بالفيديو: 2016 ثقافياً.. عام محفوظ وديلان والقراءة
شهد العام 2016 العديد من الأحداث والوقائع في المجال الثقافي، من المحيط إلى الخليج. تجليات ثقافية تستحق التوقف عندها، والإشارة إليها باعتبارها الأبرز في العام،
شهد العام 2016 العديد من الأحداث والوقائع في المجال الثقافي، من المحيط إلى الخليج. تجليات ثقافية تستحق التوقف عندها، والإشارة إليها باعتبارها الأبرز في العام، فبالتأكيد صدور قانون للقراءة في الإمارات في سياق اعتبار العام "عام القراءة"، والفعاليات التي سادت طول البلاد وعرضها، تعد غير مسبوقة في تاريخ الثقافة العربية الحديثة.
في هذا العام أيضاً، سيكون 2016 إعلانا بتراجع الصحافة الورقية ووصولها لحافة الانهيار، في موازاة تعرض النشر الورقي لمشكلات فادحة باتت تهدد الصناعة وتؤرق الناشرين. في 2016، ستفقد البشرية جزءا غالياً وعزيزاً من تراثها الإنساني على يد عصابات داعش الهمجية بتدمير آثار تدمر والموصل بصورة لم تشهد البشرية لها مثيل. ستحتل نوبل في الآداب مساحة لا يستهان بها من الأحداث الأبرز في العام، بعد أن التزم الفائز بها بوب ديلان الصمت لأيام وأسابيع دون أن يفصح عن موقفه بشكل رسمي، ثم إعلانه قبولها بفتور واستهانة وأخيرا لم يحضر مراسم التسليم!
في الإمارات.. عام القراءة وتحديها وقانونها
ما شهدته الإمارات في 2016 بانعكاساته الكبرى على محيطها العربي سيكون فارقا في تاريخ الثقافة العربية الحديثة. فالحدث الفريد من نوعه، يشهده عالمنا العربى ربما للمرة الأولى فى تاريخنا الحديث، حكومة الإمارات قررت إطلاق صندوق وطني للقراءة بقيمة 100 مليون درهم، وأصدرت أيضًا "قانونا للقراءة" يحدد الأدوار والمسئوليات الوطنية وكل الجهات الحكومية المعنية بالقراءة، وتستهدف جعل التعليم مدى الحياة لكل مواطنيها، كل ذلك بموازاة فعاليات لا تعد للتشجيع على القراءة والحث عليها باعتبارها مشروعا قوميا..
عام الترجمة أيضاً
على صعيد الإصدارات الأدبية، أكبر مشروعان معنيان بالترجمة ونقل روائع الفكر الإنساني احتفلا بمرور عقد على ظهورهما وإنجاز "ألفيات" من الكتب في كافة المجالات؛ أدب، فلسفة، تاريخ، سياسة، معارف عامة.. هكذا احتفل مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بمرور تسع سنوات على تدشينه وصدور 900 كتاب في مجالات المعرفة والعلوم والفنون كافة. نظيره الأقدم في مصر، المركز القومي للترجمة احتفل بمرور 10 سنوات على تأسيسه ككيان مستقل، وصدور ما يقرب من ثلاثة آلاف كتاب تمت ترجمتها عن لغاتها الأصلية مباشرة.
حضرة المتهم نجيب محفوظ!
وكان 2016 هو عام نجيب محفوظ بامتياز أيضًا، ولأسباب عديدة، فبعيدا عن الاحتفال بمرور عشر سنوات على وفاته، و105 أعوام على ميلاده، كل هذا مفهوم ومنطقي للاحتفاء بأكبر كاتب ظهر في الثقافة العربية الحديثة، لكن الجديد هذه المرة هو مهاجمة نائب في البرلمان المصري للكاتب الراحل واتهام أدبه بأنه "خادش للحياء العام"، مطالبا بأنه لو كان نجيب محفوظ حيا لوجب عقابه وسجنه!
أثارت مطالبات النائب البرلماني المصري الذي على ما يبدو لم يقرأ حرفا لنجيب محفوظ ولم يشاهد سوى مقاطع من الأفلام المأخوذة عن أعماله، موجة واسعة من الاحتجاج والرفض، وأصدر اتحاد كتاب العرب برئاسة الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ بيانا يعلن فيه أن 2017 بكامله مخصص للاحتفاء والاحتفال بأديب نوبل العربي نجيب محفوظ.
وفيما يتصل بالجائزة الأهم التي تحمل اسم نجيب محفوظ (جائزة الإبداع الروائي التي يمنحها قسم النشر بالجامعة الأمريكية في القاهرة)، فقد فاز بها هذا العام الكاتب والروائي المصري عادل عصمت عن روايته "حكايات يوسف تادرس".
بوب ديلان يحرج "نوبل"!
كانت مفاجأة حقيقية لجمهور الأدب حول العالم، حينما أعلنت الأكاديمية السويدية عن فوز الشاعر والمغني الأمريكي بوب ديلان بجائزة نوبل للآداب للعام 2016، لم يستغرق الأمر طويلا ليكتشف الجميع أن المفاجآت الأكبر لم تكن قد أتت بعد! التزم الشاعر والمغني الأمريكي الصمت تماما عقب إعلان فوزه بالجائزة، ولم يعلن قبوله لها إلا بعد قرابة الشهر أو يزيد. أحرج ديلان أعضاء الأكاديمية السويدية إحراجا غير مسبوق. وكأنه استلذ الأمر، فأمعن ديلان في إحراج المؤسسة الرصينة ولم يحضر مراسم تسلم الجائزة وأناب من يتسلمها عنه!
تدمير الآثار.. مشاهد من تاريخ أسود!
في 2015، أظهرت مقاطع مصورة قيام عناصر من داعش بتدمير وتحطيم تماثيل ومنحوتات أثرية تعود إلى الحقبة الآشورية منذ آلاف السنين في مدينة الموصل شمال العراق، مستخدمين مطارق ومثاقب كهربائية، فيما وصف بأنه ضرر لا يمكن حصره بجزء من التراث الإنساني. كانت تلك المشاهد تمثل ذروة ما وصلت إليه يد الجهل والتطرف والهمجية وإعلانا للاستمرار في هذا النهج. لم يكن تدمير آثار الموصل ونينوى في العراق نهاية لوحشية الهمج فقد تكرر الأمر في 2016 مع آثار سوريا القديمة في المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش.. وعلى مرأى ومسمع من العالم كله، تم تدمير آثار تدمر ليئن التراث الإنساني وينزف ما لا يمكن تعويضه.
الصحافة الورقية.. وداعا!
"جف الحبر، وقريبا لن يصدر الورق حفيفا".. كانت هذه العبارة إعلانا بوقف الإصدار الورقي من صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية العريقة في مارس 2016. في العالم العربي، وقبل أيام من نهايات 2016، أعلنت جريدة "السفير" اللبنانية عن توقف إصدارها الورقي بعد أن تفاقمت المشكلات لنقص الموارد وارتفاع التكلفة، فصل حزين من تاريخ الصحافة الورقية في العالم العربي. الإيقاع المتسارع لتطورات الأحداث يؤكد أن 2017 ستشهد مزيدا من الفصول الحزينة ويبكي الورق حبره للأبد!