني بعد اضطلاعه بمهمة اعتقال 14 عنصراً من مليشيا "كتائب حزب الله" ضمن عملية استهدفت مقراً لهم في منطقة الدورة غربي بغداد منتصف 2020.
وفي يونيو/حزيران 2021، تمكنت قوة أمنية من اعتقال قائد عمليات الحشد في الأنبار، قاسم مصلح، جرى تداول أنباء عن اشتراك القائد أبو رغيف في تنفيذ تلك المهمة بشكل مباشر.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وقعت اشتباكات بين محتجين متظاهرين يتبعون لقوى ولائية وعناصر حماية المنطقة الرئاسية (الخضراء)، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة العشرات، مما أثار غضب المليشيات التي توعدت بالثأر لضحاياها من "أبو رغيف".
وعقب عملية الاغتيال الفاشلة التي استهدفت رئيس الوزراء في عقر داره ببغداد خلال الشهر ذاته، ظهر مصطفى الكاظمي صبيحة اليوم التالي وبرفقته الفريق أبو رغيف وهو يتجول عند مكان الاستهداف.
وتمكنت لجنة "أبو رغيف"، قبل أن يبطل عملها القضاء في مطلع مارس/آذار الماضي، من اعتقال أكثر من 30 شخصية متنفذة في البلاد بتهم فساد كبرى.
وأبو رغيف ولد بمدينة الكوت بمحافظة واسط، وتخرج في كلية الشرطة وحاصل على شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في القانون.
عُيّنَ أحمد أبو رغيف في عدة مناصب أمنية من بينها الوكيل المساعد لشؤون الاستخبارات، ومعاون مدير شرطة بغداد، ومعاون قائد شرطة بغداد، ومعاون مدير شؤون الداخلية، ومدير شؤون الداخلية والوكيل المساعد لمدير وكالة الاستخبارات، ومدير المعهد العالي في وزارة الداخلية.
وكان أبو رغيف أُحيل إلى التقاعد في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2014، من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي آنذاك، ثم أُعيدَ إلى الخدمة في أكتوبر/تشرين الأول 2016 من قبل رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.
ويعد أبو رغيف من أقرب ثلاث شخصيات أمنية إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي برفقة رئيس جهاز مكافحة الإرهاب عبد الوهاب الساعدي ورئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي.