المغرب يواجه الجفاف بميزانية ضخمة.. تفاصيل برنامج الظرف الصعب
كشف فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية تفاصيل الدعم الملكي الموجه إلى القطاع الزراعي "الفلاحي" لمواجهة تداعيات الجفاف.
وأمس الأربعاء، كشف بيان للديوان الملكي، تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أن خصص العاهل المغربي الملك محمد السادس، أكثر من مليار دولار أمريكي، لمواجهة آثار الجفاف.
وفي هذا الصدد، كشف لقجع خلال حديثه لوسائل الإعلام في مؤتمر صحفي أعقب المجلس الحكومي، أن الحكومة مُتجندة لتنزيل التعليمات الملكية في هذا الصدد.
كيف يواجه المغرب الجفاف؟
وأوضح لقجع أن الأمطار قلت جداً خلال العام الجاري، وكانت بعيدة جداً عن التوقعات وما تم تسجيله في السنوات الماضية.
ولهذا، يقول الوزير، جاءت المبادرة الملكية السامية، برصد حوالي مليار دولار لمواجهة تداعيات هذه الظروف الصعبة.
وقال الوزير، إن هذه المساهمة التي تعادل 10 مليارات درهم مغربي، سيساهم فيها صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بـ 3 مليار درهم مغربي، أي حوالي 0.7 مليار دولار أمريكي.
وسيتم توجيه 60 بالمائة من المبلغ، أي ما يناهز 6 مليارات درهم مغربي (1 دولار = 9.36 درهم مغربي) إلى تمويل وإعادة هيكلة مديونية الفلاحين وخاصة الصغار منهم.
وأوضح فوزي لقجع، أنه بداية كل موسم فلاحي يلجأ الفلاحون، خاصة الصغار منهم إلى قروض بنكية لتمويل السنة الفلاحية ونشاطهم الفلاحي.
مليار درهم للموسم الجديد
وفي هذا الصدد، سيتم توجيه مليار درهم من المبلغ المرصود، إلى التأمين على الموسم الفلاحي، خاصة بعد ندرة التساقطات التي كان لها انعكاس على الأنشطة الفلاحية، خاصة الخريفية منها.
ويتبقى من هذا المبلغ، 3 ملايير درهم، يوضح الوزير فوزي لقجع، أنها ستوجه لدعم مختلف الأنشطة الفلاحية المتضررة، خاصة تربية الماشية، من خلال توفير الأعلاف بأثمنة مناسبة وتوفير الأدوية لمختلف المواشي وغيرها من الإجراءات.
وخلص الوزير إلى أن هذه الفئة، يقصد الفلاحين، تساهم بشكل كبير في الرفع من قيمة الناتج الداخلي الخام الوطني، وبالتالي فهي تستحق عناية الجميع لمواجهة هذه الظروف الاستثنائية، بحسب تعبيره.
وتتزامن هذه الإجراءات، التي تأتي بتعليمات ملكية، مع نقص كبير في التساقطات المطرية؛ حيث بلغ المعدل الوطني للتساقطات لحد الآن 75 ملم، مسجلا بذلك عجزا بنسبة 64٪ مقارنة بموسم عادي.
ولفت بيان سابق للديوان الملكي، إلى أن هذه الوضعية المناخية والمائية الحالية تؤثر سلبا على سير الموسم الفلاحي، خاصة الزراعات الخريفية وتوفير الكلأ للماشية.
ويهدف البرنامج الطارئ "للتخفيف من آثار تأخر التساقطات المطرية، والحد من تأثير ذلك على النشاط الفلاحي، وتقديم المساعدة للفلاحين ومربي الماشية المعنيين".
وستخصص 10 مليارات درهم (940 مليون يورو) لتمويل هذا البرنامج، وهو يرمي لحماية رأس المال الحيواني والنباتي وإدارة نقص المياه، وكذلك تمويل عمليات إمداد السوق بالقمح والأعلاف وتخفيف الأعباء المالية للمزارعين.
برنامج المغرب لمواجهة الجفاف
ويشمل البرنامج "تمويل الاستثمارات المبتكرة في مجال السقي".
رغم التحسن في المحاصيل عام 2021، أثر الجفاف بشكل كبير على الزراعة في بداية عام 2022.
وتعاني البلاد من نقص حاد في هطول الأمطار، فحتى الآن بلغ متوسط التساقطات الوطني 75 ملم، أي بنقص بنحو الثلثين مقارنة بالموسم العادي، وفق بيان الديوان الملكي.
وأسف الديوان الملكي المغربي لأن "هذه الوضعية المناخية والمائية الحالية تؤثر سلبا على سير الموسم الفلاحي، خاصة الزراعات الخريفية وتوفير الكلأ للماشية".
وبحسب بيانات رسمية، فإن احتياطيات السدود في أدنى مستوياتها، إذ بالكاد بلغت نسبة الامتلاء 33 بالمئة الأربعاء، مقابل 48 بالمئة في نفس الوقت من العام الماضي.
يعتمد اقتصاد المملكة الذي تضرر بشدة من الأزمة الصحية، بشكل كبير على القطاع الزراعي الذي يعد المساهم الرئيسي في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 14 بالمئة.
وأُقيمت في مطلع شباط/فبراير صلاة الاستسقاء في جميع مساجد المغرب.
ومن المتوقع أن يزداد الجفاف تدريجيا في المغرب حتى عام 2050 بتأثير من انخفاض هطول الأمطار (-11 بالمئة) وزيادة درجات الحرارة (+1,3 درجة مئوية)، وفق وزارة الفلاحة.
وتوقع تقرير للوزارة أن يؤدي ذلك إلى "نقص في توافر مياه الري بأكثر من 25 بالمئة".
aXA6IDMuMTQ5LjI1LjEwOSA=
جزيرة ام اند امز