خبير يشرح لـ"العين الإخبارية" أهمية مخطط المغرب لمواجهة الجفاف
لقيت الخطوة الملكية لمواجهة الجفاف في المغرب، إشادة واسعة، خاصة بالنظر للتوقيت الحساس الذي جاءت فيه.
وأمس الأربعاء كشف بيان للديوان الملكي، تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أن خصص العاهل المغربي الملك محمد السادس، أكثر من مليار دولار أمريكي، لمواجهة آثار الجفاف.
في الوقت المناسب
التدابير الاستعجالية التي أمر الملك محمد السادس باتخاذها، جاءت في الوقت المناسب، بحسب رأي الخبير في الشؤون السياسية، محمد بودن.
بودن الذي قال لـ"العين الإخبارية"، إن تأخر التساقطات المطرية له تأثيرات واضحة وتداعيات اقتصادية واجتماعية وحتى بيئية. شدد على أن التدابير العاجلة التي جاءت في المبادرة الملكية من شأنها التخفيف من هذه التأثيرات.
ولفت إلى أن المُخطط الذي ستعمل الحكومة المغربية على تنزيله، يشمل تدابيراً عاجلة، سيتم تنفيذها في الحين، وتدابيرا مستقبلية للحد من نتائج وأثار تأخر سقوط الأمطار بالمغرب.
وأكد المتحدث أن تأثير الجفاف لا يشمل الفلاحين فقط، بل حتى المواطن لأنه يتعلق بمنتوج حيوي، هو المنتوج الزراعي، الذي يتعلق بالحبوب والفواكه والخضر وكذلك المواشي.
ولفت المتحدث، إلى أن المبادرة الملكية تكرس الاهتمام الملكي البالغ بالعالم القروي، وهو اهتمام موصول منذ عهد المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني.
وإذ أن إعلاء وإبراز تعلق المغاربة وارتباطهم بالأرض التي يتوارثونها أبا عن جد، يضيف المحلل السياسي، فإن العاهل المغربي وعبر هذه المبادرة يؤكد على دعم الفلاحين بسبب ما يلحقهم من خسائر جراء هذا الوضع الصعب.
فرص للشغل
الأستاذ الجامعي، أكد أن هذا الدعم المالي الموجه للقطاع الفلاحي، سيحافظ بشكل مباشر على نسبة كبيرة من فرص الشغل المباشرة وغير المباشرة.
وأضاف أن التوجيه الملكي يأتي لدعم خلق طبقة وسطى في العالم القروي والذي لابد من وجود إجراءات عاجلة في المساهمة لكبح أي هجرة من القرية نحو المدن من الشباب والمشتغلين في الفلاحة بعد هذه الوضعية القاصية.
وأشار إلى أن الدعم الملكي سيبقى الفلاح في معقله الفلاحي وداخل القرية، كما أنه سيساهم كذلك في جعل العالم القروي منتجا للثروة ومساهما في خلق الثروة الوطنية .
وأضاف بودن أن توجيهات العاهل المغربي، تأتي من أجل تامين هذه المرحلة والظرفية بالماء للمواشي والفلاحة وكذا تقييم الخصاص وبناء استراتيجية حول المخزون المائي الوطني في المستقبل.
وأكد المتحدث ذاته، أن الفلاحة هي أساس الثروة الوطنية بالمغرب ، مضيفا أن كل القطاعات يمكنها أن تتأثر إذا كانت القطاع الفلاحي متأثر بفعل الجفاف .
حفاظ على الأسعار
وفي نفس السياق، أكد بودن ارتفاع تكلفة الإنتاج الفلاحي تؤثر بشكل مباشر على الأسعار، إذ أن الفلاح سيرفع أثمنة المواد التي يبيعها لموازنة ما قام بصرفه.
وفي هذا الصدد، يورد المتحدث، فإن هذه المبادرة من شأنها الحفاظ بشكل كبير على استقرار أسعار العديد من المواد ذات الأصل الفلاحي، والحيلولة دون ارتفاعها.
وأورد بودن أن المملكة على أبواب حدثين هامين، هما شهر رمضان، الذي لا يفصلنا عنه سوى بضعة أسابيع، وعيد الأضحى على بعد أشهر.
وأكد أن التدخل الملكي، سيمكن من توفير المواد الغذائية ذات الأصل الفلاحي للمغاربة بأثمنة مناسبة، ودون المساس بالقدرة الشرائية للمواطنين.
برنامج الظرف الصعب
وبتعليمات ملكية، خصصت الدولة المغربية غلافا ماليا يفوق المليار دولار أمريكي لمواجهة تداعيات الجفاف على الفلاحين والمواطنين.
وفي هذا الصدد، كشف فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية خلال حديثه لوسائل الإعلام في مؤتمر صحفي أعقب المجلس الحكومي، أن الحكومة مُتجندة لتنزيل التعليمات الملكية في هذا الصدد.
ولهذا، يقول الوزير، جاءت المبادرة الملكية السامية، برصد حوالي مليار دولار لمواجهة تداعيات هذه الظروف الصعبة.
وقال الوزير، إن هذه المساهمة التي تعادل 10 مليارات درهم مغربي، سيساهم فيها صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بـ 3 مليار درهم مغربي، أي حوالي 0.7 مليار دولار أمريكي.
وسيتم توجيه 60 بالمائة من المبلغ، أي ما يناهز 6 مليارات درهم مغربي (1 دولار = 9.36 درهم مغربي) إلى تمويل وإعادة هيكلة مديونية الفلاحين وخاصة الصغار منهم.
وفي هذا الصدد، سيتم توجيه مليار درهم من المبلغ المرصود، إلى التأمين على الموسم الفلاحي، خاصة بعد ندرة التساقطات التي كان لها انعكاس على الأنشطة الفلاحية، خاصة الخريفية منها.
ويتبقى من هذا المبلغ، 3 ملايير درهم، يوضح الوزير فوزي لقجع، أنها ستوجه لدعم مختلف الأنشطة الفلاحية المتضررة، خاصة تربية الماشية، من خلال توفير الأعلاف بأثمنة مناسبة وتوفير الأدوية لمختلف المواشي وغيرها من الإجراءات.
نقص حاد
وتعاني البلاد من نقص حاد في هطول الأمطار، فحتى الآن بلغ متوسط التساقطات الوطني 75 ملم، أي بنقص بنحو الثلثين مقارنة بالموسم العادي، وفق بيان الديوان الملكي.
وأسف الديوان الملكي المغربي لأن "هذه الوضعية المناخية والمائية الحالية تؤثر سلبا على سير الموسم الفلاحي، خاصة الزراعات الخريفية وتوفير الكلأ للماشية".
وبحسب بيانات رسمية، فإن احتياطيات السدود في أدنى مستوياتها، إذ بالكاد بلغت نسبة الامتلاء 33 بالمئة الأربعاء، مقابل 48 بالمئة في نفس الوقت من العام الماضي.
يعتمد اقتصاد المملكة الذي تضرر بشدة من الأزمة الصحية، بشكل كبير على القطاع الزراعي الذي يعد المساهم الرئيسي في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 14 بالمئة.
وأُقيمت في مطلع شباط/فبراير صلاة الاستسقاء في جميع مساجد المغرب.
ومن المتوقع أن يزداد الجفاف تدريجيا في المغرب حتى عام 2050 بتأثير من انخفاض هطول الأمطار (-11 بالمئة) وزيادة درجات الحرارة (+1,3 درجة مئوية)، وفق وزارة الفلاحة.
وتوقع تقرير للوزارة أن يؤدي ذلك إلى "نقص في توافر مياه الري بأكثر من 25 بالمئة".
aXA6IDE4LjIxOC4yLjE5MSA=
جزيرة ام اند امز