اللحوم الروسية تغزو الأسواق الصينية بعد توتر المفاوضات التجارية
أكبر شركة منتجة للحوم في روسيا أعلنت استعدادها لسد فجوة الإمدادات التي خلفتها الولايات المتحدة
قالت أكبر شركة منتجة للحوم في روسيا إنها مستعدة لسد فجوة الإمدادات التي خلفتها الولايات المتحدة، في الوقت الذي تكافح فيه أكثر الأسواق ازدحاماً بالسكان في العالم بضربة مضاعفة لوباء حمى الخنازير المدمرة وحرب تجارية مطولة.
وبدأت مجموعة "تشيركيزوفو-Cherkizovo"، أكبر منتج للحوم في روسيا، شحن منتجات الدواجن إلى الصين الشهر الماضي، وتتطلع الآن لبيع لحم الخنزير وفول الصويا هناك أيضاً.
وحسب ما ذكرته صحيفة ليبرتي تايمز، التايوانية الناطقة باللغة الصينية، تبددت الآمال بأن الصين ستشتري المزيد من لحم الخنزير وفول الصويا ومنتجات البروتين الأخرى من الولايات المتحدة مايو/أيار الماضي، بعد انهيار المفاوضات التجارية مع إدارة ترامب.
وأدرجت بكين لحم الخنزير والدجاج في قائمة التعريفات الانتقامية على المنتجات الأمريكية بقيمة 60 مليار دولار أمريكي في شهر مايو/أيار، وقيل إن الصين أوقفت أيضا واردات فول الصويا من الولايات المتحدة منذ ذلك الحين.
وقال سيرجي ميخائيلوف، الرئيس التنفيذي لـ تشيركيزوفو: "كنقطة انطلاق، نتوقع شحن ما بين 1000 إلى 1500 طن من منتجات الدواجن إلى السوق الصينية يوليو/تموز المقبل، وسيرتفع العدد بسرعة إلى نحو 2000 و3000 طن شهريا".
وقال ميخائيلوف، على هامش منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي "إننا نقدر أن صادرات الدواجن الروسية إلى الصين قد تصل إلى نحو 200 ألف طن في العام، وأن تشيركيزوفو وحدها تستهدف الوصول إلى 40 ألف طن من منتجات الدواجن إلى الصين العام المقبل".
وكأكبر منتج ومستهلك للحوم الخنزير في العالم، تحولت الصين إلى أنواع أخرى من البروتين، المنتج والمستورد محليا، بعد اندلاع مدمر لحمى الخنازير الأفريقية التي بدأت في أغسطس/أب من العام الماضي.
ومن المتوقع أن ينخفض إنتاج الصين من لحم الخنزير، وهو بروتين أساسي يستهلكه ملايين الأشخاص في البلاد يوميا، بنسبة 30% بسبب الوباء، وفقا لبعض التقديرات.
وتسعى الصين وروسيا إلى زيادة التجارة في المنتجات الزراعية خلال السنوات القليلة الماضية، وفي العام الماضي ارتفعت التجارة بين البلدين في المنتجات الزراعية والغذائية بنسبة تقارب 30%، لتصل إلى 5.23 مليار دولار أمريكي، وما زالت أقل من 5% من إجمالي تجارتها في عام 2018، والتي وصلت إلى مستوى 108 مليارات دولار أمريكي.
بكين وموسكو تتحالفان في مواجهة أمريكا
ويحتل التعاون الزراعي موقع الصدارة في الأجندة الثنائية، حيث تسعى بكين وموسكو إلى تعزيز علاقاتهما الوثيقة بالفعل في مواجهة علاقاتهما المتوترة مع الولايات المتحدة.
وفي بيان مشترك صدر يوم الأربعاء، تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"توسيع تجارة المنتجات الزراعية والأغذية ذات النوعية الجيدة"، وقال البيان إنه تم تشجيع الشركات من البلدين على الدفع قدما بالتعاون في سلاسل توريد فول الصويا.
وقال ميخائيلوف إن تشيركيزوفو كانت واحدة من 30 شركة روسية سمحت لها مؤخرا بتزويد الصين مباشرة بمنتجات الدواجن، وكانت مستعدة لسد الفجوة في السوق الصينية "ليس فقط للفرص قصيرة الأجل، ولكن أيضا للعلاقات طويلة الأجل".
وفي حين أنه لا تزال روسيا مصدراً صغيراً في كل من لحم الخنزير وفول الصويا، إلا أن ميخائيلوف قال إن احتياطات الأراضي والمياه الضخمة في البلاد، إضافة إلى العلاقة الوثيقة مع الصين، ستجعل من روسيا موردا مرشحا موثوقا به لتلبية طلب الصين، مضيفا أنه يتوقع تعاونهم في الازدهار على المدى الطويل.
وحتى الآن، تعد الولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين من كبار مزودي فول الصويا في الصين، في حين أن دولا مثل ألمانيا وكندا والبرازيل وإسبانيا وهولندا هي أكبر مصدري لحم الخنزير إلى الصين.
aXA6IDE4LjExOC4zMi43IA== جزيرة ام اند امز