الروبل واليوان والذهب.. حصون موسكو في حرب إسقاط أسطورة الدولار
لم يكن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بيع النفط والغاز وسلع أخرى بعملة الروبل، مجرد عقوبات على الدول غير الصديقة.
تتجاوز مبيعات الطاقة الروسية سنويا حاجز 180 مليار دولار أمريكي، والمؤلفة من مصادر الطاقة الخام (النفط، الغاز، الفحم)، إلى جانب المشتقات الأخرى.
تفتح خطوة الرئيس الروسي الطريق أمام تداول الروبل خارج نطاق روسيا، وهو ما يطمح له بوتين الهادف إلى البدء بتقليل اعتماد دول الموردين على الدولار كعملة تجارة معها، وصولا إلى حلم اعتماد الروبل كعملة حقوق السحب الخاصة لدى صندوق النقد الدولي.
حاليا، عملات حقوق السحب الخاصة لدى صندوق النقد الدولي، هي اليوان الصيني والدولار الأمريكي واليورو الأوروبي والين الياباني والجنيه الإسترليني.
الروبل= القمح والنفط والغاز
وبالإضافة إلى الإعلان عن أن الدول الأوروبية ستضطر إلى شراء الغاز والنفط بالروبل، قالت روسيا إن الدول "الصديقة" لروسيا يمكنها شراؤه بعملات أخرى مثل البيتكوين والذهب وحتى العملات المحلية مثل اليوان الصيني أو الليرة التركية.
إنه نظام يعمل حيث الذهب والروبل يعملان معا، ولكن قبل كل شيء موارد روسيا مثل الغاز والقمح والنفط ستعمل معا، وهذا سيكون له تأثير إيجابي على العملة الروسية.
وتختصر العبارة التالية، الواقع الذي تريد روسيا فرضه: "إذا كنت لا تريد روبلنا، فأنت بالتأكيد بحاجة إلى قمحنا، وغازنا، وزيتنا، ومعادننا، وما إلى ذلك".. بينما الدول غير الصديقة قد تجد في الذهب عملة دفع.
إذا كان في بلدان حول العالم الكثير من الذهب، فسيكون النفط والغاز رخيصين للغاية. من ناحية أخرى، إذا كان الغرب الذي راهن بكل شيء على زوج الدولار / اليورو، فسيتعين عليهم إنفاق الكثير من الدولارات واليورو لشراء الذهب، أو الروبل.
هذا هو الحلم الكبير لروسيا، حيث لا مكان للدولار الأمريكي في صدارة العملات، والبحث عن الذهب في المقام الأول، والروبل في المقام الثاني كأداة دفع للتجارة عبر الحدود.
دعم اليوان
والخميس، نقلت وكالة بلومبرج أن روسيا بدأت شحن كميات النفط والفحم التي تصدرها إلى الصين والمدفوع ثمنها باليوان الصيني، في إطار محاولات الدولتين للمحافظة على تجارة مصادر الطاقة بينهما رغم العقوبات الدولية المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.
وهذه ستكون أولى شحنات المواد الخام الروسية التي يتم دفع ثمنها باليوان بسبب العقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا، واستبعاد عدد من البنوك الروسية من نظام تسوية المعاملات الدولي سويفت.
وهنا يعود اليوان الصيني للظهور مجددا كعملة بدأت تنتشر خارج الحدود بشكل متسارع منذ أزيد من 7 سنوات، ضمن محاولات تقليل مدفوعاتها بالدولار الأمريكي.
ومنذ عقود، تشعر الصين بالقلق من هيمنة الدولار على التجارة العالمية، حيث تسعى إلى تقويض هذه الهيمنة من خلال الدخول في اتفاقات ثنائية لاستخدام اليوان في المبادلات التجارية بدلا من الدولار.
حاليا، تشير بيانات منظمة التجارة العالمية إلى أن مدفوعات التجارة حول العالم تتم بالدولار بنسبة تزيد عن 80% من إجمالي قيمتها، بينما النسبة المتبقية تتوزع على باقي العملات.
هذه النسبة تجعل من إضعاف الدولار غير واقعي على المدى القصير والمتوسط، لكنها ستكون مفيدة للدول الكبرى التي لا غني عن تجارتها لبقية دول العالم، مثل روسيا والصين.
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4xODkg جزيرة ام اند امز