يُعد الإعلام إحدى الأدوات الحيوية لدعم الاستثمار وتهيئة الرأي العام، حيث يسهم في تحسين صورة الدول والشركات، والترويج للفرص الاستثمارية، وزيادة الثقة لدى المستثمرين.
سواء من خلال الإعلام التقليدي أو الحديث، فإن التوظيف الفعال للوسائل الإعلامية يحقق تأثيرات إيجابية ملموسة على جذب الاستثمارات وتعظيم العوائد الاقتصادية.
الإعلام يلعب دورًا حاسمًا في تحسين صورة الدول والمشاريع الاستثمارية. الدول التي تستثمر في الإعلام لبناء سمعة إيجابية، تسجل معدلات أعلى في جذب الاستثمارات الأجنبية. على سبيل المثال، أظهرت تقارير البنك الدولي أن الدول التي تعتمد على استراتيجيات إعلامية موجهة شهدت زيادة بنسبة 30-50% في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر.
الإعلام التقليدي، مثل الصحف والتلفزيون، يبرز دور الحكومات والشركات في خلق فرص عمل وتحسين البنية التحتية، ما يعزز الثقة لدى الجمهور المحلي والمستثمرين الأجانب. أما الإعلام الحديث، كمنصات التواصل الاجتماعي، فيتميز بقدرته على الوصول السريع والمباشر للجمهور المستهدف، مما يساهم في التفاعل الإيجابي وزيادة الوعي بالمشاريع الاستثمارية.
تهيئة الرأي العام تُعد من العناصر الأساسية لضمان نجاح الاستثمارات. دراسة أجرتها Harvard Business Review أظهرت أن 68% من المستثمرين يفضلون العمل في بيئات يتمتع فيها الاستثمار بدعم شعبي. على سبيل المثال، سنغافورة تعتبر نموذجًا ناجحًا في هذا السياق، حيث تستخدم استراتيجيات إعلامية متقدمة للترويج لاستقرارها الاقتصادي وبنيتها التحتية المتطورة، مما ساعدها على جذب استثمارات بقيمة 92 مليار دولار سنويًا.
الصرف في الإعلام ليس مجرد تكلفة، بل استثمار يحقق عوائد ملموسة. دراسة من Nielsen أكدت أن الشركات التي أنفقت على حملات إعلامية استراتيجية حققت زيادة في الأرباح بنسبة 20-30%. كما أن استخدام الإعلام الرقمي أدى إلى تحسين التفاعل مع المستثمرين وزيادة قيمة المشاريع الاستثمارية.
الإعلام، بجميع أشكاله، يشكل محورًا أساسيًا لدعم الاستثمار وتهيئة الرأي العام. سواء عبر تحسين السمعة أو الترويج الذكي للفرص الاستثمارية، فإن الاستثمار في الإعلام ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد الوطني وعوائد الشركات، مما يجعله أداة لا غنى عنها في عالم الاستثمار الحديث.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة