ميدفيديف ينبش الماضي.. تلويح روسي بضم إقليمين من جورجيا
هل تفكر روسيا في ضم أراضٍ من جورجيا، بعد 15 عاما من خطوة مماثلة؟
دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، لمّح إلى أن بلاده قد تضم إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين في جورجيا.
وقال ميدفيديف وهو رئيس روسي سابق حكم البلاد بين عامي 2008 و2012، كتب في مقال نشرته صحيفة "أرجومنتي إي فاكتي" الروسية مساء الثلاثاء "فكرة الانضمام إلى روسيا لا تزال تحظى بشعبية في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية".
وأضاف أنه "من الممكن جدا تنفيذها إذا كانت هناك أسباب وجيهة لذلك".
الرئيس الروسي السابق قال "نحن لا نحتاج إلى تكرار التاريخ في عام 2008.. إننا نظل على استعداد لحل المشاكل على طاولة المفاوضات بروح ميثاق الأمم المتحدة، ولكن إذا أصبحت مخاوفنا حقيقية، فلن نتردد في قبول انضمام أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، يتعين علينا أن نبذل قصارى جهدنا لحل هذه المشاكل".
ميدفيديف اعتبر كذلك أن "التاريخ يعاقب بشدة كل من يهمل أعماله، بحيث هذا التحول في الأحداث بالنسبة للغرب سيكون إخفاقا مخجلا آخر، ورمزا آخر لخسارة كارثية للنفوذ".
وعلى الرغم من تحسن العلاقات الروسية مع جورجيا، فقد اتهم ميدفيديف الغرب بإثارة التوتر في أنحاء جورجيا، من خلال مناقشة احتمال انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو".
وقال إنه "يتعين على الغرب أن يعلم بأن روسيا أوقفت العملية العسكرية لإجبار جورجيا على السلام، في عام 2008، عندما تمكنت من القضاء على التهديدات.. لكن الوضع يتفاقم الآن بشكل نشط مرة أخرى من أجل خلق بؤرة أخرى للتوتر بالقرب من حدودنا بالإضافة إلى الجناح الأوكراني، على ما يبدو هناك حديث مرة أخرى عن احتمال انضمام جورجيا إلى الناتو".
ميدفيديف أضاف أنه "لن ننتظر حتى تصبح مخاوفنا أقرب إلى الواقع".
وتطرق مدفيديف إلى الأزمة الأوكرانية قائلا إن "أوكرانيا قد تختفي من الخريطة السياسية للعالم نتيجة للصراع الحالي.. والنتيجة الأخرى للصراع ستكون الرحيل المخزي لسلطات كييف الحالية".
وأعلنت روسيا في سبتمبر/أيلول من العام الماضي ضم 4 مناطق من أوكرانيا، هي دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا، لكن عمليات الضم لا تحظى باعتراف دولي.
وفي مارس/آذار الماضي، حذر الكرملين من أنه يرى مخاطر من "استفزازات" محتملة في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وهما إقليمان انفصاليان في جورجيا تدعمهما روسيا.
وخلال فترة رئاسة ميدفيديف لروسيا، كان الغرب يعول عليه باعتباره أفضل أمل للتقارب مع موسكو، ولكن منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، أصبح ميدفيديف يمثل قاذفة تصريحات نارية بشأن العملية العسكرية التي تشنها بلاده في أوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022، وأصبح أحد أكثر الأصوات الروسية المؤيدة للحرب في أوكرانيا.
وبعد انتهاء فترة رئاسته عام 2012 عين ميدفيديف رئيسا للوزراء لمدة 8 سنوات تقريبا، قبل أن يعين في مطلع 2020 نائبا لرئيس مجلس الأمن الروسي، وهو هيئة استشارية تابعة للرئيس الروسي.
ولم تعلق السلطات في جورجيا على تصريحات المسؤول الروسي بعد.
وتوصف الحكومة في جورجيا بأنها قريبة من موسكو.
وفي أغسطس/آب 2008، خاضت روسيا حربًا قصيرة مع جورجيا، والتي كانت قد قامت بمحاولة فاشلة لاستعادة السيطرة على مقاطعة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية، نتج عنها سيطرة موسكو على 20% من أراضي جورجيا.
ثم اعترفت موسكو باستقلال أوسيتيا الجنوبية ومقاطعة جورجية انفصالية أخرى، أبخازيا، وأقامت قواعد عسكرية هناك.
وتم استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين روسيا وجورجيا في مايو/ أيار الماضي، فيما تحسنت علاقات البلدين تدريجيا.
وطالبت 6 دول غربية في وقت سابق من شهر أغسطس/آب الجاري، موسكو بإعادة منطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا لسيطرة جورجيا.
وقال بيان مشترك يوم 11 أغسطس/آب الجاري صادر عن الدول الست الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة - الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألبانيا واليابان ومالطا - إن "غزو روسيا لجورجيا في عام 2008 يمثل اتجاهًا أكثر عدوانية في سياستها تجاه جيرانها، وهو أمر يحدث اليوم في أوكرانيا"، على حد وصف البيان.
البيان الغربي رفضته موسكو ووصفته على لسان نائب سفيرها لدى الأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكي، بأنه نفاق.