بـ90 دقيقة خارج الملعب.. هل كتب رونالدو نهايته مع مانشستر يونايتد؟
رسم البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي، ملامح نهايته مع الفريق بعد الحوار الناري الذي هاجم فيه النادي بشكل شرس للغاية.
وفي الوقت يحدث فيه هجوم المدربين أو حتى اللاعبين - في حالات نادرة - على أنديتهم عقب الرحيل عنها في أغلب الأحيان، فإن كريستيانو رونالدو قرر الهجوم على مانشستر يونايتد ومدربه إيريك تين هاج وإدارة النادي بشكل علني في حوار مع الإعلامي بيرس مورجان، تحدث فيه بعبارات غير مسبوقة.
وقال رونالدو، في حواره، إنه لا يحترم إيريك تين هاج لأنه لم يظهر الاحترام له، متهما إدارة يونايتد بعدم العمل على تطوير النادي، وعدم معاملته بالشكل الذي يليق بأسطورة مثله، والعديد من الأشياء الأخرى.
وقد جاءت هذه التصريحات، التي استمرت لنحو 90 دقيقة، لتؤكد أن علاقة رونالدو ومانشستر يونايتد في طريقها للنهاية، بعد مشاركة قائد منتخب البرتغال في كأس العالم 2022 بقطر التي تنطلق الأحد وتستمر حتى 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
كيف عاد كريستيانو رونالدو إلى مانشستر يونايتد؟
حين قرر كريستيانو رونالدو العودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليج" بسبب مشاكل مع ماسيميليانو أليجري، مدرب فريقه السابق يوفنتوس، اختار في البداية مانشستر سيتي، النادي المستقر فنياً واقتصادياً وعلى كل الأصعدة.
لكن رونالدو اعترف بأنه رضخ في تلك الفترة لحكم القلب وليس العقل، واختار العودة لمانشستر يونايتد، في قرار غير احترافي لم يقم بتحكيم عقله فيه، رغم ترحيب ملعب الاتحاد باستقبال النجم البرتغالي.
وكشف رونالدو في حواره مع مورجان معلومة يعرفها كثيرون، أنه كان قريباً للغاية من التوقيع لمانشستر سيتي في صيف 2021، لكن تدخل السير أليكس فيرجسون، مكتشفه قبل 19 سنة، جعله يختار يونايتد.
ويبدو أن رونالدو قد أراد تقديرا من نوع خاص مقابل هذا الاختيار والوفاء ليونايتد، على غرار ما يطلبه لاعب مثل كيليان مبابي في باريس سان جيرمان، والذي أحدث عدة مشاكل مطلع الموسم بسبب شعوره بعدم وفاء باريس بعهوده معه على غرار اتهام رونالدو لإدارة ناديه.
وقد واصل رونالدو كشف الكثير عن رأيه في إدارة النادي، وكيف أن هناك أشخاصاً داخل الإدارة لم يرغبوا في عودته إلى أولد ترافورد من الأساس ثم عملوا على التخلص منه.
وتحدث رونالدو بشكل تفصيلي عن بدايته مع مانشستر يونايتد في الفترة الثانية وتحديداً حين نجح في تسجيل هدفين في مباراته الأولى ضد نيوكاسل يونايتد ثم أكمل المسيرة لاحقاً بإنهاء الموسم كأفضل هدافي الفريق برصيد 24 هدفاً.
"فليرحل سريعا".. جماهير مانشستر يونايتد تصعق كريستيانو رونالدو
وأكد رونالدو أن الإدارة رغم كل ذلك عاملته بأنه كبش فداء بسبب النتائج المخيبة والفشل في تحقيق الألقاب والتأهل لدوري أبطال أوروبا، مؤكداً أنه كان يتم الضغط عليه بعدة طرق لإجباره على الرحيل عن النادي.
كريستيانو رونالدو ومانشستر يونايتد.. بداية السقوط
حين تولى الألماني رالف رانجنيك تدريب مانشستر يونايتد الصيف الماضي كان رونالدو لاعباً أساسياً، لكن مدرب لايبزيج الأسبق كان من بدأ موضة وضعه كبديل.
ومع مستهل قدوم رانجنيك إلى مانشستر يونايتد كان البرتغالي يلعب بشكل أساسي وهو ما حدث في لقاءات أرسنال وكريستال بالاس ونوروتش سيتي ونيوكاسل يونايتد وبيرنلي وولفرهامبتون، ثم غاب ضد أستون فيلا للإصابة وخرج قبل 21 دقيقة ضد برينتفورد.
ولعب رونالدو كبديل في لقاء برايتون لمدة 22 دقيقة فقط، وخرج قبل 7 دقائق من النهاية ضد توتنهام هوتسبير.
وظهر "الدون" في حالة عصبية شديدة عقب لقاء إيفرتون في أبريل/ نيسان الماضي في مباراة شهدت الواقعة الشهيرة بكسر هاتف أحد مشجعي التوفيز، ثم غاب لأسباب شخصية عن الخسارة 0-4 أمام ليفربول، ولعب شوطا واحدا ضد برايتون، ولم يستدع في لقاء الجولة الأخيرة ضد كريستال بالاس.
وقد كشف رونالدو في لقاء برينتفورد في يناير/ كانون الثاني الماضي عن سخطه من قرار رانجنيك باستبداله بشكل عصبي مبالغ فيه.
وبعد نهاية الموسم ورحيل رانجنيك، جاء تين هاج، الذي حول رونالدو للاعب بديل من الأساس، لا يشارك أساسياً إلا في الدوري الأوروبي، وهذا أيضاً أظهر غضب الدون الذي ظهر جلياً في رفضه المشاركة في لقاء توتنهام الذي بات شهيراً هو الآخر بسبب ما قام به البرتغالي فيه من ترك للملعب.
وحاول تين هاج احتواء نجم فريقه عدة مرات، مرة بمنحه شارة القيادة وأخرى بإعادته أساسياً، ومحاولة عدم الهجوم عليه في وسائل الإعلام ووصف الواقعة بأنها أمر داخلي وتم حله.
ويرى رونالدو، بحسب ما كشف في حواره الأخير، أن النادي لم يقدر أحزانه على فقدان ابنه عند ميلاده في النصف الأول من العام الحالي، وشككوا في مصداقيته وأسباب غيابه، بالإضافة لعدم تقدير تاريخه الفني الكبير ولا ما قدمه الموسم الماضي، وهو ما جعله يثور في النهاية ليكتب مشهد الختام الحزين.
وبحسب ما نشرته الصحافة الإنجليزية تعقيباً على حوار الدون المطول فإن ميركاتو يناير/ كانون الثاني سيكون هو الموعد الأقرب لرحيل قائد منتخب البرتغال عن جدران قلعة أولد ترافورد.