لقاء شكري-لافروف.. أبرز مؤشرات عودة السياحة الروسية لمصر
سيرجي لافروف أكد أنه "قريبا سيكون هناك وضوح حيال آفاق استئناف الرحلات المباشرة بين مصر وروسيا"
بحث سامح شكري وزير الخارجية المصري ونظيره الروسي سيرجي لافروف سبل استنئاف الرحلات الروسية لمصر من جديد بعد انقطاع دام عامين منذ سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء في أكتوبر/تشرين الأول 2015 التي راح ضحيتها 224 سائحا روسيا.
وبدأ اللقاء، الذي يعد مؤشرا على عودة السياحة الروسية قريبا لمصر، بقول الوزير الروسي: "نحن نبحث مسألة استئناف الرحلات المباشرة بين البلدين بشكل مستمر، واليوم أشرنا إلى وجود تقدم في عمل الخبراء، الذين يحلون القضايا، وننطلق من أنه قريبا سيكون هناك وضوح حيال آفاق استئناف الرحلات المباشرة".
وأعلن لافروف -خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد، الاثنين، بموسكو- عن تقدم إيجابي واضح بشأن مسألة استئناف الرحلات السياحية من جديد، معربا عن أمله لبدء المحادثات لإنشاء منطقة التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الاقتصاد الأوراسي، خاصة أن البلدين يمتلكان الأهداف نفسها في مكافحة الإرهاب، ولديهما رؤي مشتركة في الحلول المطروحة للأزمات السياسية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأكد الوزير المصري أن زيارته لموسكو في هذا التوقيت تأتي بعد عدة أشهر من انعقاد اجتماع وزيري الخارجية والدفاع بصيغة (2+2) في 29 من مايو/أيار الماضي، واصفا العلاقات بين البلدين بـ"العلاقات القوية"، خاصة أن الطرفين حريصان على مواصلة التعاون بشكل موسع ومكثف من أجل تحقيق مصالح مشتركة بينهما.
وخلال حديثه ألمح شكري في أكثر من عبارة إلى التطابق بين رؤي البلدين نحو القضايا المشتركة المرتبطة بالعلاقات الثنائية في ملف محاربة الإرهاب والتطرف، وسبل مواجهة البلدين للتحديات المشتركة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
توافق الرؤي
ويرى مراقبون أن اللقاء المشترك بين شكري ولافروف تأكيد واضح على توافق الرؤى السياسية بين البلدين، والتشاور لوضع حلول للأزمات المطروحة على الصعيدين الإقليمي والدولي، متفقين على دور مصر المحوري في استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا.
كما ظهرت نقاط التوافق بين الجانب المصري والروسي في التأكيد على استمرار المشاورات المشتركة للوصول لحل سلمي عبر اتفاق "الصخيرات" بليبيا المبرم في 17 ديسمبر/كانون الأول" 2015 بين الأطراف الليبية برعاية الأمم المتحدة، فضلا عن التطرق لمرحلة إعادة بناء المؤسسات الليبية ومحاربة التنظيمات الإرهابية.
وعلاوة على الأزمة الليبية برزت القضية السورية كأبرز نقاط التوافق بين البلدين، وذاك فيما يخص عملية التنسيق وطرح الحل السياسي بدلا من العسكري بالمناطق السورية، أيضا اتفاق خفض التصعيد وضم منطقة شمال حمص للاتفاق في بداية الشهر الجاري، التي جاءت بوساطة مصرية.
وفي الوقت نفسه أكدا الطرفان ضرورة العمل بين الشركاء الدوليين لاستمرار اتفاق خفض التصعيد، وتثبيت الهدنة السورية في الـ5 مناطق، ومراقبة عملية الخروقات من جميع الأطراف المتصارعة بسوريا، كتمهيد لمباحثات جنيف المرتقبة لترسيخ الحل السلمي حفاظا على أمن واستقرار سوريا.
كما تناول اللقاء المجالات الاقتصادية والسياسية بين البلدين، وأوضح شكري أن المرحلة الحالية تتطلب المزيد من دعم الأصدقاء لما يعكس من مردود إيجابي في مسار التطور والتنمية بين البلدين، مشيرا إلى تطلع مصر لعودة السياحة الروسية مرة أخرى.
وفي الوقت نفسه، نوه لافروف أن الزيارات المتبادلة بين موسكو والقاهرة دليل على العلاقات الوثيقة التي تمثل أهمية متزايدة بشأن ملف عودة الطيران الروسي للقاهرة وجميع المنتجعات السياحية، مؤكدا اقتراب الرحلات الروسية السياحية من العودة للقاهرة وجميع المنتجعات السياحية المصرية.
وحرص الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على إرسال رسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للتأكيد على استمرار العلاقات الثنائية والحفاظ على قنوات الحوار المشترك والمشاورات بين الجانين في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاستعادة الاستقرار بالشرق الأوسط، ومواجهة التطرف والإرهاب من منظور شامل عن طريق مكافحة الدولة الراعية للتنظيمات الإرهابية.
محادثات سابقة
وفي 29 من مايو/أيار الماضي استقبلت مصر وزيري خارجية ودفاع روسيا سيرجي لافروف وسيرجي شويجي، بهدف مشاورات ثنائية بين الجانبين في صيغة (2+2)، حيث حرصت موسكو خلال هذه الزيارة على توطيد العلاقات مع مصر على الأصعدة السياسية والاقتصادية والسياحية والثقافية.
وخلال هذه المحادثات تم التطرق إلى إمكانية عودة الطيران الروسي لمصر من جديد، واستئناف الرحلات السياحية للمنتجعات كافة، إضافة للمشاورات حول الأزمات في سوريا وليبيا والعراق واليمن، ومناقشة سبل مواجهة الإرهاب الذي أصبح تحديا عالميا بعد تصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية على أوروبا خلال العام الجاري.
وأشار اللقاء المشترك بين البلدين منذ 3 أشهر إلى حرص الجانب الروسي لضبط الإيقاع في التعاون العسكري والسياسي مع مصر، واستمرار الزيارات الروسية للقاهرة رغم توقف الرحلات السياحية لمصر منذ نهاية 2015.
وتحظى العلاقات المصرية- الروسية بقيمة استراتيجية كبرى لتفعيل الحوار بصيغة 2+2، وهي مباحثات استراتيجية على مستوى وزراء الخارجية والدفاع، بدأتها روسيا مع بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان، ما يؤكد دور مصر المهم بالمنطقة، لكونها الدولة العربية الوحيدة التي أجرت موسكو معها المحادثات بهذه الصيغة بعد اجتماعين القاهرة نوفمبر/تشرين الثاني 2013، وموسكو فبراير/شباط 2014.
وتوقفت الرحلات السياحية الروسية لمصر بعد سقوط طائرة روسية قرب مدينة العريش شمال سيناء بعد اختفائها من على شاشات الرادار بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي بمحافظة جنوب سيناء في 31 من أكتوبر/تشرين الأول 2015.