أكاذيب لتشويه دعم الإمارات لفلسطين.. شعاع النجاح يبتلع زيف المغالطات
يزعجهم إشعاع الإمارات، ويغرقون في حبال إنجازاتها ومواقفها، فلا يجدون من عزاء سوى تزييف الحقائق وفبركة الأكاذيب.
هكذا يتحرك الذباب الإلكتروني للإخوان وأعداء الدولة كلما أرادوا نفث سمومهم ومحاولة الانتقام من بلد كشف أجندتهم الخبيثة وعرّى تطرفهم وتجارتهم بآلام الأمة وقضاياها.
ولأن فلسطين قضية الإمارات -كما العرب- الأولى، لم تتوان تلك الكتائب عن محاولة التلاعب بعواطف داعمي القضية، فغرقوا في ثنايا التاريخ يبحثون عن شموع يأملون إطفاءها بمغالطات سرعان ما تكشفت.
وكما يتم تحويل وجهة معظم تصريحات المسؤولين الإماراتيين منذ تجدد التصعيد بين غزة وإسرائيل، لجأ المتآمرون والحاقدون إلى إخراج أحداث سابقة عن سياقها الزمني وإسقاطها ضمن مسار عكسي لحقيقتها.
حملات تضليل تكشف «العين الإخبارية» في ما يلي حقيقتها، عبر تسليط الضوء على مغالطات تُصنع في الغرف المظلمة وتنفث في مواقع التواصل، في محاولة يائسة لتأليب الرأي العام العربي على دولة الإمارات.
المغالطة والحقيقة
في هذا السياق، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا زُعم أنّه يُظهر وصول قائد سلاح الجوّ الإماراتي، اللواء الركن طيار إبراهيم ناصر محمد العلوي، إلى إسرائيل للمساهمة في الغارات المستمرة على القطاع المُحاصر.
لكن هذا الادّعاء غير صحيح، حيث أكدت وكالة فرانس برس، عبر خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربية، أن الفيديو منشور قبل سنوات ولا شأن له بالمستجدات الحالية.
وجاء في التعليقات المرافقة أن «الفيديو يوثّق مشاركة سلاح الجوّ الإماراتي في الغارات الإسرائيليّة» التي أوقعت آلاف القتلى في قطاع غزّة.
لكن ما قيل عن هذا الفيديو غير صحيح، وهو لا يُظهر وصول قائد سلاح الجوّ الإماراتي للمشاركة في العمليات الجارية حالياً في قطاع غزّة، مثلما ادّعت المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد أظهر التفتيش عنه على موقع يوتيوب -باستخدام كلمات مفتاح (قائد سلاح الجو الإماراتي في إسرائيل)- أنّه منشور في العام 2021، ما يدحض أن يكون حديثاً مثلما ادّعت المنشورات المضلّلة.
ونُشر الفيديو في الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول من العام 2021.
وفي ذلك الحين، أجرت إسرائيل أكبر مناورة جويّة على الإطلاق بمشاركة عدّة دول وبحضور قائد القوات الجويّة الإماراتية إبراهيم ناصر محمد العلوي.
ورغم عدم مشاركة الطائرات الإماراتية في التدريبات، لكن المسؤولين الإسرائيليين وصفوا زيارة العسكريّ الإماراتيّ بأنها "مهمّة للغاية".
لماذ؟
لم تكن تلك الزيارة سرية، بدليل تداولها على نطاق واسع من قبل الإعلام، لكن الكتائب الإلكترونية المعادية للدولة تعمل جاهدة، خصوصا منذ توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل عام 2020، على محاولة إخراج هذا الحدث على أنه اصطفاف مع تل أبيب ضد القضية الفلسطينية، وهو ما فندته مواقف الإمارات التاريخية التي تلت التوقيع.
وسبق أن ظهرت في الآونة الأخيرة منشورات مرفقة بفيديو قيل إنّه يُظهر تقارير عن مشاركة الإمارات في قصف قطاع غزّة، وقد فنّدته خدمة تقصّي صحّة الأخبار التابعة لوكالة فرانس برس.
مغالطات وشائعات وفبركة فيديوهات وتضليل تفجر السؤال نفسه في كل مرة: لماذا كل هذا التحامل على دولة تعد الوحيدة التي استطاعت وقف الضم الإسرائيلي لأراض في الضفة الغربية؟
لماذا هذا الهجوم الشرس على بلد يدعم -قيادة وشعبا- القضية الفلسطينية بشكل فعلي بعيدا عن الشعارات الجوفاء التي لا تحقق أي مكسب أو إضافة للفلسطينيين على الأرض؟
أسئلة عديدة تجد إجاباتها في المواقف التاريخية الثابتة لدولة الإمارات حيال سكان غزة والقضية الفلسطينية بشكل عام، وهي نفسها ما يؤكد نجاح الرؤية الإماراتية الرصينة من أجل تحقيق السلام.
ففي تلك الأسئلة -كما الإجابات- تكمن نجاحات الإمارات ومساعيها من أجل خفض التصعيد ووقف القصف على غزة، وحماية المدنيين ورفض تهجيرهم، وهي التوليفة نفسها التي تثير غيظ الحاقدين.
ويأتي نشر الفيديو الجديد عقب محاولة سابقة، حيث نفت وكالة فرانس برس، عبر خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة، زيف مقطع فيديو زعم أنّه لتقرير بثته قناة فرانس 24 يتحدّث عن مشاركة دولة الإمارات في الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتمادى مروجو تلك الحملة في إرهابهم محرضين على استهداف الإمارات.
وأكدت فرانس برس أن الفيديو المنشور مع تلك التغريدات الكاذبة قديم وهو لتقريرٍ عن تدريب عسكري لسلاحي الجو الإسرائيلي والإماراتي عام 2017.
هذه الأكاذيب ليست الأولى من نوعها، فقبل نحو أسبوعين، نفت وزارة الدفاع الإماراتية المزاعم التي تداولتها بعض وسائل الإعلام الدولية حول وصول سرب من الطائرات العسكرية الأمريكية إلى قاعدة الظفرة الجوية في دولة الإمارات لتقديم الدعم لإسرائيل.
وحينها، أكدت وزارة الدفاع أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، وأن وجود هذه الطائرات الأمريكية في قاعدة الظفرة يجري وفق جداول زمنية محددة مسبقاً منذ عدة شهور في إطار التعاون العسكري بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية ولا يرتبط إطلاقا بالتطورات الحاصلة في المنطقة حاليآً.
مواقف ثابتة
أكاذيب تستهدف تشويه جهود إماراتية قياسية على مدار الساعة لوقف حرب غزة، وحماية جميع المدنيين وتقديم الدعم الإنساني لهم، وإيجاد أفق للسلام الشامل.
جهود لا تتوقف من خلال المباحثات الثنائية أو المشاركة في قمم واجتماعات ومؤتمرات دولية أو من خلال الحراك المتواصل في مجلس الأمن الدولي.
حراك يأتي امتدادا للدعم الإماراتي التاريخي للقضية الفلسطينية عبر الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، والذي يعد أحد ثوابت السياسة الخارجية الإماراتية منذ تأسيسها عام 1971.
جهود وتصريحات إماراتية واضحة، سبق أن تكللت في فبراير/شباط الماضي، بإصدار أول قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي بشأن ملف الاستيطان منذ أكثر من 6 سنوات، ودعوة إماراتية قوية تؤكد أهمية التزام المجتمع الدولي برؤية فلسطين مستقلة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في سلام.
ومنذ تجدد التصعيد بغزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لم تمر جلسة في مجلس الأمن الدولي بشأن القضية الفلسطينية إلا وسجلت خلالها الإمارات رسائل قوية داعمة، إضافة إلى سعيها لتحقيق التوازن بين مختلف الأطراف والعمل على دعم جهود السلام وتخفيف حدة التصعيد.
وجنبا إلى جنب مع الجهود الدبلوماسية والسياسية، أعلنت دولة الإمارات عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة تتجاوز 154 مليون درهم، فضلا عن إطلاق مبادرة "تراحم من أجل غزة" التي جمعت مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية خلال أسبوع من إطلاقها.
جهود تنشد تحقيق إجراءات فعلية على الأرض، وتقدم إضافة حقيقية للفلسطينيين، سواء فيما يتعلق بالحرب الراهنة في غزة، أو في إطار القضية الفلسطينية، بعيدا عن شعارات جوفاء لم تمنح فلسطين أي مجال لتحقيق تقدم في قضيتها.
ولذلك، فإنه على قدر ضراوة الحرب التي يشنها الحاقدون وذباب المتطرفين، تتأكد رصانة الرؤية الإماراتية وصحة نهجها الداعم لفلسطين عبر التاريخ.