التنسيق الأمريكي الروسي في سوريا يتجاوز الهدنة إلى محاور القتال
طائرات التحالف الدولي ضد داعش أخلت سماء الرقة مفسحة الطريق أمام مقاتلات روسيا لقصف عناصر داعش جنوبي نهر الفرات
أخلت طائرات التحالف الدولي ضد داعش، الذي تقوده الولايات المتحدة، سماء الرقة مفسحةً بذلك الطريق أمام مقاتلات روسيا لقصف عناصر تنظيم داعش الإرهابي جنوبي نهر الفرات، في إشارة إلى تجاوز التنسيق الروسي الأمريكي حدود إقرار الهدنة في جنوب سوريا، إلى مستوى التنسيق الميداني، بهدف تطويق داعش، وإجبار عناصره على الانسحاب باتجاه محافظة دير الزور، بحسب مراقبين.
ولاحظ المرصد السوري لحقوق الإنسان توقف غارات التحالف على الريف الشرقي للرقة، وأجزاء من ريف دير الزور الشمالي الغربي، وريف دير الزور الشرقي، لتحل محلها الطائرات الروسية التي نفذت عشرات الغارات الجوية، مستهدفة القرى الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، والممتدة من شرق حويجة شنان وصولا للحدود مع دير الزور، منذ 18 من يوليو/تموز الجاري.
وكانت روسيا قد توصلت بالتنسيق مع الولايات المتحدة لقرار هدنة في محافظات الجنوب السوري (السويداء ودرعا والقنيطرة) منذ أوائل الشهر الجاري، ولا تزال الهدنة صامدة رغم خروقات طفيفة.
وحركة المقاتلات في سماء سوريا خاضعة لاتفاقية تنسيق بين روسيا وأمريكيا، لكن التنسيق في السابق لم يتجاوز حدود الرغبة في تجنب الحوادث.
وفرضت العلميات الإرهابية المتلاحقة لتنظيم داعش الإرهابي في أوروبا، وتمدده في ميادين أخرى في الشرق الأوسط، الحاجة إلى تنسيق أعلى خاصة مع بدء المعارك الكبرى ضد داعش في الموصل والرقة.
وتسببت أحداث بين مسلحين مدعومين من الولايات المتحدة وقوات موالية لجيش النظام الشهر الماضي في توترات بين واشنطن وموسكو.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد أعلنت في مارس/آذار الماضي أن العسكريين الأمريكيين والروس يبلغون بعضهم بعضا حول عملياتهم البرية في سوريا أكثر فأكثر، وهي آلية تعمل بفعالية كبيرة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جيف ديفيس، حينها في موجز صحفي إن "الآلية الخاصة بتلافي وقوع حوادث كانت تستخدم في البداية لمنع وقوعها في الجو فقط.. لكن مع مرور الزمن أصبحت هذه الآلية، كما نراه الآن، يستخدمها أكثر فأكثر أحد الطرفين لإبلاغ الطرف الآخر حول قيامه بعمليات برية في سوريا".
ويشير سير المعارك في شرقي سوريا إلى رغبة روسية أمريكية لتطويق تنظيم داعش في القوس الممتد من الرقة إلى مدينة السخنة (جنوب الرقة) إلى الميادين (جنوبي شرق الرقة) لإجبار تنظيم داعش على الانسحاب من مناطق تواجده في الرقة والسخنة إلى دير الزور.
وقال المرصد السوري إنه حصل على معلومات من عدد من المصادر وصفها بـ"الموثوقة"، أفادت بأن تنظيم داعش نفذ بالفعل انسحابات متتالية من مدينة السخنة، التي كانت تعد آخر مدينة يسيطر عليها التنظيم في محافظة حمص.
وأضاف المرصد أن غالبية عناصر التنظيم الإرهابي انسحبوا من مدينة السخنة، بعد تمكن جيش النظام المدعم بمسلحين موالين من الوصول إلى أطراف المدينة، وجاءت الانسحابات من قبل عناصر تنظيم داعش بعد أن "أصبحت المدينة ساقطة ناريا"، عقب أكثر من 50 يوما من تكثيف القصف على المدينة.
وأشار المرصد إلى أن أهداف التحركات الحالية لجيش النظام تنفيذ عملية تطويق كامل، الأمر الذي سيضع التنظيم الإرهابي أمام خيارين، إما القتال حتى النهاية أو تنفيذ عملية انسحاب واسعة نحو دير الزور، قبيل استكمال قوات النظام لعملية التطويق هذه، والتي تجري بدعم جوي من طائرات حربية روسية.
ويحرم تقدم جيش النظام المدعوم روسيا داعش من حقول النفط والغاز الذي استغلها خلال السنوات الماضية لتمويل أنشطته الإرهابية، كما يضعف التنظيم الذي انهكته محاولاته المستميتة للاحتفاظ بمعقله السوري في الرقة، قبل الانتقال لمعركة فاصلة ستكون دير الزور ساحتها على الأرجح.
aXA6IDUyLjE1LjIzOC4yMjEg
جزيرة ام اند امز