رغم التحذيرات.. غالانت: اجتياح غزة «سيأتي قريبًا»
رغم التحذيرات الدولية لإسرائيل من شن هجوم بري على قطاع غزة، إلا أن الدولة العبرية أكدت عزمها المضي قدمًا في عملية «الاجتياح» في وقت قريب، دون تحديد الموعد.
وواجهت إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة يوم الأربعاء لإعادة النظر في خطتها الرامية لشنّ اجتياح برّي واسع نطاق لغزة، ووقف القصف المتواصل على القطاع المحاصر.
إلا أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، قال في كلمته خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس، إن العملية البرية ستأتي وفي وقت قريب عندما تكون الظروف مواتية، مشيرًا إلى أنها ستكون «مركبة».
وأوضح وزير الدفاع الإسرائيلي، أن قوات بلاده جاهزة «وأزورهم كل يوم.. كلهم مستعدون عندما يطلب منهم ذلك»، مضيفًا أن هدف تل أبيب «الانتصار في الحرب.. ومتأكد أننا سنفعل ذلك بالتعاون».
ثمن باهظ
وأقر بالمخاوف التي قد يواجهها جيش بلاده حال شنه هجومًا بريًا على غزة، قائلا: أعلم الثمن الباهظ الذي سندفعه في المعركة، لكن واجبي يحتم عليّ محاربة حركة حماس (..) أنا مصمم على الانتصار».
وحول التحذيرات التي وجهت إلى بلاده من إمكانية توسع الحرب في الشمال بتدخل حزب الله، قال الوزير الإسرائيلي: لا نريد توسيع الحرب في الشمال، لكن سلاح الجو جاهز لكل هجوم.
وشدد على أن بلاده «تدير حربًا على جبهتين (..) مستعدون لأي تطور في الشمال»، مشيرًا إلى أنه: «يجب أن نكون متكاتفين إلى الأمام وألا نتراجع من أجل الانتصار».
أما عن ملف الأسرى والمخطوفين، قال غالانت: لدينا أكثر من 200 مفقود ومختطف وسنبذل قصارى جهدنا لإعادتهم، مضيفًا: أعتمد على دولة إسرائيل وعلى جيش الدفاع من أجل إعادة الأسرى والمخطوفين في أقرب وقت ممكن.
توغل بري
تلك التصريحات تأتي بعد ساعات من بيان للجيش الإسرائيلي، قال فيه إن القوات البرية نفذت عملية في نطاق شمال قطاع غزة الخميس، وهاجمت عدة أهداف تابعة لحركة حماس ثم انسحبت، فيما وصفته إذاعة الجيش بأنه أكبر توغل أثناء الحرب الدائرة في الوقت الراهن.
وأظهر مقطع مصور أعلنه الجيش للعملية التي نفذت أثناء الليل عربات مدرعة تتحرك عبر منطقة حدود رملية. وشوهدت جرافة تهدم جزءا من تبة مرتفعة ودبابات تطلق قذائف وانفجارات بجوار أو بين صف من المباني المهدمة.
وذكر بيان الجيش المنشور على الإنترنت أن التوغل جرى «استعدادا للمراحل المقبلة من القتال»، في إشارة محتملة للاجتياح كبير النطاق الذي يهدد القادة الإسرائيليون بتنفيذه في إطار الحرب التي تهدف إلى تدمير حماس.
وأضاف البيان: «انسحب الجنود من المنطقة بعد ذلك وعادوا إلى الأراضي الإسرائيلية».
تحذيرات دولية
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال: «نحن نتحضر لدخول بري»، موضحا أن حكومة الحرب ستقرر بالإجماع موعد الهجوم، لكنه شدد على أنه «لا يمكنني الخوض في تفاصيل متى وكيف وأين والأمور التي نأخذها في الاعتبار» قبل هذه الخطوة.
ذلك الاستعداد، حذرت منه دول عدة؛ فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اعتبر من القاهرة أنّ شنّ «عملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة سيكون خطأ».
كما حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن الدولة العبرية من تداعيات الاجتياح البرّي، رغم أنه لا يؤيد في الوضع الحالي وقف إطلاق النار الذي تطالب به الأمم المتحدة ودول عدة، قائلا: «على إسرائيل أن تقوم بكل ما في وسعها، مهما كان صعبا، لحماية المدنيين الأبرياء».
aXA6IDE4LjIyNi4yNDguODgg جزيرة ام اند امز