لقاء محمد بن سلمان وبوتين.. الدب الروسي يسعى لكسب الود
الأزمة السورية وإيران على رأس المشاورات بين ولي ولي العهد السعودي والرئيس الروسي
توقع خبيران مصريان مختصان في العلاقات الدولية أن تكون المشاورات المكثفة، التي عقدت اليوم الثلاثاء، بين ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ركزت على الأزمة السورية، وتدخلات إيران في المنطقة، بهدف تقارب وجهات النظر بين الجانبين.
فيما ذهب خبير سعودي مختص بالعلاقات الدولية، في حديث لبوابة "العين" الإخبارية، إلى أن هناك ملفاً ثالثاً متوقع مناقشته على أجندة الجانبين، وهو العلاقات الاقتصادية، فضلًا عن ملفات أخرى تتصل بمكافحة الإرهاب في المنطقة، وأحداث اليمن والعراق.
وشهدت موسكو، اليوم، لقاءً جمع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
بوتين: علاقتنا مع السعودية تتطور بشكل ناج
محمد بن سلمان يزور روسيا لبحث التعاون المشترك
نهي بكر، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، قالت لبوابة "العين"، من المؤكد أن اللقاء شهد مشاورات حول الأزمة السورية، وكذلك العلاقة مع إيران، متوقعة أن يحدث تغييرًا عقب هذا اللقاء، لاسيما بعد قمة الرياض العربية الإسلامية الأمريكية التي أبرزت شبه توافق أمريكي سعودي، وعودة التحالف القديم بين الرياض وواشنطن بعد تراجعه السنوات الأخيرة.
وتوقعت بكر أن يسعى الجانب الروسي إلى عدم ترك السعودية تتحالف مع أمريكا، على حساب علاقته بالسعودية، وبالتالي فقد يحاول التقارب في شتى القضايا، خاصة في القضايا المشتركة مثل مكافحة الإرهاب وقضايا المنطقة.
متفقًا معها، قال محمد حسين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: بالطبع أتوقع أن سوريا كانت على رأس القضايا المشتركة، رغم التباينات الواضحة بين البلدين، لكن في النهاية ستحدث تفاهمات أو ما يشبه بتقريب وجهات النظر خاصة أن موسكو ستسعى لكسب السعودية بكل ما لديها من قوة.
وأوضح حسين أن موقف السعودية ثابت وواضح من تدخلات إيران في المنطقة، وليس لديها مانع في التنسيق مع روسيا طالما ذلك سيبعد إيران عن التدخل، في حال نجحت موسكو في إقناعها، في مقابل كسب ود السعودية، وعدم خسارتها كحليف مستقبلي.
واليوم، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماعه بالأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الثلاثاء، إن "علاقتنا مع السعودية تتطور بشكل ناجح"، مؤكداً أن "الاتفاقات في مجال الطاقة مع السعودية مهمة لبلدينا".
وقال الأمير محمد بن سلمان: "لا يوجد تناقض أو خلافات بيننا وبين موسكو حول سوق النفط".
من جانبه، قال الخبير السعودي المختص بالشؤون الدولية أحمد الإبراهيم لبوابة "العين" إن اللقاء كان اقتصادي أكثر منه سياسي، ولكن هذا لا يعني أنه لم يتناول العلاقات الثنائية، لافتًا في الوقت نفسه إلى أنه من البديهي أن تكون "الأزمة السورية وتدخلات إيران لهما نصيب من المناقشات"، بهدف الوصول إلى حل لهذه القضايا.
وشدد الخبير السعودي على أن التقارب في وجهات النظر لا يعني أن الرياض ستتراجع عن مواقفها الثابتة، لاسيما فيما يتعلق بسوريا وإيران، فالأخيرة اعتبرتها قمة الرياض دولة راعية للإرهاب وهذا معروف للجميع، لكن التقارب متوقع أن يكون من الجانب الروسي خاصة بعد قمة الرياض الأخيرة.
والإثنين قبل الماضي، اتفقت الرياض والسعودية عقب القمة المشتركة على ضرورة احتواء تدخلات طهران الشريرة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وإشعالها الفتن الطائفية، ودعمها للإرهاب والوسطاء المسلحين، وما تقوم به من جهود لزعزعة استقرار دول المنطقة.
وشددا على أن التدخلات الإيرانية تشكل خطراً على أمن المنطقة والعالم، وأن الاتفاق النووي المبرم مع طهران يحتاج إلى إعادة نظر في بعض بنوده، وأن برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية لا يشكل تهديداً على دول الجوار فحسب، بل يشكل تهديداً مباشراً لأمن جميع دول المنطقة والأمن الدولي.