إيرفن رومل.. ثعلب الصحراء يعود لاستقبال زوار متحفه بمصر
وزارة الآثار المصرية تعلن إعادة افتتاح متحف القائد العسكري الألماني رومل بعد 6 سنوات من إغلاقه بسبب أعمال الترميم.
كهف ثعلب الصحراء أو "متحف رومل"، هو المكان الذي يمكنك أن تعود به عبر آلة الزمن لحقبة الحرب العالمية الثانية، لاسيما كل ما يخص سيرة الجنرال الألماني الأشهر إيرفن رومل، وتخطيطه لمعركة "العلمين" على الأراضي المصرية والمكتوبة بخط يده، والخريطة التفصيلية لمعركة "الغزالة"، وكذلك خوذة رومل وملابسه الخاصة، ومعطفه الجلدي، والمنظار الخاص به الذين أهداهما ابنه مؤخرًا إلى المتحف.
على الرغم أن المتحف تم افتتاحه عام 1988بمدينة مرسي مطروح، غرب مصر، إلا أنه عاد للضوء من جديد بعدما تم إعادة افتتاحه من جديد بعد 6 سنوات من إغلاقه بسبب أعمال الترميم، وهو ما أعلنت عنه وزارة الآثار المصرية مؤكدة أن المتحف سيكون في استقبال زائريه من جديد قريبا.
إلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار المصرية، صرحت أن فريق عمل من مرممي وزارة الآثار يعكف علي ترميم القطع الأثرية المعروضة تمهيدا للافتتاح.
وأشارت صلاح إلى أن الوزارة بدأت في أعمال ترميم وتطوير المتحف، التي تشتمل على تنفيذ سيناريو عرض متحفي جديد، وتغيير منظومة الإضاءة والتأمين ووضع كاميرات للمراقبة.
كما أكدت أن ساعات افتتاح المتحف ستمتد إلى الليل حتى يتسني للزائرين من الزيارة ليلا بعد الاستمتاع بالبحر والشاطئ الذي يميّز مدينة مرسى مطروح، موقع المتحف، في ساعات الصباح.
دراما روميل
يعد القائد العسكري الألماني روميل، أو كما يطلق عليه "ثعلب الصحراء"، من أمهر القادة العسكريين الذين نبغوا فى حرب الصحراء.
ولد روميل في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1891 بمدينة "أولم" الألمانية، وفي عام 1920 بدأ حياته العسكرية في المشاة، ثم اشترك فى الحرب العالمية الأولي ، وأصيب في الحرب، وحصل على وسام الصليب الحديدي، وفي عام 1939 تولى قيادة الحرس الخاص لـ" هتلر"، ثم عين روميل كقائد قائد القوات الألمانية في شمال أفريقيا، وقد حقق انجازات عسكرية أمام دول التحالف.
قام روميل بتوجيه قواته إلى مصر لاحتلال الإسكندرية، وحدث مواجهة بين الجيوش الألمانية والقوات الريطانية قبل الإسكندرية في منطقة "العلمين"، واستطاع الجيش البريطاني بقيادة "مونتجمري" إيقاف زحف روميل في العلمين وهزيمته، وعندما علم هتلر بالهزيمة قام باستدعاء روميل، وأجبره على الاختيار بين الانتحار أو القتل، فقام بالانتحار في 14 أكتوبر/تشرين الأول 1944، وأذاع الإعلام الألماني أنه مات بجلطة .
الكهف
يعد كهف روميل أحد الكهوف الطبيعية بمحافظة مرسي مطروح، ويرجع إلى العصر البطلمي 323 ق.م، وكان نقطة لمراقبة السفن على البحر المتوسط، وكان يستخدم لتخزين الغلال "القمح" عند وصول السفن على البحر المتوسط في العصر الروماني 31 ق.م، كان.
الكهف لجأ إليه القائد العسكري روميل، واختاره مقرا له أثناء الحرب العالمية الثانية لوضع الخطط الحربية ضد دول التحالف (انجلترا وفرنسا)، وذلك لوعورة موقعه الجغرافي بين الجبال، وقربه للبحر، وإمكانية طلب الإمدادات العسكرية عن طريق البحر.
وفي عام 1988، جاءت فكرة تحويل الكهف الى متحف كمزار سياحي وأثري، ثم قامت محافظة مطروح بالتعاون مع الهيئة المصرية للآثار فى عام 1991 بتزويد المتحف بالمعدات والأسلحة والأدوات الحربية المستخدمة في الحرب العالمية الثانية،
تم ضم المتحف لقطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار فى عام 1999، الذي أعلن خطة لتطوير المتحف حتى يصبح مهيئًا للسياحة بمطروح، فقامت الهيئة بإغلاق المتحف تمهيدا لترميمه وتطويره، وبعد مرور 6 سنوات، وبتكلفة 3 ملايين جنيه، وقد تم إنشاء قاعة بجوار المتحف على مساحة ألف و500 متر مربع، لعمل بانوراما عن المتحف والقائد الألماني روميل، وتخزين القطع الأثرية.