روسيا تحطم رقمها القياسي في احتياطيات الذهب وتكسر حاجز 200 مليار دولار
حطم البنك المركزي الروسي الرقم القياسي في قيمة احتياطياته من الذهب لتسجل حاليا رقما تاريخيا يتجاوز 200 مليار دولار.
وحسب بيانات رسمية للبنك، بلغت قيمة احتياطيات روسيا من الذهب رقماً قياسياً بلغ 207.7 مليار دولار في أكتوبر/تشرين الأول، ما يمثل زيادة بنحو 4% مقارنة بالرقم القياسي السابق والمسجل في سبتمبر/أيلول الماضي عند 199.8 مليار دولار.
- الجمهوريون في الكونغرس.. كيف سيغير رفاق ترامب تشريعات التكنولوجيا؟
- تخطى مليون دولار.. بيع أول عمل فني لروبوت في مزاد
ويمثل هذا النمو نجاحا في خطة التحول الدراماتيكي في استراتيجية الاستثمار لدى البنك المركزي الروسي، حيث ترفع موسكو احتياطياتها من الذهب إلى مستويات تاريخية، متحدية العقوبات الغربية ومعززة تحصيناتها الاقتصادية.
حصة هائلة من الاحتياطيات
ويمثل الذهب الآن رقمًا قياسيًا بنسبة 32.9٪ من إجمالي احتياطيات البلاد، مقارنة بـ31.5% في الشهر الذي يسبقه، مما يمثل خطوة جريئة في الاستراتيجية الاقتصادية الروسية وسط حالة عدم اليقين العالمية المتزايدة.
وهذه النسبة من حصة الذهب هي أعلى مستوى جديد منذ نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1999، حيث كانت حصة هذا المعدن الثمين آنذاك 34%.
وبلغت حصة الذهب أعلى حد لها في تاريخ روسيا خلال يناير/كانون الثاني من عام 1993 عند مستوى 56.9%، فيما كانت أقل حصة تاريخيا في يونيو/ حزيران من عام 2007 عندما سجلت 2.1% فقط.
ويبلغ إجمالي قيمة احتياطيات روسيا الدولية حتى صباح الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 631.6 مليار دولار، انخفاضا من 633.7 مليار دولار في الأول من أكتوبر/تشرين الأول.
وتتكون احتياطيات روسيا الدولية من أصول عالية السيولة تشمل النقد الأجنبي والذهب وحقوق السحب الخاص.
استراتيجية الاعتماد على الذهب
لجأت روسيا إلى الذهب كملاذ آمن نهائي في مواجهة العقوبات الغربية، إذ إنه بينما كانت معظم احتياطياتها من النقد الأجنبي تحت قيود مشددة، ظلت حيازاتها من الذهب غير قابلة للمساس.
واستخدم البنك المركزي هذا الأصل الثمين كدرع ضد عدم الاستقرار الاقتصادي وسلاح في المشهد الجيوسياسي الأوسع.
وتحتل روسيا المرتبة الخامسة عالميا باحتياطيات المعدن النفيس وتصدرت في الربع الثالث من عام 2018، دول العالم بنمو احتياطيات الذهب متجاوزة دولا مثل الصين والهند.
ويسلط التركيز الاستراتيجي الروسي على الذهب الضوء على سعيها إلى الاستقلال عن النظام المالي الذي يهيمن عليه الدولار الأمريكي.
ومع استمرار تحولات القوة العالمية، تعمل روسيا على وضع الذهب في قلب مستقبلها النقدي، مما يعزز ثقة المستثمرين في قدرتها على تحمل العواصف ــ سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو دبلوماسية.
وأصبح الذهب، إلى جانب الأصول المقومة باليوان الصيني، شريان حياة رئيسيا للبنك المركزي الروسي، حيث يحمي اقتصادها من القوة الكاملة للعقوبات ويعزز من مرونتها الاقتصادية.