سرب البالونات.. روسيا تستنزف كييف بـ"الأشباح الطائرة"
شنت موسكو سلسلة قصف صاروخي جديدة على المدن في شتى أنحاء أوكرانيا قبل فجر الخميس، مستهدفة البنية التحتية الحيوية مجددا.
ومع اقتراب الذكرى الأولى لانطلاق الحرب، يتسم أحدث فصول الحرب الأوكرانية بمزيج غريب من الأدوات القديمة والأسلحة المتطورة.
وقبل فترة ليست بطويلة على وصول الصواريخ الروسية، أمس، كانت السماء فوق أوكرانيا مليئة بالبالونات التي بدا أنها تهدف جزئيا إلى إرباك الدفاعات الجوية الأوكرانية، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وبالرغم من أن استخدام البالونات في الحرب له تاريخ طويل بالنسبة لموسكو، شُوهدت في الأسابيع الأخيرة فقط فوق أوكرانيا.
وعن ذلك، قال محلل الشؤون الدفاعية الأوكراني إيفان كيريشيفسكي، إن أحد أسباب عودتها الآن ربما يكون تقدم أوكرانيا في مواجهة التهديد الذي يشكله استخدام روسيا الطائرات المسيرة الإيرانية.
وانضم كبار المسؤولين الأوكرانيين هذا الأسبوع إلى التركيز العالمي على تهديد البالونات غير المأهولة واستخدامهم المحتمل في التجسس والعرقلة.
وقال المسؤولون الأوكرانيون إنهم يسقطون بانتظام أجساما صغيرة قد تستخدمها روسيا في التجسس، لكنها تبدو في الغالب تمويها يستهدف لفت انتباه الجيش الأوكراني وذخيرته عن الأهداف الأكثر أهمية.
وقالت الإدارة العسكرية في كييف عبر قناتها على "تليغرام" إن "حوالي ستة أهداف جوية للعدو" رصدت فوق العاصمة الأوكرانية، مما تسبب في إطلاق الإنذارات الجوية.
وأفاد البيان بأنه وفقا للمعلومات الأولية كانت "هذه بالونات تتحرك بتأثير الرياح وقد تحمل عاكسات زوايا وأجهزة استخباراتية معينة".
وقالت الإدارة العسكرية إنه تم إسقاط معظم هذه الأجسام. فيما لم يؤكد المسؤولون الروس ما إن كانوا قد أطلقوها أو أي بالونات أخرى.
وبدأ الاهتمام العالمي المتزايد بالبالونات الطائرة بعد اكتشاف بالون تجسس صيني فوق الولايات المتحدة الشهر الماضي، الذي أسقطه الجيش الأمريكي بعد تعقبه عبر البلاد.
ويُعتقد أن ما لا يقل عن ثلاثة أجسام أخرى من البالونات أُسقطت أيضًا في الولايات المتحدة.
وقال يوري إهنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، إن بلاده تركز أكثر على الوابل الصاروخي الروسي الأخير الذي أطلق على أوكرانيا خلال الليل، بما في ذلك صواريخ باليستية من طراز "كيه إتش-22" التي يكاد يكون من المستحيل اعتراضها.
ونبه إهنات إلى الكثير من أوجه التشابه بين المنطاد الصيني والبالونات الروسية المزعومة التي شُوهدت فوق كييف، وهي أصغر بكثير -يبلغ قطرها حوالي خمس أقدام- ويبدو أنها مصممة في الأساس كتمويه.
وقال: "يمكن إطلاق البالوات من الأراضي الروسية أو بيلاروسيا، باستخدام التيارات الهوائية التي ستحملها في الاتجاه الصحيح".
وظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي لما قيل إنها بالونات تم إسقاطها في أوكرانيا، والتي كانت تحمل أشياء صغيرة.
وقال إهنات: "إنهم يحاولون صرف انتباهنا"، مضيفا أن الروس يأملون أن تطلق القوات الأوكرانية النار على البالونات، وبالتالي استنزاف مخزون الصواريخ لدى الجيش وكشف مواقعهم.
ومع ذلك، قال إن القوات الأوكرانية تمكنت من التمييز بين بالون لامع ومسيّرة معادية. وقال خلال حوار عبر الهاتف: "لن أثير هذا الموضوع. إنها ليست أمورا جديدة. إنها أساليب قديمة، اخترعت خلال الاتحاد السوفياتي".
وجاء حادث يوم الأربعاء في أعقاب رصد آخر لبالون فوق مدينة دنيبرو، الأحد. وأفاد المسؤولون في مولدوفا ورومانيا أيضًا بأن أجسام "مشابهة لبالون الطقس" عبرت مجالهم الجوي، الثلاثاء، ما دفع مولدوفا إلى إغلاق مطارها الرئيسي لمدة ساعة، ودفعت القوات الرومانية بطائرتين عسكريتين.