«باكنغهام».. قصر لا يفضله ملوك بريطانيا
رغم أن قصر باكنغهام هو المقر الرسمي لملوك بريطانيا منذ عام 1837، إلا أنه لم يكن أبدا المكان المفضل لهم.
ويعتبر القصر المكان الذي يمكن الذهاب إليه في المناسبات والاحتفالات الكبرى، حيث تتجمع الحشود على طول الطريق المؤدية إليه لرؤية الملك أو الملكة في الشرفة الشهيرة.
ويمثل القصر رمزا للاستقرار على المستوى الوطني، إلا أن الأمر مختلف بالنسبة لمن يعيشون داخله فهو ليس المنزل المفضل بأي حال من الأحوال للملوك والملكات في بريطانيا، وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
غير مفضل
الحقيقة، بحسب الصحيفة، أن القصر يشبه الفندق أكثر، ولا يمكن اعتباره منزلا على الإطلاق، فهو عبارة عن مزيج من الغرف الرسمية للمناسبات الرسمية، ومكاتب للموظفين العاملين، مع وجود غرف لأفراد العائلة المالكة في طوابق مختلفة، يمكن الوصول إليها عبر سلسلة من الممرات.
وقصر باكنغهام كان ملاذا ريفيا خاصا للملك جورج الثالث الذي تولى العرش بالفترة من 1760 إلى 1820 وملأه بالكتب واللوحات لكنه كان يفضل قلعة وندسور.
كما استخدمت الملكة فيكتوريا التي تولت العرش بين عامي 1837 و1901 القصر في المناسبات الرسمية، ورغم إعجابها بالمساحة في باكنغهام وتناسب الغرف، إلا أنها لكنها كانت أكثر سعادة في أوزبورن على جزيرة وايت، أو في بالمورال، أو بقلعة وندسور.
وحظي الملك إدوارد السابع الذي تولى العرش في الفترة من 1901 وحتى 1910 بأسعد أوقاته في ساندرينغهام، إلا أنه استفاد من الترفيه الفخم والحفلات في باكنغهام الذي كان بالنسبة له مجرد فندق كبير يمكن أن ينتقل إليه لفترات قصيرة.
أما الملك إدوارد الثامن فلم يشعر مطلقا بأن قصر باكنغهام هو بيته، لكنه اضطر للبقاء هناك على مضض.
ورغم عشق الملك جورج السادس وزوجته الملكة إليزابيث الأم لمنزلهما في رويال لودج، إلا أنهما استخدما قصر باكنغهام كرمز لوحدة الأمة.
وأمضى الزوجان فترات طويلة في قلعة وندسور لكنهما ذهبا لباكنغهام عدة مرات عندما جرى قصفه خلال الحرب.
وبالنسبة للملكة إليزابيث الثانية فقد كانت سعيدة للغاية في كلارنس هاوس، إلا أن رئيس الوزراء ونستون تشرشل أصر على انتقالها إلى باكنغهام باعتباره المقر الرسمي للملكة.
وفي نهاية كل أسبوع، كانت تهرب الملكة الراحلة مع زوجها الأمير فيليب إلى قلعة وندسور، التي أحباها، كما أحبت قضاء عدة أسابيع في بالمورال.
وقبل إغلاق كورونا مباشرة في مارس/آذار 2020، انتقلت إليزابيث الثانية بشكل دائم إلى قلعة وندسور، ولم تقض أي ليلة أخرى في قصر باكنغهام.
وبعد توليه العرش في عام 2022، شوهد الملك تشارلز الثالث وهو يقود سيارته من كلارنس هاوس إلى باكنغهام الذي يستخدمه في المناسبات الرسمية.
وبما أن القصر يخضع حاليًا لبرنامج ترميم ضخم، فبإمكان الملك عدم الإقامة فيه، ما يعني أن لديه الأسباب الكافية للبقاء في مكانه.
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xMzIg جزيرة ام اند امز