يسير بخطى ثابتة.. تقارب عسكري روسي جزائري رغم الحرب الأوكرانية
يبدو أن التقارب الروسي الجزائري يسير بخطى ثابتة، لتواصل موسكو كسر الطوق الغربي المفروض عليها جراء الحرب الأوكرانية.
وبحث الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري مع الجنرال شوغاييف ديمتري إيفغينيفيتش مدير المصلحة الفيدرالية للتعاون العسكري والتقني بالجيش الروسي، اليوم الخميس، العلاقات العسكرية بين البلدين.
لقاء هو الثاني من نوعه بين مسؤولين عسكريين من البلدين خلال شهرين، حيث كان الأول على هامش مناورات بحرية مشتركة بين الجانبين استضافتها الجزائر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وذكر بيان لوزارة الدفاع الجزائرية أن اللقاء الذي عقد بمقر أركان الجيش الجزائري تطرق إلى التعاون العسكري الثنائي وسبل تنويعه ليشمل مجالات الاهتمام المشترك.
وجاء هذا اللقاء، في إطار تنفيذ برنامج التعاون العسكري الثنائي الجزائري-الروسي، وفق المصدر ذاته.
والشهر الماضي، أجرت القوات البحرية الجزائرية والروسية، مناورات مشتركة في البحر المتوسط، حيث رست سفن حربية روسية في الجزائر لتنفيذ "المناورات البحرية المشتركة 2022"، والتي تأتي في إطار تعزيز علاقات التعاون العسكري الثنائي بين القوات البحرية الجزائرية ونظيرتها الروسية.
موسكو تكسر الطوق الغربي
ويأتي هذا التقارب بين روسيا والجزائر، كوسيلة لتكسر موسكو العزلة الدولية المفروضة عليها بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا المستمرة منذ فبراير/شباط الماضي.
وامتدت آثار هذا التقارب إلى الكونغرس الأمريكي، الذي قدم 27 من أعضائه طلبا إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في سبتمبر/أيلول الماضي للمطالبة بفرض عقوبات على الجزائر بسبب صفقاتها من الأسلحة مع روسيا.
إلا أن واشنطن ردت على الطلب بالتأكيد على قوة علاقتها بالجزائر، خلال لقاء وزير الخارجية رمطان لعمامرة في 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بالسفيرة الأمريكية لدى بلاده، إليزابيث مور أوبين، التي غردت على حسابها الرسمي بموقع تويتر قائلة: "يسعدني دائمًا مقابلة وزير الخارجية رمطان لعمامرة ومناقشة العلاقة الثنائية القوية والمتنامية بين الولايات المتحدة والجزائر".
علاقات قوية
ويعتمد تسليح الجيش الجزائري بنسبة كبيرة على روسيا، فيما يرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية وسياسية متميزة ظهرت جلية خلال الأزمة الأوكرانية، حين دعمت الجزائر موقف موسكو سياسيا.
وفي وقت سابق، أعرب وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، عن تفهم بلاده لـ"الانشغالات الأمنية لروسيا"، فيما لم تستجب الجزائر للضغوط الغربية لزيادة إمداداتها من الطاقة لأوروبا لتعويض الغاز الروسي.
بدورها، تحرص روسيا على استمرار وتطوير علاقتها بالجزائر خاصة في ظل ما يشهده جوارها من أزمات في ليبيا ومالي ودول الساحل، حرصا من موسكو على دورها في المنطقة.
ومنذ 2020، زار الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري، روسيا، مرتين، كما شارك في أغسطس/آب الماضي عبر تقنية الفيديو كونفرانس في الندوة العاشرة للأمن الدولي، التي نظمتها موسكو.
ويشغل الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، منصب وزير الدفاع الوطني، بموجب الدستور.
وانعكست العلاقات القوية بين البلدين على قيمة التبادل التجاري المشترك والتي بلغت في 2021، ثلاث مليارات دولار رغم أزمة جائحة فيروس كورونا.
وينسق الجانبان سويا في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز وكذلك في اجتماعات الدول المصدرة للنفط "أوبك+".
وفي شهر سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن السفير الروسي لدى الجزائر، فاليريان شوفايف، أن موسكو ستستقبل الرئيس تبون قبل نهاية العام الجاري، في زيارة تمثل دفعة قوية للعلاقات بين البلدين.
وذكرت وسائل إعلام جزائرية أنه سيتم خلال الزيارة -المرجح انعقادها في شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل- التوقيع على وثيقة التعاون الاستراتيجي بين البلدين.