"يوم المدافع عن أرض الآباء".. روسيا تقاتل على إرث "الجيش الأحمر"
"نحارب في أوكرانيا من أجل أراضينا التاريخية".. كلمات استحضر بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذكرى يوم المُدافع عن أرض الآباء.
وأمام حشد ضم عشرات الآلاف من الروس، في ملعب لوجنيكي بموسكو، استقوى بوتين بإرث الماضي في عملية روسيا العسكرية بأوكرانيا، والتي ينقضي عامها الأول غدا، لكسب دعم يستنفر به حمية الروس ويقنعهم بأن العملية بأوكرانيا ليست إلا "معارك داخل أراضي روسيا التاريخية ومن أجل شعبها".
- بوتين يعود بالحرب الأوكرانية إلى ساحة "الأراضي التاريخية"
- في نهاية عامها الأول.. هل توقف الجهود الدولية حرب أوكرانيا؟
تاريخ "يوم المدافع عن أرض الآباء"
هو يوم تحتفل به روسيا سنويا في 23 فبراير/شباط، وهو مثبت في هذا التوقيت من كل عام منذ 27 يناير/كانون الثاني 1922.
ويعتبر هذا اليوم هو يوم المجد العسكري الروسي، وهو يوم عطلة لكل من شاركوا في الدفاع عن وطنهم.
وكان الاحتفال بهذا اليوم قد تم إقراره عبر مرسوم من هيئة رئاسة اللجنة التنفيذية المركزية لعموم روسيا في روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية، في الذكرى الرابعة لتأسيس "الجيش الأحمر" عام 1922.
وظل الاحتفال بهذا اليوم سنويا منذ 1922 في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، باعتباره "يوم الجيش الأحمر"، لكنه منذ عام 1946 تم تغيير مسماه إلى "يوم الجيش السوفياتي".
ولاحقا في عام 1949 أطلق على هذا "يوم الجيش والبحرية السوفياتية"، وظل يحمل هذا الاسم على مدار عقود حتى عام 1992، لكن بعد انهيار الاتحاد السوفياتي أصبح يطلق عليه "يوم المدافع عن أرض الآباء".
وكان يتم الاحتفال به إلى جانب روسيا في الجمهوريات السوفياتية السابقة (بيلاروسيا وطاجيكستان وروسيا وقيرغيزستان وأوسيتا الجنوبية وأبخازيا وأرمينيا ولاتفيا وأوكرانيا)، ولا تزال بعض البلدان تحتفل به مثل أرمينيا وطاجيكستان.
فيما ألغى الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشنكو في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2014، الاحتفال بيوم المدافع عن الوطن في أوكرانيا بعدما ضمت روسيا منطقة القرم، وبدلا منه حدد يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول 2014 كيوم عطلة وأطلق عليه "يوم المدافع عن أوكرانيا".
ما هو الجيش الأحمر؟
والجيش الأحمر هو "الجيش السوفياتي" الذي أسسته الحكومة الشيوعية بعد الثورة البلشفية عام 1917، وتكوّن من أكثر من 20 مليون شخص خلال الحرب العالميّة الثانية.
وكانت الثورة الروسيّة عام 1917م قد أدت إلى تفكّك الجيش الإمبراطوريّ والبحرية الروسية، بالإضافة إلى تفكّك العديد من المؤسسات الأخرى في روسيا.
وفي أعقابها عمل ليون تروتسكي، مفوّض الشعب، على تكوين جيش نظاميّ، وأصدر في 28 ديسمبر/كانون الأول 1918 أمرا بإنشاء الجيش الأحمر من العمّال والفلاحين الروس.
وكانت بداية انطلاق الجيش الأحمر عندما شارك بوحداته لأول مرة في القتال ضدّ الألمان الذي اندلع في 23 فبراير/شباط 1918، وبعدها بقرابة شهرين تقريبا وتحديدا في 22 أبريل/نيسان 1918، أصدرت الحكومة السوفياتية قرارا بالتدريب العسكريّ الإلزاميّ للعمّال والفلاحين، و29 مايو/أيار أصبحت الخدمة العسكرية إجبارية من سن 18 إلى 40 سنة.
واستعانت الحكومة في إنشاء الجيش بكادر قياديّ من الضبّاط السابقين في الحكومة كخبراء عسكريين، ووضعت خططا تدريبية للعمال والفلاحين ليصبحوا فيما بعد قادة في الجيش الأحمر.
في أكتوبر/تشرين الأول 1922، أصبحت كل أراضي روسيا القيصرية تحت سلطته معلنا بذلك نهاية الحرب الأهلية، بعد إخراج الجيش الياباني من البلاد، وبهذا أثبت الجيش الأحمر جدواه بإنقاذه الثورة خلال الحرب الأهلية.
وخلال الحرب العالمية الثانية أثبت الجيش الأحمر بسالة في التصدي للحملة العسكرية الألمانية على الاتحاد السوفياتي، وانتصر في معركة ستالينغراد التي استمرت حوالي 6 أشهر بين 21 أغسطس/آب 1942 و2 فبراير/شباط 1943.
وبعد معركة ستالينغراد، قامت الجيوش الألمانية بشن هجمة مرتدة في ربيع 1943، أوقفت تقدم السوفيات مؤقتا، وأدت إلى أكبر معركة مدرعات ثقيلة في التاريخ في كورسك، لكن السوفياتيين كان لديهم جواسيس وعلموا بخطط الألمان، فقاموا بإنشاء درع دفاعي للمدينة، واستطاعوا إيقاف الهجمة الألمانية على بعد 17 ميلا.
ولم يتوقف الجيش الأحمر بعد معركة كورسك عن الهجوم والغزو حتى وصوله إلى برلين والسيطرة عليها في مايو/أيار 1945.
وخلال تلك الحرب قتل نحو 7 ملايين جندي من الجيش الأحمر في المواجهات مع الألمان وحلفائهم في الجبهة الشرقية.
وبنهاية الحرب العالمية الثانية بلغ عدد القوات المسلّحة السوفياتية 11 مليونا و365 ألف ضابط ومجند، لكن عمليات التسريح بدأت لهم نهاية 1945م، وخلال بضع سنوات أصبح عدد القوات المسلّحة أقل من 3 ملايين جندي.
وفي عام 1946م تمّت إزالة كلمة (الأحمر) من اسم القوات المسلّحة ليصبح (الجيش السوفياتي).
aXA6IDMuMTQ1LjE2NC40NyA=
جزيرة ام اند امز