رومانيا بمفترق طرق.. مرشح رئاسي يربط الوجود الأمريكي بالانتخابات

في ظل احتدام السباق الرئاسي الاستثنائي في رومانيا، اتخذ جورجي سيميون، زعيم المعارضة من أقصى اليمين والمرشح الأوفر حظًا للفوز في الانتخابات المعادة، موقفًا تصعيديًا حيال مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في بلاده.
وتعهد سيميون بأنه الوحيد القادر على منع انسحاب القوات الأمريكية من رومانيا في حال قررت واشنطن تقليص حضورها شرق أوروبا.
وتجري رومانيا انتخابات رئاسية معادة يومي 4 و18 مايو/أيار، بعد أن أبطلت المحكمة الدستورية نتائج انتخابات ديسمبر/كانون الأول الماضي بسبب ما وُصف بتدخل روسي في العملية الانتخابية، وهي اتهامات نفتها موسكو.
وأدى هذا الإلغاء إلى تعميق التوترات بين رومانيا وشركائها الغربيين، في وقت يزداد فيه القلق الأوروبي من تقليص محتمل للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، خصوصًا مع تصاعد الخطاب الانعزالي في واشنطن.
مرشح ترامب في بوخارست؟
في مؤتمر صحفي ماراثوني امتد لأكثر من خمس ساعات، شدد سيميون، البالغ من العمر 38 عامًا، على ضرورة الحفاظ على الشراكة الأمنية مع أمريكا، واصفًا نفسه بأنه «المرشح الوحيد القادر على منع انسحاب القوات الأمريكية».
وأكد زعيم حزب «التحالف من أجل توحيد الرومانيين» أنه يتقاطع أيديولوجيًا مع الحزب الجمهوري الأمريكي وحركة «ماجا» (اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا)، التي يتزعمها دونالد ترامب.
هذا التصريح لا يأتي من فراغ، فالمشهد الروماني يعكس بوضوح حالة الاستقطاب الإقليمي والدولي، حيث يشكل انسحاب أمريكي محتمل تهديدًا مباشرًا لاستراتيجية الردع في مواجهة روسيا، خصوصًا في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا، والتقلبات التي تشهدها علاقات واشنطن مع حلف شمال الأطلسي.
«انقلاب» انتخابي
سيميون لم يتردد في وصف قرار المحكمة الدستورية بإلغاء انتخابات ديسمبر/كانون الأول بـ«الانقلاب»، معتبرًا أنه أسهم في تآكل الثقة الأمريكية في المؤسسات الديمقراطية الرومانية، ومهد الطريق لاحتمال تقليص الوجود العسكري الأمريكي.
وقال متسائلًا: «هل كان من المتوقع ألا ترد الولايات المتحدة؟ ألا تسحب قواتها؟ أن تصفق لانقلاب السادس من ديسمبر/كانون الأول؟»، في إشارة واضحة إلى توظيفه السياسي للقرار القضائي بغرض كسب الدعم الشعبي وصناعة أزمة وطنية تتجاوز الداخل الروماني.
تحولات استراتيجية
فيما يعتبر استمرار المساعدات العسكرية لأوكرانيا محورًا محوريًا في السياسة الأوروبية، أعلن سيميون معارضته لهذا النهج، متعهدًا بوقف الدعم العسكري لكييف، ومفضلًا توجيه الإنفاق الدفاعي نحو تعزيز الصناعات المحلية في رومانيا.
وبذلك يفتح الباب أمام تحول استراتيجي محتمل في السياسة الخارجية لبوخارست، إن وصل فعلاً إلى السلطة.
كما لا يخفي المرشح الرئاسي مواقفه المناهضة للقيادة الحالية للاتحاد الأوروبي، ما يجعله مرشحًا مفضلًا للقوى الشعبوية واليمينية في أوروبا، ويزيد من المخاوف الغربية حيال استقرار العلاقة بين رومانيا ومحيطها الأطلسي.
aXA6IDE4LjIyMS4yMzEuODkg جزيرة ام اند امز