الحرب بيومها الـ21.. غزة مقبرة مفتوحة و«بروفة» الاجتياح تجس نبض الشمال
تهاوت جدران غزة فتحولت لركام يقبر أبناءها، وغابت شمسها تحت غبار القصف، فيما تواصل إسرائيل «بروفة» الاجتياح قبل توغل بري محتمل.
هكذا بدا القطاع في اليوم الـ21 للحرب: أرض منكوبة، وسكان قضى جزء كبير منهم في الغارات أو تحت ركامها، وقطاع خال من أي مكان آمن أو مورد حياة.
ورغم أن بعض المساعدات تمكنت من الوصول إلى غزة، لكن وتيرتها البطيئة وحجمها يجعل فاعليتها محدودة للغاية في القطاع الفقير البالغة مساحته 365 كيلومترا مربعا، والخاضع منذ بدء الحرب لـ"حصار مطبق" يحرم سكّانه الـ2,٣ مليون نسمة من المياه والطعام والكهرباء.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، مساء الخميس، أن 74 شاحنة مساعدات وصلت خلال ستة أيام من مصر إلى غزة.
وقبل اندلاع الحرب، كانت 500 شاحنة تدخل يوميا إلى قطاع غزة الخاضع لحصار بري وبحري وجوي فرضته إسرائيل بعد سيطرة حماس عليه عام 2007، وشددته بعد هجوم الحركة غير المسبوق في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وحذرت الأمم المتحدة من أن "الشركاء الإنسانيين لا يمكنهم الوصول بصورة آمنة إلى السكان المحتاجين وإلى المستودعات حيث المساعدات مخزنة".
بالتوازي مع ذلك، انتقلت الحرب بين حماس وإسرائيل من غزة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، هناك حيث جرى مساء الخميس جدال محتدم بين دبلوماسيين.
من جانبهم، دعا قادة دول الاتحاد الأوروبي إلى "ممرات إنسانية وهدنات" في الحرب بين إسرائيل وحماس، لإدخال مساعدات إلى سكان قطاع غزة، حيث أكدت الأمم المتحدة أن "لا أحد في أمان".
"ممرات إنسانية"
وأعرب رؤساء ودول وحكومات البلدان الـ27 عن "قلقهم العميق بشأن الوضع الإنساني المتدهور في غزة".
وفي بيان مشترك طالبوا بـ"ممرات إنسانية وهدنات" لإيصال المساعدات.
وكان البيت الأبيض دعا، الثلاثاء، إلى ""هدنات إنسانية محدودة" لتسهيل إيصال المساعدات بدل وقف إطلاق نار "لن يفيد في هذه المرحلة سوى حماس" التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل منظمة "إرهابية".
وأيد القادة الأوروبيون عقد "مؤتمر دولي للسلام قريبا" لبحث حل الدولتين، فيما تدخل الحرب يومها الـ21.
ففي السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تسلل مئات من عناصر حركة حماس إلى إسرائيل من قطاع غزة في هجوم غير مسبوق بعنفه ونطاقه منذ إنشاء إسرائيل عام 1948، ردت عليه الأخيرة بقصف مركز على قطاع غزة وحشد قوات تحضيرا لهجوم بري.
وقتل أكثر من 1400 شخص في الجانب الإسرائيلي معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول لهجوم الحركة، وفق السلطات الإسرائيلية، فيما احتجز عناصر حماس بحسب تل أبيب 224 شخصا رهائن بينهم أجانب، وأطلقوا سراح أربع نساء منهم إلى الآن.
وفي قطاع غزة، قُتل أكثر من سبعة آلاف شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نحو 3000 طفل جراء القصف الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وأعلنت عائلات رهائن، مساء الخميس، في تل أبيب أن "صبرها نفد" مطالبة الحكومة باستقبالها.
«بروفة» اجتياح
صور عبر الأقمار الصناعية نُشرت الخميس، كشفت عن حجم الدمار والأحياء الكاملة التي سويت أرضا جراء القصف.
وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية نقلا عن وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة أن 45% من مساكن القطاع "تضررت أو دمرت".
وحذر الجيش الإسرائيلي منذ أسبوع سكان شمال قطاع غزة، حيث يتركز القصف بصورة خاصة، بإخلاء منازلهم والتوجه جنوبا.
وفر ما لا يقل عن 1,4 مليون فلسطيني من منازلهم منذ بدء الحرب بحسب الأمم المتحدة، هربا من القصف أو بسبب الإنذار الإسرائيلي.
غير أن القصف يطال أيضا جنوب القطاع,، حيث يحتشد مئات آلاف المدنيين، وبحسب الأمم المتحدة عاد حوالي ثلاثين ألف نازح إلى شمال القطاع في الأيام الأخيرة.
ونفذ الجيش الإسرائيلي ليل الأربعاء الخميس "عملية محددة الهدف" في شمال القطاع استخدم فيها دبابات، في إطار تحضيره لهجوم بري أعلن عنه مرارا وأكده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الأربعاء، متوعدا بـ"القضاء على" حماس.
وتبدي الأسرة الدولية مخاوف حيال عواقب مثل هذا الهجوم البري، محذرة من سقوط العديد من الضحايا المدنيين ومن اشتعال المنطقة.
قبل وبعد.. صور قاسية تكشف ملامح غزة «المشوهة»
لليوم الثاني على التوالي.. توغل إسرائيلي محدود في قطاع غزة
قمة بروكسل حول غزة.. أوروبا تدعو لـ«ممرات وهدنات»
«حيثما نذهب سنموت».. لا مكان آمن في غزة
حرب غزة على رادار أوروبا.. بوريل يكشف أجندة اجتماعات بروكسل
ما بعد حرب غزة.. بايدن يعيد البوصلة لحل الدولتين
رغم التحذيرات.. غالانت: اجتياح غزة «سيأتي قريبًا»
حرب غزة تصل الجمعية العامة للأمم المتحدة.. سجال في جلسة طارئة
فرنسا ترسل «الرعد» إلى شرق المتوسط لدعم مستشفيات غزة