"الله يخليك ويطول بعمرك" هذا ما كنت أسمعه عند دخولي للبيت، وظننت أن لدينا زائرا عزيزا، وإذا بعمتي وبكل جوارحها تستمع لحديث حاكم الشارقة "رعاه الله" في البث المباشر.
وهو وبجرة قلم يمنح كبار مواطني الإمارة التأمين الصحي المجاني دون الحاجة إلى وساطة شركات التأمين.
هكذا هو صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، يتابع عن كثب كل ما يخص المواطن وما يمس حاجته.
في الـ25 من يناير عام 1972 تولى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حكم إمارة الشارقة، وبدأ مسيرة عطاء وتنمية وإبداع لا مثيل لها في تاريخ الإمارة والمنطقة، فخلال 52 عاماً نجح سموه في تحويل الشارقة إلى مركز ثقافي وعلمي وفني وإنساني يحظى باحترام وتقدير العالم أجمع.
كان سموه مولعاً بالعلم والمعرفة والثقافة، فتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في الشارقة والكويت، ثم سافر إلى مصر لإكمال دراسته الجامعية في كلية الزراعة بجامعة القاهرة، وحصل على شهادة البكالوريوس في الزراعة. ثم تابع سموه رحلته العلمية في بريطانيا، حيث نال شهادتي الدكتوراه من جامعتي إكستر ودرهام في التاريخ الإسلامي والعلاقات الدولية.
بعد توليه الحكم، أولى سموه اهتماماً كبيراً لإحداث نقلة نهضة تنموية شاملة في الإمارة، فأنشأ مشاريع حيوية في مجالات الصحة والتعليم والبنية التحتية والسياحة والبيئة والرياضة والشباب والمرأة والإعلام والتجارة والصناعة والزراعة والثروة الحيوانية والبحرية. كما قاد سموه مسيرة التطورات الثقافية والفنية والاجتماعية في الإمارة، وأسس مؤسسات ومبادرات عالمية تدعم التفاعل والحوار الثقافي بين شعوب العالم في مجالات العلم والمعرفة والثقافة والاجتماع والتاريخ والسياحة والعمل الإنساني.
من أبرز إنجازات سموه في المجال الثقافي، إنشاء جامعة الشارقة عام 1997، والتي تعد واحدة من أفضل الجامعات في المنطقة والعالم، وتضم أكثر من 15 كلية ومعهدا ومركزا بحثيا، وتقدم برامج تعليمية وبحثية متميزة في مختلف التخصصات العلمية والإنسانية والفنية، كما أنشأ سموه مجلس الشارقة الاستشاري عام 1999، وهو أول مجلس استشاري في دولة الإمارات، ويهدف إلى تفعيل دور المواطن في التنمية والمشروعات على جميع الأصعدة في إمارة الشارقة.
ومن أهم المبادرات العالمية التي أطلقها سموه مبادرة الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2014، والتي شهدت تنظيم العديد من الفعاليات والمهرجانات والمعارض والمؤتمرات والندوات والورش التي تسلط الضوء على تراث وحضارة الإسلام وتنوعها وتعددها، كما أطلق سموه مبادرة الشارقة للترجمة عام 2016، والتي تهدف إلى ترجمة الكتب والمؤلفات العلمية والثقافية والأدبية من وإلى اللغة العربية، وتعزيز التواصل والتبادل الثقافي بين الشعوب.
ومبادرة الشارقة للتراث العالمي، ومبادرة الشارقة للفنون، ومبادرة الشارقة للتعليم، ومبادرة الشارقة للعمل الإنساني.
أولى حاكم الشارقة بناء الإنسان وتنميته أهمية خاصة، ووضعها على سلم اهتماماته، ووضعت الخطط والرؤى التي تركز على الفرد خلال مرحلة حياته لأنه الثروة الحقيقية والاستثمار الأمثل للمجتمعات، مشيراً سموه إلى أن الدول التي تسعى لتحقيق تنمية شاملة وعادلة ومستدامة عليها أن تهتم بمواطنيها، وأن تحفز الشراكة الاجتماعية بشتى السبل، وأن تهتم بكبار السن الذين قدموا للمجتمع أهم سنوات حياتهم.
وبين سموه أن إمارة الشارقة تبنت خطة عنوانها «خدمة الإنسان»، بدأت منذ أكثر من 30 سنة، فاهتمت بالتنشئة الاجتماعية في الصغر فأنشأت حضانات للأطفال، حيث أمر بإنشاء 66 حضانة تُعنى بالطفل منذ بدايته الأولى لينشأ تنشئة صحيحة وسليمة، مع الأخذ بالاعتبار حاجته إلى حنان الأم.
أكد سموه عن تجربة تأسيس مراكز الأطفال والتي تعنى بالأطفال حتى سن الثانية عشرة، وقال سموه إن مشروع الاهتمام بالطفل بدأ منذ أكثر من ثلاثين عاماً عبر تأسيس مراكز للأطفال، التي تعتبر مراكز علمية وثقافية وروحية هدفها بناء وتعزيز الشخصية الاجتماعية الملتزمة بقضايا ومصالح الوطن.
إن مشروعات الغذاء المتنوعة التي اعتمدتها الإمارة في مناطقها المختلفة، واستمرار تطورها ورفدها عبر المراحل المقبلة، مما يجعلها متكاملة في جوانب الأمن الغذائي من المنتجات الزراعية والحيوانية، لتأمين احتياجات الإمارة من القمح والألبان وغيرها، ويعد مشروع "سبع سنابل" القمح المنتج في الشارقة من أجود الأنواع في العالم لاحتوائه على أعلى نسبة من البروتين، وخلوه من أية مواد كيميائية أو أسمدة وغيرها من المواد الضارة على صحة الإنسان.
ويُعد خزان مياه المُدينة في منطقة مليحة أحدث مشاريع حاكم الشارقة، والتي تُعنى بالأمن المائي والغذائي في المنطقة الوسطى من خلال تغذية مزارع القمح والزيادة في مساحاتها الزراعية، ومشروع مزرعة تربية الأبقار ومشاريع تربية الأغنام والماعز والدواجن، وستكون سعة الخزان بعد الانتهاء من تنفيذه والتي تصل إلى ما يعادل مليارا و300 مليون غالون من المياه.
حاكم الشارقة هو رمز للعلم والثقافة والإبداع والإنسانية، وهو قدوة ملهمة للأجيال القادمة، وهو مصدر فخر واعتزاز لكل مواطن في الإمارة والدولة والعالم العربي والإسلامي، نسأل الله أن يحفظه ويمتعه بالصحة والعافية، والرفعة وأن يسدد خطاه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة