1.4 مليار مستهلك.. الصين تواجه رسوم ترامب بسلاح السوق المحلي
الصين تصدر خطة عمل لمدة عامين لتشجيع شراء السلع الاستهلاكية في أحدث خطوة لتعويض خسائر الحرب التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة.
أصدرت الصين خطة عمل لمدة عامين، لتشجيع شراء السلع الاستهلاكية من سيارات الطاقة الجديدة إلى أجهزة الجيل الخامس، في أحدث خطوة لتعويض خسائر الحرب التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة.
وتعهدت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، ووزارة التجارة ووزارة حماية البيئة في الصين، بتعزيز ترقية وإعادة تدوير السيارات، والأجهزة المنزلية، والإلكترونيات الاستهلاكية وغيرها من المنتجات، من أجل تشجيع السوق المحلي.
- توقعات "متشائمة" لنمو الاقتصاد الصيني وسط ضبابية الحرب التجارية
- ارتفاع العجز التجاري الأمريكي مع الصين رغم الانكماش في أبريل
ووفقا لشبكة أخبار "سوهو" الصينية، تندرج السيارات الذكية والأجهزة المنزلية الخضراء في القائمة، حيث تعلق بكين آمالها على سوقها المحلي الكبير الذي يبلغ قرابة 1.4 مليار مستهلك، وذلك من أجل استيعاب تأثير الحرب التجارية الطويلة مع الولايات المتحدة بعد تضييق آفاق الصادرات الصينية.
وقال وانغ يانغ، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي التابع للحزب الشيوعي الصيني في وقت سابق من الشهر الماضي، إن الحرب التجارية مع الولايات المتحدة التي ستشمل فرض رسوم استيراد على المنتجات الصينية المتبقية التي لم تخضع بعد للتعريفة الجمركية، والبالغ قيمتها 300 مليار دولار أمريكي، يمكن أن تتسبب في توقف النمو الرئيسي للصين بنسبة نقطة مئوية واحدة على الأقل هذا العام.
وخفض صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع توقعاته للنمو في الصين لعام 2019 بنسبة 0.1 نقطة مئوية ليصل إلى 6.2%.
يعد الإنفاق الاستهلاكي أمراً حاسمًا بالنسبة لنمو الصين، حيث أظهرت بيانات اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، أن الاستهلاك ساهم بنسبة 65.1% من النمو الاقتصادي في الربع الأول من عام 2019، مقارنة بنحو 12.1% للاستثمار و22.8% لصافي الصادرات.
ووفقاً لبيانات رسمية، نمت مبيعات التجزئة في الصين، وهو مقياس لإنفاق المستهلكين، بنسبة 7.2% فقط في أبريل/نيسان الماضي، وهو أقل بكثير عن مستوى مارس/آذار البالغ 8.7%، كما تراجعت مبيعات السيارات بنسبة 14.6% في أبريل/نيسان مقارنة بالعام السابق.
وقال ليو شوي تشي، الباحث البارز في بنك الاتصالات في شنغهاي: "إن التدابير الحكومية الجديدة ستعوض جزئياً الانخفاض في مجالات مثل السيارات، لكن من غير المرجح حدوث انتعاش سريع في الإنفاق الاستهلاكي".
وأضاف أن الحكومة الصينية قد تعلن عن سياسات دعم إضافية لزيادة الاستهلاك، لكن بكين لن تكون قادرة على هندسة فورة الإنفاق كما فعلت قبل عقد من الزمن لأن دخل الأسر من غير المرجح أن يرتفع بسرعة وسط تباطؤ الاقتصاد.
وجاء أحدث منشور حول ترقيات الاستهلاك بعد أن طلبت الحكومة من المدن الكبرى إزالة حدود شراء السيارات التي فرضتها للحد من الازدحام والتلوث، وتأتي هذه الخطوة وسط تكهنات بأن الصين ستقدم المزيد من الدعم النقدي لشراء السيارات والأجهزة المنزلية الجديدة.
في نهاية الأسبوع الماضي، رفعت مدينة قوانغتشو حصتها في شراء السيارات بمقدار 100 ألف وحدة خلال العامين المقبلين، في حين رفعت شنتشن حصتها السنوية بنحو 40 ألف وحدة.
وتتحرك الحكومة الصينية أيضًا لتعزيز الاستهلاك والاستثمار من خلال رفع مستوى شبكة الاتصالات الخاصة بها إلى 5G في وقت باكر عما كان متوقعا، حيث منحت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات 4 تراخيص للمشغلين المحليين الخميس.
aXA6IDMuMTQ1LjQwLjEyMSA= جزيرة ام اند امز