قصف روسيا لوزارة الدفاع الأوكرانية.. ما الحقيقة؟
في ظل عمليات القصف الروسيّة التي استهدفت مرافق عامّة ومنشآت عسكريّة في أوكرانيا، انتشر على مواقع التواصل فيديو يدّعي ناشروه أنه قصف روسي لوزارة الدفاع الأوكرانية.
لكن هذا الفيديو يُظهر في الحقيقة قصف الجيش الإسرائيلي مبنى سكنياً وتجارياً في قطاع غزّة خلال مايو/أيار الماضي.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، يظهر في الفيديو قصف عنيف على مبنى يؤدي إلى انهياره تماماً على ثلاث دفعات، فيما يُرى من سطح مبنى مجاور مصوّر يوثّق بعدسته ما يجري.
ويأتي ظهور هذا المنشور في ظلّ العمليات العسكرية الروسيّة المتواصلة منذ الرابع والعشرين من شباط/فبراير الماضي على أوكرانيا. وقد استهدف القصف الروسي منشآت عسكريّة ومرافق عامّة منها مطارا لفيف غرب البلاد ودنييرو في الشرق، والذي أصيب بدمار هائل بحسب السلطات.
لكن الفيديو المتداول لا علاقة له بالنزاع في أوكرانيا.
فهذا الفيديو -الذي أعاد نشره صحفيون وإعلاميون مع تبنّي التعليق المضلّل للمنشور- عُرف على نطاق واسع أثناء الحرب بين إسرائيل وفصائل فلسطينية في قطاع غزّة خلال مايو/أيار الماضي، ولا سيّما بسبب المصوّر الذي وقف صامداً لنقل الحدث رغم خطورته.
ويظهر التفتيش على محرّكات البحث أنه منشور في مايو/أيار من عام 2021 على صفحات عدّة منها صفحة شبكة "بي بي سي" على موقع فيسبوك.
ويُظهر الفيديو في الحقيقة قصف "برج الشروق" في القطاع المحاصر.
وفي ذلك التاريخ، دمّرت غارة جوية إسرائيلية هذا المبنى المكوّن من 14 طابقاً.
وبحسب صحفيي فرانس برس في غزّة، كان برج الشروق المدمّر يضمّ مكاتب تلفزيون الأقصى، وإذاعة صوت الأقصى التابعين لحركة حماس التي تسيطر على القطاع.
وذكر مراسلو فرانس برس حينها، أن طائرات إسرائيلية أطلقت صاروخين تحذيريين"، ثم ثمانية صواريخ أدت إلى تدمير كليّ للبرج وألحقت أضراراً جسيمة في عدد من المباني المجاورة.
وأطلقت حركة حماس والفصائل الفلسطينية في القطاع، آلاف الصواريخ باتجاه إسرائيل حينها على خلفية اقتحام المسجد الأقصى، فردّت القوات الإسرائيلية جواً وبالمدفعية على القطاع.
وأنهى وقف لإطلاق النار في 21 مايو/أيار هذا التصعيد الدامي والأعنف منذ عام 2014، والذي استمرّ 11 يوماً وأسفر عن مقتل 260 شخصاً بينهم 66 طفلاً، و13 شخصاً في الجانب الإسرائيلي بينهم طفلان وجندي.
aXA6IDMuMTQuMjUwLjE4NyA= جزيرة ام اند امز