«الرحلة الرومانية».. مزاعم وأكاذيب ضد «طيران الإمارات» فضحتها توجهات ناشريها
أبواق تطرف مأجورة، تبحث بعد انكشافها عن منطقة رمادية للتحرك والتلون، بهدف الإساءة لدولة الإمارات العربية المتحدة ونشر الأخبار المفبركة بحقها.
هذه الأبواق وجدت ضالتها في خبر يخص طائرة تابعة لشركة «ليجند إيرلاينز» الرومانية، كانت في طريقها لنيكاراغوا فاحتجزتها فرنسا على خلفية شبهة "الاتجار بالبشر"، لكن لم يتناولوا الخبر مجرداً فبدل استخدام صورة للشركة الرومانية، استخدموا صورة لطائرة تخص شركة طيران الإمارات.
- إعادة تدوير الأكاذيب.. دعم الإمارات لغزة يفلس بنك افتراءات تجار الأزمات
- أكاذيب لتشويه دعم الإمارات لفلسطين.. شعاع النجاح يبتلع زيف المغالطات
«العين الإخبارية» تتبعت القصة عبر مصادرها الرسمية سواء شركة الطيران أو في الإعلام الفرنسي، لتكشف التناقض الفاضح بين الحقيقة وما تروجه تلك الحسابات المأجورة.
وانكشف أمرهم عبر منشوراتهم السابقة التي تركز فقط على فبركات تهاجم دولة الإمارات لتكشف حقيقة هذا الادعاء المضلل الذي يربط الطائرة بالشركة الإماراتية.
والحساب الأبرز يتخفى تحت أجندة الدفاع عن المهاجرين ومناهضة «الاستعمار الفرنسي» لكنه في الحقيقة يعمل لصالح تنظيمات متطرفة معادية لدولة الإمارات.
وكالة الأنباء الفرنسية
وفي تقرير مطول نشرته وكالة "فرانس برس" اطلعت عليه "العين الإخبارية"، لم تأتِ على ذكر الشركة الإماراتية، ونقلت الخبر من النيابة الفرنسية التي أكدت أن الطائرة رومانية وتم احتجازها من قبل السلطات الفرنسية.
وأضافت "فرانس برس" أن الطائرة احتجزت بعد تلقي "بلاغ مجهول" يفيد بأنها "تنقل ركابا هنودا قد يكونون ضحايا شبكة للاتجار بالبشر"، على ما أوضحت النيابة العامة لوكالة فرانس برس.
وبحسب النيابة الفرنسية، فإن التحقيق جارٍ "للتأكد مما إذا كانت هناك عناصر تدعم شبهة الاتجار بالبشر من قبل عصابة منظمة، وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن 20 عاما وغرامة قدرها ثلاثة ملايين يورو".
وأوضحت النيابة أن "جلسات الاستماع والتدقيق في شروط وأهداف نقل الركاب" جارية، مشيرة إلى إيداع راكبين الحبس الاحتياطي
الشركة ترد
الشركة الرومانية نفسها أكدت أن الطائرة تابعة لها، وقالت ناطقة باسم الخطوط الجوية "ليجند إيرلاينز"، في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، الجمعة، إن "الشركة تعتبر أن لا مسؤولية تقع عليها وهي لم ترتكب أيّ تجاوز وتضع نفسها في تصرّف السلطات الفرنسية".
وكشفت المتحدّثة، ليليانا باكايوكو، أن الشركة تعتزم أن "تكون طرفا مدنيا إذا ما أطلقت النيابة العامة ملاحقات أو أن ترفع دعوى بنفسها في حال حصل غير ذلك".
الإعلام الفرنسي
ورصدت «العين الإخبارية» تداول الإعلام الفرنسي للخبر الذي أكد أن فرنسا تحتجز منذ الخميس طائرة تقل 303 من الركاب الهنود كانت تقوم برحلة بين الإمارات ونيكاراغوا، على خلفية شبهة "الاتجار بالبشر"، وقد تم توقيف شخصين، كما أعلنت أجهزة الدولة والنيابة في فرنسا.
الخبر الذي تداوله الإعلام الفرنسي استعرض الحيثيات بلا تلوين، واكتفى بمتابعتها ونشر المستجدات في كل مرة، وكذلك فعلت وسائل إعلام عربية ممن استندت في مجملها على ترجمة ما أورده الإعلام الفرنسي أو متابعة ما تنشره بعض الوكالات الدولية.
تتبع مسار الرحلة
ولم يكن ذكر الإمارات في جميع الأخبار أكثر من أنها البلد الذي أقلعت منه الطائرة، لتحط بعد ظهر الخميس في مدرج مطار فاتري الصغير شمال شرقي فرنسا، متوقّفة فيه لأسباب تقنية، وهو ما ظهر في تتبع أجرته "العين الإخبارية" لمسار الرحلة عبر موقع رصد الرحلات "فلايت رادار".
الحسابات المأجورة
لكن حسابات حاقدة سرعان ما قفزت على هذه الجزئية، وحين لم تمنحها الحيثيات ما كانت تأمل للتلوين ونشر الأكاذيب، قفزت لحيلة خبيثة، وهي سرد الخبر كما هو لكن دست معه صورة من طيران الإمارات.
هنا، بالنسبة لأي قارئ يجد بالعنوان والمقدمة أن الطائرة قادمة من دولة الإمارات، وصورة لشركة طيرانها، فإن أول ما يتبادر إلى ذهنه هو وجود شبهة ما للدولة في هذه القضية، في تأثير بصري معروف حاولت تلك الأبواق المأجورة اللعب على وتره.
فعادة، أول ما يجذب القارئ في أي خبر هو الصورة، ثم يلتقط بعينيه العنوان وهو يمر سريعا على المقدمة، وفي معظم الأحيان يكتفي بذلك، ليترك لمخيلته الواقعة حينها تحت التأثير البصري للصورة بتخيل المتن.
هذا بالضبط ما تحاول تلك الحسابات الدفع إليه عبر التلاعب بخيال المتقبل والتعتيم على تفاصيل الخبر الخالية من أي شبهة لدولة الإمارات أو لأي دولة أخرى.
فشبهة «الاتجار بالبشر» التي تحقق السلطات الفرنسية بشأنها لا تطال سوى الأشخاص، وهي شبهة جنائية تهم الأفراد أو مجموعات في إطار تشكيلات أو عصابات، وهي قبل كل شيء وبعده، شبهات يمكن أن تطال أي شخص في أي مكان ولا علاقة لذلك بمكان تواجده أو وجهته أو ملكية وسيلة النقل التي استخدمها.
خلف الأقنعة
ما يدعم المساعي الخبيثة للصفحات والحسابات المأجورة التي تدس صور طيران الإمارات مع الخبر هو أن الخبر نفسه يشير بوضوح إلى أن الرحلة تابعة لشركة رومانية اسمها "ليجند إيرلاينز"، ما يطرح أكثر من علامة استفهام.
قد يقول البعض إن إقلاع الطائرة من دولة الإمارات قد يخلق خلطا لدى تلك الحسابات، خصوصا أنها جميعا تدار من قبل أشخاص يفتقدون للتكوين الصحفي سواء أكاديميا أو عمليا.
كان يمكن أن يكون ذلك صحيحا، وبالفعل كان ذلك بالضبط ما تبادر للأذهان في البداية، لكن برصد منشورات إحدى تلك الحسابات، تبين أنها تدس سم التطرف بين سطورها.
فمع أنها تحاول تقديم نفسها على أنها بعيدة عن الإخوان وأبواقهم، إلا أن نظرة سريعة كشفت تورطها معهم عبر منشورات مضللة ومفبركة تستهدف مباشرة دولة الإمارات.
وبالتعمق في الرصد، تتضح جليا بصمات إخوان فرنسا، الفرع المتطرف الذي يسعى -كلما دوت نجاحات دولة الإمارات سواء الدبلوماسية الجارية حول حرب غزة أو نجاح مؤتمر COP28- إلى محاولة التعتيم والتأليب عبر الفبركة والأكاذيب والتضليل.
إحدى تلك الأذرع حساب يحمل اسم «جرائم فرنسا»، يزعم أنه يعنى بتوثيق «جرائم فرنسا بمستعمراتها السابقة»، لكن ببتبع منشوراته اتضح أنه لا يفوت فرصة محاولة استهداف دولة الإمارات.
وسبق أن نشر هذا الحساب تدوينات مضللة حول الدولة، لكن بدا من الواضح أنه يحاول المحافظة على مسافة معينة تجعله بعيدا في الظاهر عن إخوان فرنسا، لكنه مع ذلك فشل في إخفاء صلته في أحيان كثيرة.
وقبل 3 أيام، نشر الحساب تدوينة زعم فيها أن «أموالا إماراتية أنقذت حزبا يمينيا متطرفا في فرنسا من الإفلاس»، ضمن نفس المسار التضليلي الذي يعتمد على منشورات زائفة للتلاعب بالقارئ.
ليست الأولى
لا تعتبر هذه أول مرة تحاول فيها أبواق الشر ربط الإمارات بمنشورات مسيئة لها أو محاولة الزج باسمها في قضايا، فعشرات المنشورات المضللة يتم تداولها بهدف الإساءة للدولة ونشر الأخبار المفبركة.
فقد سبق وتتبعت «العين الإخبارية» العديد من تلك الأكاذيب وفندتها بحقائق دامغة.
aXA6IDMuMTQ0LjIuNSA= جزيرة ام اند امز