دبلوماسية روسيا-طالبان.. تغيير قواعد اللعبة مع الإرهاب
الانخراط الدبلوماسي الروسي مع طالبان يعني تحدي القواعد المقبولة دولياً للانخراط مع الحركة الإرهابية.
قال الباحث البريطاني المتخصص في الشؤون الروسية صمويل راماني إنه خلال شهر ديسمبر الماضي أخبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف دبلوماسيين هنود بشأن دعم موسكو العلاقات الدبلوماسية مع طالبان.
وقال لافروف إنه لا تسوية سلمية أفغانية يمكنها الاستمرار دون مشاركة طالبان، وإن الحوار مع طالبان سيقلل من مخاطر انتقال الإرهاب من أفغانستان إلى وسط آسيا.
- البنتاجون يرهن عودة المساعدات لباكستان بإجراءات ملموسة
- هل تتسبب أفغانستان بمحاكمة أمريكا في "الجنائية الدولية"؟
وأضاف راماني، خلال مقال تحليلي له بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن هذا جزء من القصة فقط، مشيراً إلى أن بحثه حول الاستراتيجية الروسية الأفغانية يرجح أن الانخراط الدبلوماسي الروسي مع طالبان يستهدف تحدي القواعد المقبولة دولياً للانخراط مع الحركة الإرهابية.
وأشار الباحث البريطاني إلى أن واضعي السياسات الروس يدعمون الانخراط مع طالبان لدعم التسوية الدبلوماسية في أفغانستان، مقابل تجنب الفصائل التي تسعى إلى زعزعة استقرار الدولة التي مزقتها الحرب.
الانخراط الروسي انتقائي
وأوضح الباحث، خلال مقاله، أن استراتيجية الانخراط الانتقائية لموسكو تجاه طالبان تتعارض بشكل ملحوظ مع الرفض التاريخي الأمريكي للانخراط دبلوماسياً مع الحركة الأفغانية الإرهابية، مما يرجح أن روسيا تسعى إلى بناء إجماع دولي بشأن نهجها، وتعزيز وضعها كقوة موازنة للهيمنة الأمريكية.
رسمياً تواصل روسيا تصنيف طالبان منظمة إرهابية، لكن منذ عام 2007 تحافظ موسكو بصورة غير رسمية على صلات دبلوماسية مع أعضاء بحركة طالبان، وتنبع هذه السياسة المتناقضة من الاعتقاد الروسي بأنه يمكن تقسيم طالبان إلى معسكرين رئيسيين.
وأوضح الباحث البريطاني أن المعسكر الأول يتكون من أعضاء وسطيين على استعداد للمشاركة في محادثات السلام وهزيمة الإرهاب الذي يتخطى الحدود الوطنية، أما المعسكر الثاني فهو خلاف ذلك؛ حيث يتكون من أعضاء مُعَوِّقين يسعون إلى تقويض سلطة الحكومة الأفغانية.
وأشار صمويل راماني إلى أن واضعي السياسات الروس يفرقون بين المعسكرين عبر تحليل المصالح الاستراتيجية والتفضيلات السياسية لقادة طالبان، سواء كانوا قادة كباراً أم متوسطي الأهمية، وتحديداً فإنهم يتطلعون إلى التعاون مع فصائل طالبان التي تتمتع بنفوذ سياسي كبير في مناطق تمركز مقاتلي تنظيم داعش، ومن يعارضون تجارة المخدرات.
روسيا متفائلة بشأن طالبان
قال الباحث البريطاني المتخصص في الشؤون الروسية إن المسؤولين الروس يرون التعاون الناجح مع فصائل طالبان فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والمخدرات أساس مفيد للمساعدة في إدراج قادة هذه الفصائل في التسوية السلمية، مشيراً إلى أن هذا التقييم المتفائل يستند إلى المعاملات التاريخية مع طالبان.
وتحدث المبعوث الرئاسي الروسي إلى أفغانستان زامير كابولوف عن القرار الناجح بشأن أزمة الرهائن عام 1995-1996، لتبرير جداله بشأن أن الحوار مع أعضاء طالبان الوسطيين يمكنه تحقيق نتائج إيجابية.
وأشار الباحث البريطاني إلى أن بوادر العلاقات الدبلوماسية الروسية مع طالبان تهدف إلى إعادة هذا النجاح، وتكوين نموذج للدبلوماسية مع الجماعات الإرهابية التي يمكن أن تنطبق على مناطق النزاع الأخرى.
كما أوضح أن هناك هدفاً أوسع من بناء الإجماع الدولي الذي سيعزل الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الدافع الثاني للعلاقات بين روسيا وطالبان هو بناء إجماع دولي حول استراتيجية روسيا الانتقائية، التي تدعم الوضع الروسي الدولي كوسيط في النزاعات.
aXA6IDMuMTQ1Ljg1Ljc0IA== جزيرة ام اند امز