روسيا تتعلم درس «كورسيك».. منطقة عازلة وتحضير لهجوم واسع

وسعت روسيا من السيطرة على قرى حدودية داخل أوكرانيا تقابل منطقة كورسيك التي هاجمها الجيش الأوكراني الصيف الماضي.
وكانت كييف قد سعت لنقل المعارك إلى الداخل الروسي وتقدمت في كورسيك في محاولة لتخفيف الضغط عن جبهاتها المتداعية في الشرق.
وأعلن الجيش الروسي السبت سيطرته على قرية جديدة في منطقة سومي، حيث أمرت سلطات كييف بعمليات إخلاء جديدة خشية هجوم واسع.
ورغم الاتصالات الدبلوماسية المكثفة لإيجاد حل للحرب في أوكرانيا التي بدأت عام 2022، تستمر المعارك الضارية.
وتقيم روسيا على ما يبدو منطقة عازلة لتجنب خرق مماثل لما جرى في كورسيك، ما يشير إلى أنها تتأهب لاستمرار المعارك لفترة طويلة، فيما يسافر وفدها خلال ساعات إلى إسطنبول التركية لحضور الجولة الثانية من المفاوضات الأكثر جدية منذ بدء العملية الروسية في البلد السوفياتي السابق.
منطقة عازلة
وأعلنت روسيا هذا الأسبوع سيطرتها على عدة قرى قريبة من حدودها في منطقة سومي، ما يرجح سعيها لإقامة منطقة عازلة لمنع أي توغل أوكراني كما حدث الصيف الماضي.
واليوم، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها سيطرت على قرية فودولاغي قرب الحدود الروسية في سومي شمال شرق أوكرانيا، إضافة إلى قرية نوفوبيل في منطقة دونيتسك في الشرق حيث تتركز المعارك.
ومن شأن هجوم واسع النطاق أن يمثل تحديًا كبيرًا للجيش الأوكراني الأقل تجهيزًا والذي يواجه صعوبات على الجبهة.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن موسكو تحشد أكثر من 50 ألف جندي استعدادًا لشن هجوم محتمل في المنطقة.
وأصدرت سلطات سومي السبت أوامر إخلاء على نحو إلزامي لإحدى عشرة قرية قريبة من الحدود، وقالت إن القرار "اتُّخذ في ضوء التهديد المستمر لأرواح المدنيين جراء قصف البلدات الحدودية".
وخلال الأسابيع الماضية، صدرت أوامر إخلاء إلى 213 بلدة في المنطقة، وتصدر أوامر الإخلاء الإلزامي عادةً عندما يشتد القتال، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الجيش الروسي يستعد لاحتلال القرية أو البلدة.
جولة محتملة في إسطنبول
وأكد المتحدث باسم خدمة حرس الحدود الحكومية، أندريه ديمتشينكو، للتلفزيون الأوكراني الخميس أن روسيا حشدت ما يكفي من القوات قرب سومي "لمحاولة شن هجوم".
وذكر أن عملية حشد القوات بدأت عندما كانت قوات موسكو تحارب الجيش الأوكراني في منطقة كورسك الروسية المقابلة لمنطقة سومي.
وشن الجيش الأوكراني هجومًا مباغتًا في كورسك في أغسطس/آب، لكن القوات الأوكرانية خسرت مذّاك كل الأراضي التي سيطرت عليها تقريبًا، وأعلنت روسيا استعادة كورسك بالكامل.
في فبراير/شباط 2022، شنت روسيا ما قالت إنه عملية عسكرية في أوكرانيا وباتت تحتل حوالي 20% من أراضيها. وخلف هذا النزاع آلاف القتلى المدنيين والعسكريين من الجانبين.
وتكثفت الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع في الأسابيع الأخيرة، لكن كل طرف يتهم الآخر بعدم الرغبة في تحقيق السلام.
واقترحت موسكو على كييف عقد محادثات مباشرة جديدة الإثنين في إسطنبول، بعد جولة أولى لم تكلل بالنجاح في 16 مايو/أيار.
ولم تُعطِ أوكرانيا بعدُ جوابًا بشأن هذا المقترح، وتطلب بشكل خاص الحصول على "المذكرة" التي أعدتها موسكو لتحديد شروطها لتحقيق سلام دائم.
كما زاد زيلينسكي من الشكوك بالمشاركة، واتهم روسيا بعدم ادخار أي جهد لإجهاض المباحثات.
ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي مع زيلينسكي مساء الجمعة، إلى مشاركة البلدين الإثنين "بوفدين قويين"، وفق وكالة أنباء الأناضول.
وكانت كييف قد أعلنت أن تشكيلة الوفد الروسي خلال الجولة الأولى من المباحثات بقيادة مستشار من الصف الثاني، دليل على عدم الجدية.
وتعتزم موسكو إرسال الوفد نفسه الإثنين.
وتحث كييف روسيا على القبول فورًا بوقف لإطلاق النار اقترحته واشنطن ويدعمه الأوروبيون، لكن الكرملين يرفض ذلك حاليًا.
وتتواصل الضربات الروسية على أوكرانيا، موقعةً مزيدًا من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، بحسب السلطات الأوكرانية، خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية.