في أول زيارة خارجية له اختار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بنما، حيث سيناقش مطالب الرئيس دونالد ترامب بشأن القناة وتعهده باستعادتها، بحسب «فرانس برس».
ويزور روبيو القناة التي تربط المحيطين الأطلسي والهادئ، على أن يستقبله الرئيس خوسيه راوول مولينو، الأحد، بحسب مسؤول أمريكي رفيع المستوى.
- روبيو والعاهل الأردني.. اتصال يتجاوز زلزال ترامب بشأن التهجير
- دعم إسرائيل و«ردع» إيران.. روبيو ينقل لنتنياهو «أولويات» ترامب
وفي مقابلة مع إذاعة «سيريوس إكس إم»، بُثت الخميس، قال روبيو إنه يريد تعزيز شراكات الولايات المتحدة في المنطقة، مشددا على أن ذلك يصب في مصلحة هذه الدول.
وأضاف «أعتقد أننا سنرى قارة أمريكية أكثر أمنا (...) وستكون مصالحنا في قناة بنما أكثر أمنا».
وتابع روبيو «أعتقد أن الرئيس كان واضحا جدا في أنه يريد إدارة القناة من جديد، من الواضح أن البنميين لا يؤيدون هذه الفكرة كثيرا»، وذلك بينما كان يتحدث عن «تهديد مباشر» للولايات المتحدة من جانب الصين.
وأكد أنه «إذا طلبت الحكومة الصينية منهم أثناء وقوع نزاع إغلاق قناة بنما سيضطرون لفعل ذلك.. إنه تهديد مباشر».
فيما قوبل روبيو بوقفات احتجاجية شهدت حرق العلم الأمريكي، بعد تصريحات ترامب بشأن قناة بنما.
جولة بشعار «أمريكا أولا»
وبعد بنما، يتوجّه روبيو، ابن مهاجرين كوبيين، إلى السلفادور وغواتيمالا وكوستاريكا وجمهورية الدومينيكان.
خلال هذه الزيارات سيكون هناك كثير من النقاشات بشأن الهجرة غير النظامية، التي تُعدّ من القضايا الأساسية بالنسبة إلى ترامب.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن روبيو سيزور إلى جانب بنما السلفادور، وكوستاريكا، وغواتيمالا، وجمهورية الدومينيكان في الفترة الممتدة من 1 إلى 6 شباط/فبراير، ضمن إطار سياسة الرئيس ترامب الخارجية المتمثلة في «أمريكا أولًا».
وبحسب الخارجية ستعمل مشاركات وزير الخارجية روبيو مع كبار المسؤولين وقادة الأعمال على تعزيز التعاون الإقليمي بشأن مصالحنا الأساسية المشتركة، والمتمثلة في وقف الهجرة غير الشرعية والواسعة النطاق، ومحاربة آفة المنظمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية وتجار المخدرات، ومواجهة الصين، وتعميق الشراكات الاقتصادية لتعزيز الازدهار والرخاء في منطقتنا من نصف الكرة الأرضية.
وتلقّت هذه الدول إنذارا بشأن قضية الهجرة غير القانونية بعد الأزمة التي وقعت مع كولومبيا بهذا الصدد، الأحد الماضي.
وهدد ترامب بوغوتا بحرب تجارية، بعدما ردّ الرئيس اليساري غوستافو بيترو طائرتين عسكريتين أمريكيتين تنقلان مهاجرين كولومبيين رحّلتهم الولايات المتحدة، رغم التزامات خطية قطعها، بحسب واشنطن.
إصرار ترامب
ومنذ اليوم الأول لتوليه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني أثار ترامب جدلا عندما قال إنه يريد «استعادة» السيطرة على قناة بنما البحرية الاستراتيجية للتجارة العالمية.
وبنت الولايات المتحدة قناة بنما وافتتحتها عام 1914 وأدارتها حتى عام 1977، حين تم في عهد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر توقيع معاهدات تسليمها.
والجمعة، كرّر ترامب تصريحاته، إذ قال «عرضوا القيام بأمور كثيرة، لكننا نعتقد أنه من المناسب لنا أن نستعيدها».
وأشار ترامب، الذي يشكو من منافسة غير عادلة بشأن عبور السفن الأمريكية، إلى أنّ بنما أزالت اللافتات التي تحمل إشارات مكتوبة بالصينية لإخفاء حقيقة أنّها «انتهكت الاتفاق تماما» بشأن القناة.
وقوبلت الطموحات الأمريكية برفض قاطع من سلطات بنما، التي أكدت أنه ليس هناك شيء للتفاوض بشأنه.
«لا تفاوض»
واستبعد رئيس بنما خوسيه راوول مولينو، الخميس، إجراء أي مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن ملكية القناة، وقال إنّ بدء مفاوضات بشأن ملكية القناة «أمر مستحيل».
وأضاف «لا أستطيع التفاوض، أو فتح عملية تفاوضية بشأن القناة، هذا (الأمر) محسوم.. القناة ملك بنما».
ومع ذلك، قال مولينو إن هناك قضايا مشتركة، مثل الهجرة ومكافحة الجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات، سيكون مستعدا للبحث فيها مع روبيو.
وفي العاصمة بنما يلتقي روبيو مولينو، حسب ما قال ماوريسيو كلافير كاروني، المسؤول عن شؤون أمريكا اللاتينية في وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة.
وأضاف أنّه سيجري لقاءً مع سلطات قناة بنما.
«حقبة جديدة».. تعاون لا أوامر
وبينما يندد ترامب بانتظام بـ«غزو» المهاجرين القادمين إلى الولايات المتحدة، خصوصا من دول أمريكا الوسطى، أكد ماوريسيو كلافير كاروني، المسؤول عن شؤون أمريكا اللاتينية في وزارة الخارجية الأمريكية أن «اختيار أمريكا الوسطى كوجهة أولى لروبيو لم يكن مصادفة».
وأضاف كاروني «سواء أكان الأمر يتعلق بالهجرة أم الأمن أم التجارة، لا توجد منطقة أخرى في العالم لها التأثير نفسه في الحياة اليومية للأمريكيين مثل القارة الأمريكية».
من جانبها، أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس إلى «حقبة جديدة» من التعاون، نافية أي فكرة مفادها أنّ «أمريكا تعطي أوامر».
وهذه أول زيارة إلى الخارج لوزير الخارجية الأمريكي، وتأتي في اليوم نفسه الذي فرض فيه الرئيس الأمريكي رسوما جمركية على المكسيك وكندا والصين.
كما تأتي هذه الزيارة أيضا غداة زيارة استثنائية لريتشارد غرينيل، مبعوث ترامب إلى فنزويلا، حيث نجح في تأمين إطلاق سراح ستة أمريكيين بعد التحدث مع الرئيس نيكولاس مادورو، على الرغم من أنّ الولايات المتحدة لا تعترف بإعادة انتخابه.