روسيا: تجميد العلاقات مع أمريكا.. وواشنطن: حوارنا مستمر

الكرملين يقول إن كل قنوات الاتصال تقريبا مع الولايات المتحدة توقفت.
نقلت وكالة الإعلام الروسية عن الكرملين القول، اليوم الأربعاء، إنه لا يتوقع أن ترفض الإدارة الأمريكية المقبلة توسع حلف شمال الأطلسي في ليلة وضحاها وإن كل قنوات الاتصال تقريباً مع الولايات المتحدة توقفت.
ومن جانبها فندت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، تصريحات المتحدث باسم الكرملين قائلة: إن الحوار لم ينقطع.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "كل مستويات الحوار مع الولايات المتحدة جمدت تقريباً. لا نتواصل مع بعضنا البعض. أو نقوم بذلك في أضيق الحدود".
ونقلت الوكالة عن مقابلة قالت، إن بيسكوف أجراها مع محطة مير التلفزيونية ونسبت إلى بيسكوف القول إنه لا يعلم إن كان الرئيس فلاديمير بوتين سيعيد ترشيح نفسه في انتخابات 2018.
وقال جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في بيان "مع الصعب معرفة المقصود بهذا التصريح على وجه التحديد لكن التواصل الدبلوماسي مع روسيا مستمر فيما يتعلق بعدد كبير من القضايا.. الخلافات الكبيرة مع موسكو بشأن بعض هذه القضايا هي أمر معروف لكن الحوار لم يتوقف".
وتابع كيربي أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف تحدثا هاتفياً، أمس الثلاثاء، بشأن الوضع في سوريا.
يذكر أن ديمتري بيسكوف أعلن الثلاثاء، أن استعداد روسيا لتطوير العلاقات مع الولايات المتحدة بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية يتوقف على مدى استعداد واشنطن للقيام بذلك.
يذكر أن التوترات تشوب العلاقات الروسية التركية بسبب الخلاف بشأن العديد من الملفات وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها الملف السوري.
وسعت الولايات المتحدة، أمس، للتهوين من شأن غيابها عن محادثات بين روسيا وإيران وتركيا في موسكو، بشأن الصراع السوري، وقالت إن هذا ليس "تجاهلاً" لها ولا يعكس تقلص النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.
غير أن قرار الرئيس باراك أوباما تقديم دعم محدود فقط للمعارضة المسلحة لم يترك لواشنطن سوى تأثير بسيط على الوضع في سوريا، لا سيما بعدما بدأت روسيا شن ضربات جوية ضد المعارضة التي تقاتل الرئيس بشار الأسد.
وعلى الرغم من أن واشنطن ظلت لفترة طويلة طرفاً في الجهود الرامية لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا وغيرها من الصراعات في الشرق الأوسط، فقد اضطرت الولايات المتحدة للمراقبة من على الهامش، بينما شنت الحكومة السورية وحلفاؤها ومنهم روسيا هجوما لسحق المعارضة في شرق حلب توج باتفاق لوقف لإطلاق النار.
وقال دينيس روس، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الذي عمل في السابق مستشاراً بشأن إيران والشرق الأوسط لدى حكومات جمهورية وديمقراطية أمريكية، إن الولايات المتحدة جعلت نفسها "غير ذات تأثير" على الوضع في سوريا.
وأضاف روس "لا تجد المعارضة مبرراً يذكر للتجاوب معنا ومع الأسد. يعلم الروس والإيرانيون أننا لن نفعل شيئاً لزيادة التكلفة عليهم جراء هجومهم على حلب ومدن سورية أخرى".
وتابع قوله "تحركت روسيا لتجعل من نفسها وسيطا بعدما غيرت ميزان القوى على الأرض دون أن تأبه للعواقب على المدنيين".
ورفض متحدث باسم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التلميحات، إلى أن غياب أمريكا عن الاجتماع يشير إلى تغير في النفوذ.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي، يوم الثلاثاء، "لا يرى الوزير ذلك على أنه تجاهل على الإطلاق. ويعتبره جهداً آخر متعدد الأطراف لمحاولة التوصل إلى سلام دائم في سوريا.. ويرحب بأي تقدم نحو ذلك".
وتابع كيربي يقول "سندحض بوضوح أي إشارة إلى حقيقة عدم وجودنا في هذا الاجتماع تشير بشكل ما أو تشكل اختباراً لنفوذ الولايات المتحدة وزعامتها هناك أو في أي مكان آخر في أنحاء العالم"، مضيفاً أن واشنطن ما زالت معنية بقضايا كثيرة أخرى في المنطقة.
ومضى يقول "لسنا مستبعدين ولا يجري تهميشنا".