أنت مسؤول.. 5 أدوات لمكافحة شائعات كورونا
منظمة الصحة العالمية تقول إن نشر التدابير الوقائية الكاذبة، يعوق مكافحة فيروس كورونا، ولا يقل خطورة عن الفيروس نفسه.
كما أن كل شخص مسؤول عن إبطاء انتشار فيروس كورونا المستجد، عن طريق الالتزام بالتدابير الوقائية، فإن الكل مسؤول أيضاً عن عمل لا يقل أهمية، وهو مكافحة المعلومات الخاطئة.
وتتطفل المعلومات الخاطئة علينا عبر وسائل التوصل الاجتماعي وتخلط الحقائق مع الشائعات ما يؤدي لتفشي الأخبار المزيفة، وقد وصفت منظمة الصحة العالمية هذه الظاهرة بأنها حالة وبائية.
ووفقًا للمنظمة، فإن نشر التدابير الوقائية الكاذبة، مثل العلاجات الأفريقية التقليدية والعلاجات المزيفة، مثل تناول الثوم وشرب الماء الدافئ بشرائح الليمون، يعوق مكافحة المرض، ولا يقل خطورة عن الفيروس نفسه.
وبالمثل، فإن نظريات المؤامرة التي تتهم الصين بتصنيع الفيروس، وتتهم عملاق الأعمال بيل جيتس بالتسبب في الوباء لتسويق لقاح له، قد يكون لها عواقب تتجاوز الصحة العامة.
ومثل هذه الشائعات والأساطير والحقائق المبالغ فيها تغذي أشكالاً جديدة من الخوف من الأجانب، ويتعرض العديد من الناس من أصل صيني أو شرق آسيوي للإهانة أو الاعتداء أو الحرمان من الخدمات.
كما يتسبب مستخدمو الإنترنت الذين يشاركون مقاطع الفيديو أو الصور التي تسخر من الفيروس، حتى دون أي نية ضارة، بنشر المعلومات الخاطئة، وهناك في المقابل خطر إثارة الذعر والارتباك بين السكان، ولم يعد الناس يعرفون الصواب من الخطأ، ويصبحون أكثر عرضة للتلاعب.
واتخذت العديد من الإجراءات للحد من تداول الأخبار المزيفة، فلم تتردد الدول الآسيوية في تطبيق الملاحقات الجنائية المتعلقة بنشر شائعات حول فيروس كورونا المستجد، وفي مقاطعة كيبيك بكندا، تتوفر خدمات التحقق من الحقائق مثل كاشف الشائعات للجمهور.
وتستخدم منظمة الصحة العالمية شبكتها الحالية المسماة EPI-WIN لتعقب المعلومات الخاطئة بعدة لغات، وتزيل "جوجل" المعلومات المضللة حول الفيروس من "يوتيوب" وخرائط جوجل ومنصات التطوير مثل Play وفي الإعلانات.
ويتحقق "تويتر"، من بين أشياء أخرى، من الحسابات التي تعد مصادر موثوقة للمعلومات حول الفيروس ويراقب المحادثات للتأكد من أن الكلمات الرئيسية التي تم البحث عنها على الفيروس توفر الوصول إلى معلومات موثوقة.
وأطلقت منظمة الصحة العالمية أيضًا تنبيهًا صحيًا على "واتسآب" و"فيسبوك مسينجر" لتقديم معلومات دقيقة حول الفيروس.
ولا تدخر الأمم المتحدة جهداً في معالجة المعلومات الخاطئة والمحتالين عبر الإنترنت الذين يستغلون الأزمة.
ويدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تحالف (حقائق فيروس كورونا) الذي يجمع أكثر من 100 من مدققي الحقائق من أكثر من 45 دولة في الشبكة الدولية لتقصي الحقائق.
كيف تحمي نفسك وغيرك؟
هذه الإجراءات المؤسسية ينبغي أن يسير جنباً إلى جنب معها إجراءات فردية يقوم بها كل شخص لحماية نفسه وأحبائه، لأن الأخبار والمعلومات المزيفة إذا لم يتم إيقافها بسرعة، فستصبح سريعة الانتشار ويمكن أن تؤثر على عدد كبير من المستخدمين.
وإذا كان من الصعوبة السيطرة على الفيروس غير المرئي، الذي لا يسبب أعراضاً في بعض الأحيان، وينصح بالابتعاد الجسدي والتدابير الصحية وارتداء الأقنعة كوسيلة للحد من انتشاره، فإن اليقظة هي واحدة من أفضل الطرق للقضاء على الأخبار الكاذبة والمزيفة.
وأظهرت دراسة أمريكية سابقة أجريت على فيروس "زيكا" أن الشائعات قللت من ثقة الناس في دقة المعلومات الوبائية لمنظمة الصحة العالمية، إذ يميل الناس للتمسك بالتفسيرات التبسيطية بدلاً من فك شفرة المعلومات المعقدة.
واقترح خبراء في تقرير نشره الإثنين موقع "كونفرسيبشن"، خمسة أدوات لمواجهة هذه الشائعات وهي:
أولاً: كن حذراً عندما تنظر إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
ثانياً: لا تترك معلومات خاطئة في صفحاتك على مواقع التواصل الاجتماعي، ويمكنك أن تطلب من الشخص الذي شاركها أن يزيلها بأدب.
ثالثاً: الإبلاغ عن المعلومات الخاطئة لمسؤولي تلك المواقع.
رابعاً: عند الشك، خذ وقتاً للتحقق من المعلومات المتبادلة.
خامساً: ابذل جهداً واصنع ضجيجاً لإظهار كذب المعلومات المضللة، أكثر من الضوضاء التي يحدثها الأشخاص الذين يشاركون معلومات كاذبة.
ومع هذه الخطوات البسيطة، ومن خلال مشاركة معلومات موثوقة غالبًا، ستصبح أنت وشبكتك أقل تعرضاً لأخطار وباء الشائعات.
ويقول الخبراء في التقرير الذي نشره موقع "كونفرسيشن": "يقضي معظمنا وقتاً على الإنترنت أكثر من أي وقت مضى، ومن الضروري أن نقوم بدورنا لوقف انتشار الأخبار الكاذبة والمزيفة، والتي من المحتمل أن تستمر في الانتشار حتى بعد نهاية هذا الوباء".