توماهوك وكاليبر.. سباق «الضربة الحاسمة» بين أمريكا وروسيا

تتجدد المقارنة بين الأسلحة المختلفة، في ظل الحديث المتصاعد عن احتمال تزويد الولايات المتحدة أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" المجنّحة.
إذ أن هذا السلاح الأمريكي الشهير ونظيره الروسي "كاليبر"، أبرز الصواريخ بعيدة المدى التي غيّرت معادلات القوة في الحروب الحديثة.
ومع تعدد وجهات النظر، يبدو أن كل صاروخ منهما يتفوق في مجال محدد، في حين يظل التفوق الشامل محل نقاش بين الخبراء العسكريين.
وتقول مجلة نيوزويك الأمريكية إن الصاروخ الروسي "كاليبر" يمتلك ميزات لافتة أبرزها السرعة والمدى، إذ يمكنه الوصول إلى أهداف تبعد نحو 2500 كيلومتر، متفوقًا بذلك على نظيره الأمريكي "توماهوك" الذي يبلغ مداه قرابة 1600 كيلومتر فقط.
ويُعتقد أن هذا المدى الكبير يمنح روسيا قدرة على "إبراز قوتها العسكرية على مسافات هائلة"، بحيث يمكن لصواريخها المنطلقة من البحر الأبيض المتوسط، مثلًا، أن تضرب أهدافًا في عمق أوروبا.
من حيث السرعة، يُظهر "كاليبر" أداءً مرنًا يجمع بين الطيران دون سرعة الصوت في معظم رحلته (حوالي 0.8 ماخ) وإمكانية التسارع إلى سرعة تفوق ضعف سرعة الصوت في مرحلته النهائية، خاصة في النسخ المضادة للسفن التي تصل سرعتها إلى ما بين 2.5 و3 ماخ.
أما "توماهوك"، فيحافظ على سرعة ثابتة تبلغ 0.74 ماخ، وهو ما يمنحه استقرارًا أثناء الطيران وقدرة على التحليق المنخفض المعانق للتضاريس لتفادي الرادارات، لكنه يفتقر إلى التسارع النهائي الذي يميز بعض نسخ "كاليبر".
ويحمل الصاروخان رؤوسًا حربية تقليدية شديدة الانفجار بوزن يقارب 450 كيلوغرامًا، لكن الفارق الجوهري بينهما يكمن في القدرة النووية. فبينما يمتلك "كاليبر" نسخًا قادرة على حمل رؤوس نووية ضمن منظومة الردع الروسي، أوقفت الولايات المتحدة النسخة النووية من "توماهوك" منذ عام 2000، لتقتصر ترسانته الحالية على الرؤوس التقليدية فقط.
ويرى الخبير العسكري الروسي يوري كنوتوف، أن هذا التفوق في "الخيارات النووية" يجعل من "كاليبر" سلاحًا أكثر تنوعًا في الاستخدامات الاستراتيجية.
أما في ما يتعلق بالدقة، فيُجمع المحللون على أن "توماهوك" لا يزال يحتفظ بتفوق واضح بفضل نظام توجيهه المتطور الذي يجمع بين الأقمار الصناعية (GPS) والملاحة بالقصور الذاتي وتقنية مطابقة التضاريس.
وأثبت الصاروخ الأمريكي كفاءته في مئات الضربات الدقيقة منذ حرب الخليج عام 1991 وحتى النزاعات الأخيرة في الشرق الأوسط.
في المقابل، يعتمد "كاليبر" على نظام الملاحة الروسي (GLONASS) وعلى قدرات توجيه ذاتي فعّالة، لكنها لم تخضع بعد للاختبار بنفس الدرجة العملياتية التي خاضها “توماهوك”.
ومن حيث الانتشار الميداني، يتميز الصاروخان بمرونة إطلاق عالية، إذ يمكن نشرهما من السفن والغواصات والمنصات البرية. وقد استخدمت روسيا "كاليبر" بفعالية في عملياتها العسكرية في سوريا وأوكرانيا لضرب منشآت لوجستية ومستودعات أسلحة بعيدة المدى.
بينما استخدمت الولايات المتحدة "توماهوك" في مختلف مسارح العمليات حول العالم، ليصبح رمزًا لضربات "الدقة الجراحية" الأمريكية.
ورغم تفوق "كاليبر" في المدى والسرعة، وتفوق "توماهوك" في الدقة وسجل الاستخدام، يتفق الخبراء على أن المقارنة النهائية بين السلاحين تعتمد على طبيعة المهمة.
إذا كانت الغاية تنفيذ ضربة مباغتة على مدى بعيد واختراق دفاعات معادية، فإن "كاليبر" يملك الأفضلية بفضل قدرته على المناورة والتخفي والسرعة النهائية العالية.
أما إذا كانت المهمة تتطلب إصابة أهداف محددة بدقة متناهية مع إمكانية إعادة التوجيه أثناء الطيران، فإن "توماهوك" يبقى الخيار الأكثر موثوقية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjUg جزيرة ام اند امز